«البيانات» أداة المستقبل

تمثل موجة البيانات أحد أهم الأدوات المستقبلية الداعمة والممكنة لجهود الدول والحكومات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة فى العالم، ويإستخدام البيانات يمكننا تجاوز العديد من التحديات التى تواجهنا وأهمها التحدى السكانى الذى يفرض علينا تأسيس بنية إلكترونية تحتية تستوعب أكثر من مائة مليون نسمة، ويختلفون فى الوضع الاقتصادى والتعليمى والصحى والثقافى.

فتوافر البيانات بهذا الشكل الضخم يدفع الحكومة لتبنى ديموقراطية البيانات التى تنص على أن من حق أى فرد الحصول على البيانات الخاصة به وتحديد مدى استخدام هذه البيانات وطريقة استخدامها وإدارتها بالإضافة إلى البيانات التى تمكنه من مساعدة الحكومة فى مشاريع البنية التحتية الإلكترونية التى توفر الخدمات. الأمر الذى يعود على الحكومة فى اقتصار دورها على توفير الأدوات والسياسات اللازمة لأفراد المجتمع من أجل تمكينهم من ابتكار الحلول باستخدام البيانات.

و يكمن قوة ديموقراطية البيانات فى تبسيط المعاملات الإلكترونية وبناء طرق انسيابية دون المرور على الجهات الحكومية، وبناءً على هذه الديمقراطية يمكن للأفراد استخراج هوية إلكترونية عشوائية حتى لو لم يكونوا يملكون أوراقاً ثبوتية، ويمكنهم إصدار توقيع إلكترونى لمعاملاتهم دون وثائق مطلوبة، ويمكن للشركات اعتماد عملياتها وتوثيقها بأختام إلكترونية لا تعترف بالأوراق. وحتى الشهادات العلمية يمكن الإستعاضة عنها بشهادات إلكترونية بلا أوراق، كل ذلك يمكننا من الوصول إلى الخدمات بصورة ميسرة وبتكلفة بسيطة!

 

محمد عبدالمجيد

مساعد رئيس تحرير

 جريدة الرأي- الجمهورية

 

نقلا عن الجريدة الورقية