المستقبل لمن يصنعه

فكرة خلاقة ودافع وعمل، تركيبة ثلاثية السمات تحدد شخصية المبتكر الذى يعمل لصناعة مستقبل مختلف، وفى الحكومات لا يختلف المفهوم كثيرا وإن اتخذ بعدا جامعا يلتفت إلى خدمة المجتمع والإبداع فى العطاء والتنافس للوصول إلى مستقبل يحدد معالمه المبتكرون.

حتى وقت قريب؛ كان من المنطقى أن يستغرق إصدار جواز السفر عدة أيام أو أسابيع، هذا النموذج من الخدمات الحكومية أصبح مجرد ذكرى، أمام ما نشهده اليوم من سرعة هائلة فى إصدار الوثائق، إلا أن المستقبل يؤكد أن الابتكار سيجلب حلولا أخرى، تتفوق حتى على ما يعتبره كثيرون، نقلة نوعية فى هذه الخدمة أو غيرها.

ويقيس مؤشر الابتكار العالمى أداء الابتكار فى الدول، وتقاس مدخلات الابتكار بناءً على المؤسسات، والقوى العاملة، والبنية التحتية، وتطور الأسواق، وتطور الأعمال التجارية؛ أما مخرجات الابتكار فتقاس بناءً على مخرجات المعرفة والتكنولوجيا والإبداع.

يقول عالم الحاسوب العالمى، آلان كاى: إن أفضل طريقة لمعرفة المستقبل مسبقا

هى صناعته، ويمكن تلمس ملامح حكومات المستقبل عبر استشراف المشكلات، وتقدير قيمة الموارد الإنسانية والاقتصادية، وقراءة التحولات بعيون خبيرة، على أساس الابتكار فى الحلول، والمهمات، والخدمات، وترقية الخطط والاستراتيجيات، لتكون متطابقة مع الطموحات.

تحقيقاً للأفضل وترسيخاً للابتكار محرّكا لصناعة المستقبل، لابد من وضع معايير أساسية تتعلق بالذكاء الصناعى، والتطورات الرقمية، ورفع التنافسية، ومستوى الخدمات الحكومية، وترسيخ معايير السعادة وجودة الحياة واستشراف المستقبل، لتكون الحكومات قادرة على تبنّى اقتصاد المستقبل القائم على البرمجيات والتكنولوجيا والبيانات.. نعم نستطيع أن نحقق أكثر، إن انطلقنا من رؤية أن المستقبل لا ينتظر.

 

محمد عبدالمجيد

مساعد رئيس تحرير جريدة الرأي