ضاع العمر في البحث عن شقة
رسالة تقطر دما لا دموعا، تفوح منها ذكريات مريرة عاشها المواطن عادل محمد محمد الزغبى بين كواليس ودهاليز الدواوين الحكومية بمحافظة بورسعيد، حيث كان وقتها شابا يافعا يحمل أملا فى مستقبل أفضل ويجلس بالساعات مع خطيبته للاتفاق على ديكورات شقة العمر وتوجه لمحافظة بورسعيد والأمل يملأه فى الحصول على عش الزوجية، كان ذلك عام 1998 حيث طلبوا منه إرسال أوراقه بالبريد، لم يكذب عادل الخبر وقام بتسليم أوراقه لمكتب البريد الذى أعطاه تأكيداً أن الخطاب المسجل وصل ليد المسئولين بديوان محافظة بورسعيد، وانصرف عادل ليبحث عن باقى متطلبات زواجه منتظرا فى القريب العاجل خبرا يأتيه بالبريد يزف إليه بشرى الحصول على شقة العمر ولكن حظه السيئ تسبب فى إلغاء جميع الطلبات، ولكنه ما زال يحتفظ منذ عشرين عاما بصورة إيصال تسليم الأوراق ووجد أن منزل والده سيسعه فى هذه الفترة إلى أن تعلن المحافظة مرة أخرى عن تسليم شقق للمتزوجين حديثا، وانطفأت فرحة زواجه بوجود موانع طبية تمنعه من الإنجاب.
ثم مرض الزوجة بالفشل الكلوى وانتقلت إلى جوار ربها وتركته وحيدا فى منزل والده الملىء بالورثة والذين ينتظر اليوم قبل غد أن يتلقى منهم خبرا يفيد بحاجتهم للمنزل فتقدم عام 2013 بطلب آخر عندما تم الإعلان عن المشروع القومى للإسكان الاجتماعى ولم يكذب عادل الخبر وقام باستخراج أوراقه مرة أخرى ولكن هذه المرة