رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

نداء من جبانة سيد جلال

بوابة الوفد الإلكترونية

جاءت رسالتها بعنوان «نداء من المقابر» تخيلت وأنا أقرأ هذا العنوان الرهيب الذى تقشعر منه الجلود أن هذا النداء جاءنى وأنا فى حضرة الأموات وأسير بين قبورهم، فحرصت على قراءة الرسالة إلى آخرها، وكلما مررت على سطر أشعر أن السطر الآخر سيأخذنى إلى عالم الأموات أكثر وأكثر وسأجد الصورة تتضح أمامى بكل تفاصيلها، وهذا ما حدث فعلاً، فالرسالة وضحت لى أن هناك أسراً تعيش داخل الأحواش والمقابر المجاورة والمتلاحقة وأصحابها الحقيقيون فى عالم آخر، ربما يعلمون ما يدور فوق رؤوسهم من حكايات وضحكات وآهات، وربما يتحسرون أنهم كانوا أثرياء ولم يستطيعوا أن يتصدقوا بكل ما يملكونه أو ببعضه بدلاً من أن يتركوهم جاثمين فوق رؤوسهم يقطعون أوصالهم بأحادثيهم عن الفقر والعوز وقلة الدخل والبؤس الذى يعيشه أبناؤهم يوميًا وسط الجنازات والصراخ والعويل وتوزيع الرحمة وتلاوة القرآن وأصبحت الحياة وأمست طعمها طعم الموت.

بداية سطور الرسالة فى المقابر أحياء.. ولكنهم أموات.. فهناك نوعان من المقابر.. حيث قابل ربه وميت حى يعيش بالمقابر وينتظر أيضاً لقاء ربه، تكالبت عليه الحياة وضاقت به الدنيا.

أنا يا سيدى ربة منزل ونقيم أنا وزوجى ومعى ابنى أيضاً وزوجته وثلاثة أبناء فى مقابر سيدى جلال بالسيدة عائشة وتقدمت منذ 15 عاماً بطلب إلى محافظة القاهرة ضمن الحالات القصوى للحصول على شقة ترحمنا من السكن فى المقابر بين الأموات وشاء القدر وبعد هذه الأعوام أن تتم الاستجابة لمطلبنا ووجدت أسمى ضمن المستحقين بمدينة بدر وأسمى وفاء فهمى عبده ورقم هاتفى أمانة لديكم فى الجريدة خوفًا من الفخاخ

التى تعرضنا لها كثيراً من محترفى النصب، وعندما توجهنا للحصول على شقة بمدينة بدر كانت فرحة أسرتى ليس لها حدود.. أخيراً سيكون لأبنى وزوجته وأبنائه غرفة يغلق بابها عليهم وسأكون أنا وزوجى وخمسة أبناء لنا أيضاً غرفة نستطيع أن نحترم خصوصية الأبناء والأحفاد ويحترموا هم خصوصيتنا.. يااااه فعلاً حلم بعيد المنال وقد تحقق ولكن يا سيدى دائماً تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن.. فكل من معى حصلوا على مساكن بمدينة بدر إلا أنا وأسرتى البائسة فقد قام الموظف المختص بتدبير لى شقة بمدينة 6 أكتوبر مساحتها 40 متراً وهذه الشقة لن تغير من الأمر شيئاً فسنترك مقبرة وسنذهب إلى مقبرة أخرى وربما أضيق من السابقة فرفضت الاستلام وطلبت من المسئولين بمحافظة القاهرة مراعاة عدد أسرتى الكبير وتوفير مسكن يلائمه ويتماشى مع عدد أبنائى وأحفادى.. لذلك أضع بين أيديكم رسالتى من وسط مقابر سيدى جلال لعرضها على محافظ القاهرة والمسئولين بوزارة الإسكان لعلها تجد صدى ونتنقل بعد ربع قرن إلى مساكن الأحياء.

 

طارق يوسف