عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دردشة ع الطريق.. أروقة النور

بوابة الوفد الإلكترونية

دردشة هذا الأسبوع غوص فى الماضى وذكريات محملة بالعطاء والاجتهاد والعلم الشرعى.. وكانت السيرة العطرة لأحد رموز الأزهر الشريف المرحوم الشيخ محمود حافظ برانق.. اسم مازالت تسجيلات برنامجه تذاع فى إذاعة القرآن الكريم.. واسمه مكتوب داخل المصاحف بلجنة المراجعة.. علاوة على تلاميذه من مشاهير القراء الذين خرجوا إلى النور بناء على إجازته لهم.. وشهرته العالمية التى كانت فى تحكيم مسابقات القرآن الكريم حول العالم.. هو أحد أعلام الأزهر الشريف.. واللقاء كان مع أصغر أبنائه وحوار داخل السيارة على الطريق..

< فى="" البداية="" أحب="" أن="" تعرف="">

- محمد محمود برانق «٤٧ سنة» ليسانس حقوق عين شمس.. متزوج وعندى أربعة أبناء.. أقيم بقرية ميت حلفا القليوبية.. أعمل فى تجارة كماليات السيارات ولى ثلاث شقيقات وشقيق محامى بالإذاعة والتلفزيون..

< والدك="" المرحوم="" العلامة="" الشيخ="" محمود="" برانق="" أريد="" أن="" أتعرف="" عليه="">

- كان رئيس لجنة القراء بالإذاعة والتلفزيون وعضو فى لجنة مراجعة المصحف بالأزهر الشريف وكان محكما دوليا فى مسابقات القرآن الكريم.. مواليد٣١ ديسمبر ١٩٨٢ وتوفى فى أول يوليو عام ٢٠٠٠…ولد وعاش وتوفى بقرية ميت حلفا مركز قليوب محافظة القليوبية.

< كيف="" كان="" رحمه="" الله="" فى="" بيته="" وماذا="" تعلمت="">

- كان رحمه الله طيب جدا معنا ودائم النصح وسرد الحكايات الدينية لتأخذ منها الموعظة، وكان يصر على أن نحفظ القرآن وإخواتى وأزواج إخواتى كذلك وقد كان يشترط على أزواجهن المعاملة بالحسنى دون التقيد بأى التزامات صعبة مثل ما يحدث حالياً فقد كان لا يثقل بالطلبات على من يتقدم للزواج من بناته..

وترك لنا اختيار حياتنا ودراستنا وتعلمنا جميعا وحصلنا على شهادات عليا.. ولم يفرق فى التعليم بين الإناث والذكور.

< هل="" كان="" منفتحا="" على="" أبناء="" قريته="" ميت="">

- كان دائما بشوش وفى خدمة أهل قريته وخصوصا مشاكل الطلاق والزواج والميراث والقاعدة الأساسية فى حياته عامل الناس بما تحب أن تعامل.. وغرس فينا حب قريتنا فتربينا وتزوجنا فيها ولم نتركها.

< هل="" كان="" علمه="" مقتصرا="" على="" مراجعة="" المصاحف="" وعلم="" القراءات="" أم="" كان="" يمتد="" إلى="" الفتوى="" وغيرها="" من="" العلوم="">

- لم يفت فى حياته فى مسألة دينية إلا بعد الرجوع لأهل العلم المختصين وهو يعلم أن رأيه صحيح ودائماً يقول وفوق كل ذى علم عليم

وكان يرتدى نظارة نظر ولكنه يخلعها أثناء مراجعة المصحف لا يرتدى حتى نظارة للقراءة أو عدسة مكبرة أثناء مراجعة المصحف ولما سألته أجابنى والله يا ابنى أول ما أفتح كتاب ربنا بحس أن كل حاجة واضحة ومفيش أى مشكلة فى النظر وكان طيبة القلب فى المعاملات مع الناس دون التمييز وشديد

جداً وخصوصاً فى أى مسألة متعلقة بالقرآن وتفسيره.. وكان مفوهاً فى الخطابة على منابر المساجد.. وكان يعد موضوع الخطبة وعندما يصعد المنبر من الممكن أن يقوم بتغير موضوع الخطبة وفقاً لما يرى فى وجوه المصلين.. والخطبة كانت لا تتعدى ربع ساعة وذلك لخوفه على كبار السن والأطفال.. ومن يريد السؤال عن أمر يكون بعد الصلاة.. وكان يعطى درساً يومياً فى مسجد القرية عقب صلاة المغرب وحتى العشاء.

< من="" هم="" أشهر="" القراء="" الذين="" قام="" الشيخ="" محمود="" بإجازتهم.="" وهل="" لك="" ذكريات="">

- والدى أول من اكتشف الشيخ محمد جبريل فى عام ١٩٨٦ وكان طالباً وقتها فى السنة النهائية بكلية الشريعة والقانون ورشحه والدى من مصر لخوض مسابقة القرآن الكريم العالمية بالمملكة العربية السعودية وفاز وقتها جبريل فى المسابقة.. ومن القراء الذين حضر معهم تسجيل القرآن الكريم فى أول حياته الشيخ الحصرى وإلى الآن تذاع حلقاته فى رواية حفص وورش فى إذاعة القرآن الكريم ومن تلاميذه وكانوا ذوي محبة خاصة عنده الشيخ أحمد نعينع والشيخ الشحات أنور رحمه الله والشيخ الطنطاوى ومحمد بسيونى .. وكانوا دائمي الزيارة لبيتنا فى القرية للتعلم على يد والدى وكنت فى قمة سعادتى أننى أراهم فى بيتنا دون غيرى وكان منزلنا لا يخلو من القراء طوال اليوم.. وأتذكر عندما حضر إلى بيتنا الشيخ عبدالباسط عبدالصمد والشيخ محمد الطبلاوى معا بعد صلاة العشاء فى ليلة لن تنساها قريتنا وعندما فتحت لهما الباب لم أعلم ماذا أفعل وقفت مكانى أنظر لهما ثم جاء والدى يرحب بهما وإذ بالمشايخ يقبلون يد والدى ولكن أسرع بسحب يده بسرعة خوفا من التكبر والغرور.. كان ذلك عام ١٩٨٧وكان عمرى وقتها تقريبا ١٧ عاما.