رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

واتس آب الوفد.. حسن بخيت يكتب: أزمة أخلاق في ذكرى مولد صاحب الأخلاق

المولد النبوي الشريف
المولد النبوي الشريف

تذكرت أننا نعيش فى هذه الأيام المباركة العظيمة ذكرى مولد صاحب الخلق العظيم صلى الله عليه وسلم، وقررت أن أكتب ما بخاطري، لكننى ترددت وكادت الفكرة تذوب من مخيلتي، هل أستطيع أن أكتب فى سيرة صاحب الخلق العظيم، فمن أنا؟ ومن أكون؟

 

 فتوسلتُ قلمي أن يسعف ذاتي وينثل عليَّ أنهارا من الكلمات والتعبيرات اللغوية والتى تتناسب مع ذكرى صاحب الخلق العظيم، تهيأت لذلك ودعوت الله أن يوفقني، فترجيت قلمي واستأذنت قرطاسي، فلم يأذن لي القلم ولا القرطاس، واستمعت لشهقات متقطعة تعلو تارة وتنخفض تارة أخرى، فتعجبت من ذلك، وقلت لنفسي ما هذا الضجيج والشهيق والبكاء والألم؟ وماذا حدث للقلم والقرطاس؟ ولما هذا؟ وأنتما أصحابى ورفقاء حياتي، ولم أعهد هذا منكما طوال حياتي، قلت في نفسي: صبرا سأكشف الأمر!

 

فرأيت قلمي يذرف الدمع بدل الحرف، ويعلوا بالأهات والألم والصراخ، فقلت له ماذا أصابك يا قلمي ويارفيق حياتي؟ هل أصابك مكروه؟ ولماذا تمتنع عن الكتابة وتريد البعد عني؟ هل من أمر جلل؟

 

 فتركته يبكى ويصرخ حتى فرج ما كان يضيق به، فحنوت عليه بحب كبير، وقلت له صبرا قلمي إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب، وذكرته بالله، فشعر بالأمن وهدأت ثورته،  فقال لي: كيف أكتب عن أخلاق صاحب الخلق العظيم؟ وأخلاقه لم نلمسها، لم نعيشها، لم نتنفسها، فقط نحلم بها جميعا، ونرفع شعاراتها من خلال كلمات عن طريق رسائل ونصائح عبر مواقع التواصل الإجتماعي، ولم نجد لها تواجد أو بقاء في الواقع، وكلنا نهفوا لحبها لكن أين نلقاها؟ ومتى تصبح واقعا ملموسا في حياتنا؟ وكيف نعيش بها ولها ومن أجلها.

 

ندعى حبنا لصاحب الخلق العظيم، بالاحتفالات والليالي الملاح، وشراء الحلوى، وإقامة الحلقات والذكر والشعر والغناء، وما زلنا بعيدين جدا عن أخلاقه صلى الله عليه وسلم - وربما يلزمنا قرونا أو عصورا أو لا نهاية في زمن غير زمننا هذا لنسير على النهج الصحيح لصاحب الخلق العظيم!

 

نعيش في بحار الدماء على آيادي إرهابيين لا يعرفون إلا لغة النحر! أيادي جبابرة مجرمين لا يشربون الا الدماء، قتال وانتحار، وانتهاكات ودمار، وإزهاق لأنفس الأبرياء، وأزمات أخلاقية طاحنة نعيشها فى عصرنا الحالي وقد أصابت كل البيوت والبلدان وإنتشرت فى المجتمعات

كإنتشار الأمراض الفتاكة القاتلة وهذه الأزمات تسببت فى إنتشار سلوكيات سيئة أصبحت ظواهر مجتمعية ثابتة؛ ومألوفة للجميع من عنف وقتل وفساد وغش وكذب ونفاق وخمول وكسل وجمود للفكر وجهل؛ إلخ.

 

حتى الذين يتحدثون عن الأخلاق الإنسانية النبيلة؛ قد تجدهم لا يملكون منها شيئا" على أرض الواقع؛ أو وعظ خطباء ووعاظ فوق المنابر عن الأخلاق والتقوى؛ وقد لا تجد لهذه الفضائل أثرا على سلوكياتهم مع الأخرين؛ ولا الذين يداومون على المساجد مسرعين لأداء الصلوات؛ فإذا إنقضت الصلاة سرعان ما يهرعون لإستئناف مسلسلهم اليومي من انحطاطهم الأخلاقي وسلوكياتهم السيئة.

 

أين نحن وأخلاق صاحب الذكري العطرة بين البائع والمشترى؛ بين المعلم وطلابه؛ بين الزوج وزوجته؛ بين الطبيب ومريضه؛ بين الإعلام وجمهوره؛ بين المسئول ورعيته، إلخ .

 

فأين نحن من صاحب الخلق العظيم؟ عندما نرى إعلام هابط يحمل فى طياته كل السموم القاتلة والأفكار المدمرة؛ أو نرى تاجر يغش فى سلعته للأخرين؛ أو نجد صفقات بزنس بين الأطباء ومعامل التحاليل لمص دم المرضى؛ أو نجد معلم يلهث وراء جيوب الطلاب الفارغة؛ أو نجد مهندس يقودنا للموت تحت الأنقاض.

 

أكرر سؤالي: فأين نحن من صاحب الخلق العظيم؟ والذى بعثه الله رحمة وهدى للإنسانية ليغرس فيها معنى العطف والرحمة والألفة والمحبة، واحترام حقوق الإنسان وكل مكارم الأخلاق.

 

فى النهاية: أتمنى أن نتبع ذكرى مولد صاحب الأخلاق بسلوكيات حميدة وأخلاق عظيمة لنرقى بضمائرنا الحية إلى مجتمعات راقية متعلمة يسودها العلم والعمل والحب وكل مكارم الأخلاق.