عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قسوة الماضى

بوابة الوفد الإلكترونية

هل تستطيع الأيام أن تمحو الماضى؟ القلوب تخفى أخطاء الماضى ولا تدفن أو تنسى وإنما تتناسي.. وتنضح مع الوقت المناسب قسوة الماضي.. هذا للأسف ما حدث لى بعد أن أنجبت له أربعة رجال.. جميعهم شقوا طريق النجاح.. ومع كل هذا تذكر الماضى وبعد كل هذا العمر ومع خلاف لا يذكر ذكرنى به.. وانتهى النقاش بالفراق.. وتركنى معلقة فى نار الحيرة.. القصة تبدأ منذ أكثر من ثلاثين عاما.. تعرفت على شاب وبكلماته المعسولة وقعت فى الفخ.. كانت كارثة لعائلتى حيث كان والدى يعمل فى منصب مرموق واستطاع أن يجبره على الزواج فى أسرع وقت بعد أن تركت دراستى بالمدرسة بأمر من والدى ولم يستمر هذا الزواج شهراً وطلقني.. كان الجميع يتوقع فقد كان الزواج رد فعل.. كانت أصعب أيام بالنسبة لى ولكن تعودت أن أتلقى الصدمات دون أن انكسر.. حاولت استعادة الأشلاء وعدت من جديد إلى الحياة وكانت العودة مع جارى والذى اكتشفت أنه كان يحبنى من زمن بعيد رغم أنه يكبرنى ومتزوج وله ابنه أيضاً.. وكان موعد مع القدر حيث توفيت زوجته وأنا فى عدة الطلاق وارتديت النقاب رغما عن اعتراض الجميع حيث وهبت نفسى لله لعله يغفر لى ذلتى.. لم ينتظر جارى كثيرا وتقدم لخطبتى بعد انقضاء العدة.. وافقت وأنا جريحة، حذرنى البعض من أن أوافق بهذه السرعة وأنا مازلت مصابة بصدمتى الأولى ولكنى تغلبت على الجرح ووافقت أسرتى فأنا مطلقة قصة زواجى معروفة للجميع.. كانت ابنته ابنة لى حتى بعد أن أنجبت منه الصبيان.. كانت تحبنى وأحبها ولم اشعرها يوماً أنها ليست من بطنى فقد كانت تكسر حدة وخشونة تلك الحياة المكتظة بالبنين.. ودارت الأيام والسنوات.. شعرت أن النقاب يخنقنى ثم أننى قاربت الخمسين وقررت خلع النقاب.. ولكنه

رفض وهدد بالطلاق.. كانت صدمتى به كبيرة ليس لتهديد الطلاق ولكن لتذكره الماضى الذى اعتقدت أن الأيام كفيلة بأن تنسيه.. ولكنه لم ينس وذكرنى بخطأ الماضى الذى وقعت فيه وأنا فى حكم الأطفال لا أدرى ماذا أفعل.. كل ما أخشاه هو إبعادي عن ابنته التى أحبها واعتبرها ابنتى فأنا التى ربيتها بل وزوجتها أيضاً ولا أتحمل فراقها.. ربما أتحمل فراقه فهو عودنى على غيابه عن المنزل بالأيام ولكن ابنتى التى لم أضعها من بطنى لا أتحمل فراقها فحتى بعد زواجها لم نفترق يوما ولو بالمكالمات التليفونية.. فهل تبتعد عنى وتتحيز لأبيها أم تتذكر أمها التى لم تلدها.. هى لم تجب وأنا حتى تلك اللحظة لم أجب.. هل أعود عن قرارى أم أتركه بعد أن طعننى بالماضى.

«أمة الله»

 القاهرة

للرد على الرسالة.. من الغريب أن تتحطم سنوات العشرة بين زوجين مع أول خلاف ولا أعتقد أنه خلاف شديد يستدعى الفراق.. لهذه الدرجة أصبحت الأسر متصدعة.. أعتقد أن هناك تراكمات من الخلافات ربما لم تذكريها وأن موضوع النقاب هى القشة.. المسألة تحتاج إلى جلسة هادئة والبعد عن العناد الذى هو داء هدم البيوت.

 

«خالد حسن»

نقلا عن الجريدة الورقية