رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

واتس آب الوفد.. مواطن يرسل مقال بعنوان "كيف نتحرر من الموروثات الخاطئة"

المواطن محمود حافظ
المواطن محمود حافظ

استمرارًا لتواصل القراء مع خدمة واتس آب الوفد "المواطن الصحفي"، أرسل المواطن محمود حافظ مقالا بعنوان "متى نتحرر من الموروثات الخاطئة".

نص المقال:

" الافكار التي تورث لك ليست بالضرورة أن تكون صحيحة وقابلة للتطبيق ، يجب أن تعى وتفهم ان لكل زمان ظروف ، فلا تعاند أو تكابر فقط حكم عقلك ولا تحكم بمعتقدات خاطئة تربينا عليها جميعاً تسمى التقاليد. ولا اعنى بالطبع أن كل ماورثناه من معتقدات هو خاطىء بالكُلية، على العكس تماماً هناك تقاليد إيجابية لا يمكن التخلي عنها، ومن الواجب الأخلاقي الحفاظ عليها، أنا فقط أدعوا إلى تنقية الكثير من الأفكار والمعتقدات التى نشأنا عليها وأدت إلى تدهور حياتنا سواء كانت تلك المعتقدات دينية أو إجتماعية أو صحية أو ثقافية أو حضارية ، فالتحرر من العادات الخاطئة نواة لتأسيس مجتمع متحضر،

لم يعد من المقبول أوالمفهوم في عصر تقدمت فية العلوم الفكرية والتكنولوجية أن تُقيّد المجتمعات بعادات عفا عليها الزمن، ولم يعد يصلح محاصرة الأجيال الجديدة بها، ومحاكمة كل من يخرج عنها أو يرفض الالتزام بها، والتعامل معه بطريقة عنصرية والنظر إليه على أنه ارتكب جُرم ومعصية لا تغتفر، لمجرد أنه فقط حرر عقله من الجمود المتمثل فى قيود اصبحت لا تتناسب مع أفكاره وحياته الشخصية. لا تناقض بين الوفاء للعادات والنظر للمستقبل، هناك الكثير من الدراسات والأبحاث الاجتماعية الحديثة تذهب إلى أن شجاعة المجتمعات وتقدمها الفكري والعلمي والثقافي والحضاري، يُقاس بمدى قدرتها على التخلي التدريجي عن العادات البالية التي لم تعد مناسبة لأجيال الحاضر والمستقبل، لتجنب وجود صراع محتدم بين الأجيال وما يترتب عليه من انقسام مجتمعي بين أجيال تتمسك بالماضي، وأخرى تسعى لمسايرة عالمها المعاصر،الأزمة الحقيقية أن هناك أفكارا لا يستفيد منها المجتمع، ولا تعود على الأفراد بفوائد، بل إنها تسلب منهم أحيانا السعادة وتعكر عليهم صفو الحياة. العادات والتقاليد وضعت لتخدم الفرد وليس ليتعامل معها كمعتقد ديني يتحتم الإيمان به،

كما أن نفس هذه المجتمعات لا تقر بأن هناك عادات تتغير مع الزمن، وإذا لم يحدث ذلك التغير فإنها تصبح عبئاً ضرره

أكبر من نفعه، ويبقى التشبث ببعض العادات دون التحرر المطلق منها، مبعثا للجهل، وعدم سقوط أقنعتها مع الوقت يدفع بعض الأجيال للتمرد عليها واختيار أخرى يعاقبون بها المجتمع،وسيظل التمسك بالعادات والتقاليد أشرس أنواع تكبيل العقول وفرض القيود وانتهاك الخصوصية الإنسانية والوقوف حائل أمام التجديد الفكري، لأنها تحرم الفرد داخل المجتمع من صنع عادات تتماشى مع الحقبة الزمنية التي يعيش فيها ولم تعد تتناسب مع الحياة بظروفها وتغيراتها الحاليّة. اما آن أن تحدثوا أولادكم عن القضاية الشائكة التى تدخل تحت بند العيب و الحرام ،ألم يآن بعد أن تحدثوهم عن الجنس حتى لا تجعلوهم عُرضة و ضحية لأفكار وهواجس خاطئة تجعل منهم مهوسين جنسياً فيهدموا مستقبلهم،اما آن أن تعلموهم أن الرجل مثل المرأه فى كل شىء و أنه لا يوجد مجتمع سوى يقول أن الرجل لا يعيبه شيء، وهي قاعدة رسخها شيوخ التيارات المتشددة وآمنت بها بعض المجتمعات وطبقتها بحذافيرها.

لا شك في أننا يوماً بعد يوم سوف ندرك فداحة الأمر و سوف ندرك أننا صنعنا تابوهات ما أنزل الله بها من سلطان و أن قائمة المفاهيم الدينية والمجتمعية والثقافية الخاطئة في تزايد مستمر والأصوات ستكون بين مؤيد ومعارض كالعادة، ويبقى وعي الفرد ورجاحة العقل هوالمنطق السيد الحكم بين الأفكار المختلفة، لكي نحصل فى النهاية على مجتمع متقدم صحى يسع الجميع مرن يجذب كل الأفكار الإيجابية.