رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حسن بخيت يكتب: الاعتداء على المصريين بالخارج مرفوض جملة وتفصيلًا

صيدلي السعودية
صيدلي السعودية

قال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: «إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد».

لم أجد من مصطلحات اللغة أبلغ ولا أدق من كلام رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، لكى أبدأ به مقالي هذا ... لما تحمله هذه الكلمات من المبادىء الأساسية اللازمة لاستقرار الحياة البشرية ، وحماية النفس والحياة في المجتمعات ، وحماية النظام العام في المجتمع ، وصيانته من الخروج عليه والإنحرام عن القوانين والتشريعات التى تصون  المواطنين جميعا" كانوا مسلمين أو غير مسلمين ، وحماية للحياة الشخصية والملكية الفردية في هذا المجتمع ...

فإن الله _ سبحانه وتعالى _ يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا يقيم الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة ، هداية للأمة في مراحل الشرود والتيه ، وتفسير لحالة الاستقرار التي ينعم بها الإنسان في الدول الغير مسلمة في بقاع الأرض ، وتفسيرا"  لحالة الفوضى والفتن التي تعيشها أغلب بلاد المسلمين ، وخاصة في الآونة الأخيرة ...

عانى المصريون العاملون في الخارج من التعرض لحوادث الاعتداء خلال الفترة الماضية , ولم تعد حوادث الاعتداء على المصريين المقيمين بالخارج أمر مستغربا بين أبناء وطنهم الذين اعتادوا على تكرارها، حتى باتت بمثابة ظاهرة في السنوات الأخيرة ,وشهدت العديد من وقائع السحل والضرب، انتهت بعضها بالقتل.

ومع تداول مقاطع الفيديو التي تظهر الاعتداءات على المصريين بالخارج، عبر كثير من المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم، خاصة وأن غالبية هذه الاعتداءات تقترن بتعمد المعتدين إذلال وإهانة المصريين، كما عبر مصريون عاملون بالخارج عن غضبهم من عدم  وجود القوانين التى تعمل على حمايتهم بهذه الدول ، وأكدوا أن مسلسل الاعتداء عليهم مستمر بسبب اكتفاء المسئولين ببيانات المواساة ومتابعة نقل الجثامين ودفنها دون تحرك رادع لوقف هذه الانتهاكات.

ففي حادثة ليست الأولي، لقى صيدلى مصرى مصرعه على يد سعودى هاجمه داخل مكان عمله بمدينة جازان، فى المملكة العربية السعودية. وكشفت صحيفة «عكاظ» السعودية، تفاصيل الحادث، وقالت إن معتلا نفسيا فى العقد الثالث من عمره أجهز على صيدلى مصرى، مساء الخميس، فى أثناء أداء عمله بإحدى الصيدليات الكبرى فى مدينة جازان بـ7 طعنات غادرة، سدد خمسا منها فى الصدر والبطن، واثنتين فى جهة أخرى من جسده، بسلاح أبيض عبارة عن سكين كان بحوزته. وبحسب الصحيفة السعودية، فإن الجهات المعنية والأدلة الجنائية الأمنية بشرطة منطقة جازان، عاينت الموقع. وأضافت الصحيفة السعودية أن الشرطة تمكنت من رفع الأدلة والبصمات، وساعدت الكاميرات الأمنية بالصيدلية فى ذلك، إذ سهلت التعرف على الجانى والقبض عليه

فى وقت وجيز، وتم تسليمه للجهات المختصة لاستكمال إجراءات التحقيق والتحفظ.

هذا الحادث لم يكن الأول، ولن يكون الأخير، فحوادث الإعتداء علي العمالة الوافدة في معظم دول الخليج، وبالتحديد تكررت كثيرا في الفترة الأخيرة بالكويت والسعودية وخاصة مطلع عام ٢٠١٧ والذي شهد إبعاد وتصفية الوافدين نتيجة لحملات الهجوم المتكررة من بعض المسئولين بالمجالس والمؤسسات الذين يتخذون من العمالة الوافدة شماعة لكسب الأصوات في انتخاباتهم القادمة، أو لعمل شو إعلامي لكسب مشاعر الشعب علي حساب العمالة الوافدة التى لا تجد من يدافع عن حقوقها، أو ربما بحجة الإصلاح الاقتصادى وحالات التقشف التى تعانى منها بعض الدول العربية.

في الحقيقة : لا أحد ينكر وجود معاناة حقيقية تعيشها العمالة الوافدة في بعض الدول العربية بفعل القوانين الصارمة والظالمة المفروضة علي الوافدين فقط ، وبسبب سوء المعاملة التى تتعرض لها تلك العمالة  ، ليصبح الوافدون شماعة يعلق عليها المسئولون  إخفاقاتهم ومشاكلهم في المجالات  الصحية والتعليمية والأمنية والازدحامات المرورية وغيرها ،  في ظل وجود فراغ في منظمات حقوق العمل والإنسان ، إضافة للأعباء المتزايدة المفروضة علي العمالة الوافدة مثل الضرائب علي الخدمات والمساكن والمرافقين وكل شيء ، والتى زادت من سوء اوضاعهم المعيشية ، وأجبرت الحياة القاسية والمعاملة الغير إنسانية عشرات الألاف منهم إلى مغادرة البلاد .

السؤال هنا:

أين القوانين العمالية للتصدى لهذه الإنتهاكات غير الإنسانية بحق العمالة الوافدة الذين باتوا يرزحون تحت وطأة ظروف أشبه بحياة الرقيق؟

فالعمالة الوافدة أصبحت موتى وهم أحياء ، ونظرا لأن الضرب في الميت حرام شرعا" ... فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.

 

خدمة واتس آب الوفد "المواطن الصحفي" تتيح لك نشر المشاكل والموضوعات والمقالات الخاصة بكم على صفحات بوابة الوفد الإلكترونية.