عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طبيبة مصرية بنيويورك لـ الوفد : وفيات كورونا لم تحدث فى الحرب .. واحذروا من الموجة الثانية

الدكتورة أماني عبد
الدكتورة أماني عبد المنعم، استشاري العلاج الطبيعي والتأهيل

إن التناول الأمريكي لإنتشار فيروس كورونا يؤكد المتابع بشكل واضح أن السياسة، وليس الحالة الحقيقية لانتشار الفيروس، هي الحاكم في السلوك الأمريكي، وهذا يظهر جليًا منذ بداية الأزمة، فوجدنا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يخرج للإعلام يوميًا، مظهراً تهاونًا بالغًا بالفيروس في بداية الأمر، دون الإستماع لما يخرج عن منظمة الصحة العالمية.

 

هذه الاستعانة ما لبثت أن تحولت لهجوم على الصين حينما أطلق على الفيروس اسم "الفيروس الصيني"، ثم ما لبث أن صوب سهامه إلى منظمة الصحة العالمية، التي هددها بانسحاب الولايات المتحدة الأمريكية منها، وهي العضو الأهم بالمنظمة، وهو ما قد كان حيث أعلنت الولايات المتحدة مؤخرًا رسميًا الانسحاب من المنظمة الدولية.

 

وكان أثناء كل ذلك يظهر الرئيس الأمريكي قدرة الولايات المتحدة على التصدي لانتشار الفيروس، خاصة حينما كان هناك عجزًا شديدًا في أجهزة التنفس التي نجحت أمريكا سريعًا في احتوائها، بأمر مباشر من ترامب لمصانع السلاح وغيرها بضرورة العمل على إنتاج هذه الأجهزة وهو ما اعتبر نجاحًا لسياسة ترامب لمجابهة الجائحة.

 

ومع كل ذلك نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية تشهد أكبر عدد من الإصابات واكبر عدد من الوفيات بسبب انتشار الفيروس، ذلك الذي يعني أن الدعاية الإعلامية، واتخاذ الجائحة ميدانا يتبارى في الحزبين الجمهوري والديمقراطي قبيل شهور من الانتخابات الأمريكية المقررة نهاية العام.
 

ففي مدة قصيرة للغاية، وبينما كان العالم منهمك في المقابر الجماعية المتزايدة في إيطاليا يوميًا، بدأت العدادات الأمريكية في التصاعد، وفاقت أرقام الإصابات بفيروس كورونا توقعات أي خبير، لقد تحققت أسوأ التوقعات، ودخل النظام الصحي مرحلة سيئة، وبدا أن النتائج ستظل غامضة حتى هذه اللحظة.

 

ومن هنا أكدت الدكتورة أماني عبد المنعم، استشاري العلاج الطبيعي والتأهيل بنيويورك، وهي أحد رموز الجالية المصرية في نيويورك، أن هناك مشاهد مؤلمة وحزينة و أعداد وفيات رهيبة لم تحدث في الحرب العالمية الثانية او في احداث 11 سبتمبر، تسبب بها فيروس كورونا المستجد، في العالم وليس أمريكا فقط.

 

وأضافت "عبد المنعم"، خلال تصريحها لـ "بوابة الوفد"، إحتمالية حدوث موجة ثانية أشد عنفاً في الخريف او الشتاء القادم لفيروس كورونا،  لافتة إلى أن الجميع يأمل في علاج فعال لهذا الفيروس الشرس، والعالم كله يجتهد الآن بالابحاث و التجارب للحصول على هذا العلاج والتنافس عليه . 

 

وإلى نص الحوار:ــ

 

بداية، ما عدد أعضاء الجالية المصرية بأمريكا؟

 

يقدر عدد المصريين بالولايات المتحدة الامريكية حوالي مليون من أصول مصرية، وأكثرهم في نيويورك و نيوچيرسي. 

 

ما أوضاع المصريين فى امريكا؟

 

يتمتع المصريين بكافة الحقوق و الواجبات و المزايا كمواطنين أمريكان ( يحملوا الجنسية الامريكية) أو مواطنين مقيمين ( يحملون الجرين كارد) كأي جالية أخرى اذا كانوا متواجدين بصورة قانونية و يحترمون اللوائح والقوانين المنظمة للحياة في أمريكا.

 

 كيف ترى الإجراءات المتبعة من الحكومة الامريكية لمواجهة "كورونا".. هل هى كافية؟

 

ما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية يضرب به المثل في العالم كله لمواجهة ومكافحة فيروس كورونا رغم أن بعض من وسائل الأعلام  خارج أمريكا حاولت تصدير أكاذيب حول ما يحدث داخل امريكا و تقليل من الجهد الغير مسبوق لمواجهة الجائحة رغم ان الادارة الامريكية اثبتت للعالم كيف تدار الأزمات، والجائحة تعد من اكبر التحديات التي واجهت أمريكا في تاريخها نظراً لحدوثها المفاجئ و السريع و ذلك لطبيعة الفيروس لأنه فيروس تنفسي مستجد ، يتعرض له الإنسان لأول مرة، يحدث به طفرات في وقت قصير و إضافة الى سرعة انتشاره و التي رصدها المتخصصون أنه ينتشر بنسبة قد تصل الى 80% و هناك الكثير و المثير عن طبيعة هذا الفيروس، والولايات المتحدة الامريكية قد رصدت لها أكبر ميزانية ايضاً في تاريخ أمريكا و كانت 2 تريليون دولار.

 

كما سخرت امريكا كل إمكانتها العلمية و المادية و التقنية والإعلامية والتوعوية و البشرية في تنظيم وإدارة تشهد لهذا البلد لادارة ازمة عالمية كهذه الجائحة، وإن كانت الأرقام تبدو ضخمة ومخيفة لكنها تثبت مدى نجاح و تعاون الجميع للخروج من الازمة بأقل الخسائر لأن الإصابة كانت كبيرة جدا و خاصةً في ولاية نيويورك ( تعدادها 8 مليون نسمة) على سبيل المثال كان لها النصيب الاكبر عالمياً من أي بلد آخر في العالم في الإصابات و السبب يعد لأن حوالي نصف مليون صيني و 2 مليون أوروبي قد زاروا نيويورك فقط في شهر فبراير لهذا العام للسياحة و هم من أتوا بالعدوى .

 

 كيف هو المشهد في أمريكا قبل وبعد دخول كورونا البلاد؟

 

طبعا قبل و بعد دخول الكورونا هناك مشهدين لا يمت أحدهما عن الآخر بصلة، فقبل ازمة الفيروس اليوم في أمريكا مشغول جدا من أول ساعات النهار الى بدايات الليل والجميع يعمل و يلهث و يصارع الحياة في دخول و خروج و مشاوير لجميع الاسباب و أحلام و طموحات و أهداف و شغل مرهق و مستمر ولا وقت لأحد للتواصل الا في "الويك إند"، ولكن بعد دخول "الكوڤيد 19 " فنحن نتكلم عن عالم مختلف و مفاجئ يُلزِم الجميع بالمكوث في المنزل طول الوقت وعدم الاختلاط وعدم مغادرة المنزل إلا في أضيق الحدود فقط في العمل من المنزل عبر الانترنت او هناك من توقف عن العمل تماما مكرهاً و لكن  تماشياً مع إجراءات الوقاية .

 

توقفت الاجتماعيات و الانشطة الرياضية و الترفيهية وزاد الضغط النفسي و الخوف من المستقبل و ما يخبئ لنا غداً و خوف كل شخص على أهله و احبابه و لكن جميع حكام الولايات و العُمَد كانوا يخرجون في تواصل يومي مع المواطنين ليطلعهم على مستجدات الأمور و تسهيلات الإجراءات لكل من فقد وظيفته جراء الازمة للحصول على مزاياهم المادية والمعنوية التي تكفلها لهم الدولة الى ان تعود الأمور الى طبيعتها.

 

الى جانب اطلاعهم بشفافية عن الصعوبات التي واجهتها الدولة وكيفية التغلب عليها الى جانب أعداد المصابين والوفيات بمنتهى الشفافية، إضافة على إطلاع المواطنين على كل ما هو جديد يحلق في الآفاق تجاه الادوية و الامصال الجاري العمل عليها. 

 

ما عدد الإصابات والوفيات بين الجالية المصرية ؟

 

لا أعلم عدد المصريين بالضبط حصرياً لان الاعداد في نيويورك  تحصر و لا تصنف و إن كان هناك العديد الذي اعلمه على المستوى الشخصي الذي تعدى ال 80 إصابة وهناك للاسف عدة عشرات من الوفيات.

 

 أوضاع العالقين المصريين وكيف ساعدتموهم حتى الان كجالية مصرية هناك؟

 

العالقين هم من كانوا في زيارة ولا يحملون الجنسية او الاقامة في أمريكا وكانوا يحملون جواز سفر مصري و تعثر بهم الأمر للعودة الى مصر، المساعدة كانت تأتي بتوصيل معلومات النشرات الواصلة لنا من القنصلية المصرية تحت رعاية وزارة الهجرة والمصريين بالخارج لإطلاع عموم المصريين و منهم العالقين بكيفية رجوعهم مصر و الإجراءات و خصوصاً بعد غلق المطارات ثم إخبارهم برحلات العودة عند فتح الخطوط الجوية. 

 

ما وضع المستشفيات والإمكانيات الطبية في امريكا بعد ظهور كورونا؟

 

القطاع الطبي الامريكي هو الاقوى في العالم و لكنه واجه تحدي كبير نظراً للاعداد الضخمة للاصابات فعلى سبيل المثال ان ولاية نيويورك كفائتها بالمستشفيات  50 الف سرير مجهز للعلاج رفعتها الولاية الى 95 الف سرير مجهز و كذلك توفير العديد من المستشفيات الميدانية في وقت وجيز.

 

كذلك لدى الولاية 8 آلاف جهاز تنفس صناعي و قد رفعت الولاية العدد الى 35 الف جهاز تنفسي لخدمة المصابين بالرعاية الحرجة، ووفرت الولاية الاختبارات للكشف عن الفيروس في كل مكان لحصر الاعداد و قد صرح المختصين ان امريكا بعد ان وجدت صعوبات في البداية لتوفير مستلزمات الوقاية لكنها استطاعت ان توفرها وكذلك اجهزة التنفس والأَسِرة العلاجية عبر جميع الولايات تعد هي الاكبر في التجهيزات من أي دولة في العالم.

 

 اذا ثبت إصابة مصري من أبناء الجالية بكورونا ما الاجراءات التي تتخذ  معه في العزل، وما دوركم كجالية في ذلك الأمر؟

 

ستطبق عليه جميع إجراءات العزل المتبعة من وزارة الصحة، وأما دورنا كجالية هو التضامن النفسي و الإجتماعي للتخفيف المعنوي عن أصدقائنا المرضى و المحاولة للإطمئنان عليهم للتأكد من التحسن أو اسداء النصائح و الاستشارة اذا كان لابد من نقلهم الى المستشفى و التواصل مع الطبيب المختص بل و التزاور عن طريق الزيارة بشكل آخر فقد ينظر المريض من النافذة فيجد اصدقائه بالشارع و بجواره و هذا يفرق معه نفسياً كثيرا. 

 

ما دور مبادرة "خلينا سند لبعض"، ونتائجها حتى الآن فى مساندة المصريين بأمريكا؟

 

من العنوان تجدي انه تأكيد لما بدأته وزارة الهجرة و المصريين بالخارج للاستمرار والإصرار في التواصل و التعاون و لم الشمل لكل مصري خارج حدود مصر وهو دور للوزارة رائد و متجدد ويتنفس كأنه كائن حي لجميع ظروف المصريين بالخارج برعاية و تحت قيادة معالي الوزيرة النشيطة المجتهدة الدؤوبة نبيلة مكرم .

 

 كيف ترى جهود الحكومة المصرية في الاونة الأخيرة لجلب المواطنين المصريين العالقين بالخارج؟

 

اراها جهود مشكورة و فريدة لم نراها أو نسمع عنها في اي دولة أخرى، فأنا اعيش في أمريكا منذ 24 عاماً في مجتمع يجمع كل جنسيات الأرض و لم نرى في أي جالية أخرى مثل ما تفعله مصر الأم لابنائها في الخارج في كافة الظروف وخاصة ظروف الجائحة التي صدمت الكثير من المصريين فترى ذلك يريد ان يعود و تعثر أو يخشى ان يموت في الغربة او لا قدر الله يموت في الغربة فتتكفل مصر بذلك في حياة الشخص أو بعد مماته لأن على أي حال هناك من ينتظره من أهله و محبيه و هو ما جعل من مصر شخصية إنسانية فريدة و أصيلة. 

 

كيف ترى جهود وزيرة الهجرة المصرية السفيرة نبيلة مكرم مع العالقين حتى الان، وكيفية ادارتها للأمور خاصه في هذا التوقيت الصعب؟

 

معالي الوزيرة نبيلة مكرم من اخلص الشخصيات في عملها و قد شهدنا على ذلك في محطات كثيرة منذ أول يوم لتقلدها هذا المنصب الرفيع فكانت جديرة به طوال الوقت فقد تميز عملها بترتيب الأولويات وتحديد الهدف و خلق استراتيجيات قصيرة الامد و طويلة الامد لتحقيقه واختيار ذكي لفريق عملها لتنفيذ الخطة على أكمل وجه و كانت آخر الانجازات و ليست الاخيرة هوعودة العالقين المصريين من كافة بلاد العالم بتوفير جميع التسهيلات و التواصل مع الافراد و التواصل مع السفارات والقنصليات وكذلك توفير والاعلان عن رحلات الطيران حتى يتمكن العالقين من اللحاق بها قبل ان تغلق المطارات وهناك من ينتظر الى ان يتم فتح الخطوط الجوية لبعض البلاد لان لابد من التوافق مع الاجراءات ايضاً لكل بلد وكما ذكرت لكِ التعامل مع المصري ونقله لأرضه بيكون على أية حال سواء في الحياة أو لا قدر الله في حالة الوفاة.

 

وقد آلمني أن هناك من كان يقلل من هذا الجهد الجبار لدور وزارة الهجرة في الوقت الصعب أو ينتقده دون أسباب واضحة أو حتى يأتي بفرضية أخرى للحلول و هذا أمر عجيب لهؤلاء الاشخاص كارهي النجاح و الإنجازات. 

 

رأيك فيما يفعله أبناء المصريين في الخارج مع اخوانهم من مساعدات وخلافه لتخطي الأزمة؟

 

الحقيقة هناك عدة نماذج محترمة و فعالة لوقوف ابناء الجالية مع بعض اثناء الازمات ولكننا هنا في امريكا الموضوع دائماً منظم و يكون بالتعاون مع جمعيات المجتمع المدني

و الجمعيات الغير قابلة للربح فهذه الجمعيات لها الحق لجمع التبرعات وفي نفس الوقت يكون الخدمات المقدمة بالتعاون مع مؤسسات الدولة لمنع التلاعب ولضمان وصول المعونات لأصحابها ولاننا مجتمع مختلط بتكون الخدمات لجميع الفئات وليست موجهة للمصريين فقط. 

 

ما حجم خسائر رجال الأعمال المصريين فى امريكا، وأوضاع الذين فقدوا وظائفهم بسبب كورونا؟

 

جميع القطاعات تأثرت بعد الكورونا و كان منهم من تم الاستغناء عنه أو توقف عن العمل الى إشعار آخر أو هو شخصياً من أغلق عمله الخاص نظرا لظروف البلد و الأوامر بغلق الاعمال وفي كل السيناريوهات قامت الحكومة الامريكية برصد ميزانية قدرها 2 تريليون دولار لمواجهة الازمة وكان من ضمن هذه الميزانية مساعدة كل من توقف أو أوقِف عن العمل بشيكات تضمن مصاريفهم و فواتيرهم الى جانب انهم حصلوا على امتيازات مادية أخرى تسمى بمزايا البطالة الى حين فتح الاقتصاد وعودة الجميع الى أعمالهم ووظائفهم على ثلاث مراحل وسيكون مرتبط ذلك بحقيقة تحديثات ارقام الإصابة لضمان عدم العدوى و انتشارها مرة أخرى. 

 

هل ترى أن هناك محاولات للسيطرة على الوضع من قبل الحكومة الامريكية؟

 

بالطبع هناك خطة من ثلاث مراحل لإعادة الفتح الآمن للاعمال مرتبطة بمتابعة الارقام وخاصة عدد الاصابات الجديدة و التأكيد على الجميع بالالتزام بطرق الوقاية و التواصل اليومي من المختصين بالشعب الامريكي لإطلاعه على جميع المستجدات. 

 

حدثيني عن دور الأطباء المصريين بأمريكا في مساعدة الشعب ومواجهته لكورونا والذي نتج عنه سقوط الكثير منهم؟

 

بالطبع دور الأطباء المصريين كان مشرف جدا و أخوي جداً و كان له أكبر الأثر في تخفيف العبء النفسي و المعنوي عن اخوانهم المصريين وكان الجميل ان أي مصري مصاب يجد من يثق به ويتابع نصائحه الطبية دون تردد وأن يجد من يعتني به و من دمه له أثر نفسي كبير وإيجابي قد يرقى لرفع المناعة بصورة طبيعية وهذه حقيقة علمية و هي كلما شعر الانسان بالسلام الداخلي في اصعب الأمور فيساعد ذلك على إفراز هرمونات السعادة و بالتالي تتحسن مناعته. 

 

اوصفيلي الاجواء بأمريكا وكيف قضيتم رمضان والعيد في زمن كورونا كجالية مصرية؟

 

اعتاد المصريين على قضاء رمضان مجتمعين كأصدقاء و أهل على مائدة واحدة و إحياء الشعائر الدينية في جو اجتماعي و أسري و لكن هذا العام كان الشكل مختلف و إن كان لا يغير ذلك من قيمة الشهر الفضيل الذي ننتظره كل عام، فبالطبع لم تكن هناك اجتماعيات و لكن تجمعت العائلة الواحدة و كان هناك فرصة أكبر للتواصل و تحولت البيوت الى مساجد في رسالة ربانية ان أراد الله سبحانه و تعالى ان يجعل الله لنا نوراً في بيوتنا بإقامة الصلاة جماعة على مستوى العائلة الواحدة و كنا بين دعاء و رجاء ان يتقبل الله منا و ان يرفع عنا جميعاً البلاء و الوباء.

 

أما في العيد أقمنا الصلاة بالمنزل ولأول مرة قمنا بزيارة الاصدقاء وزارونا بطريقة مضحكة بالعربيات امام المنازل و كنا سعداء لرؤيتنا بعضنا البعض و ذلك لاننا لازلنا في حظر يمنع التجمعات ويحافظ على التباعد الاجتماعي خوفاً من العدوى.

 

ما الذي يحدث في امريكا الآن اوصفيلي المشهد من وجهة نظرك خاصه بعد تصدر الاحداث هناك لوسائل الاخبار؟

 

تابعنا عن قرب ما يحدث في المجتمع الامريكي عامة وما يحدث في نيويورك خاصة منذ اندلاع ازمة الكوڤيد 19 و إلى الآن وكان هناك منحنى فهمناه واحترمناه وعملنا كمواطنين على إخماده تابعين لأوامر الحكومة بالغلق الكامل و الذي تصورناه إسبوعين و لكنه امتد لأكثر من ثلاث أشهر كفلت فيه الحكومة الامريكية المواطنين وهذا كلفها الكثير جداً وهي دولة عظمى.

 

لكن الغلق الكامل والالتزام التام بالبيت هو النقيض تماما للحياة الامريكية فبناء عليه ظهرت مشاكل اخرى متمثلة في الضغط النفسي والاكتئاب والقلق والخوف والعنف المنزلي و العنف ضد الاطفال فكان هذا عبء آخر يلقى على عاتق الدولة لمحاولة إصلاحه فخصصت الخطوط الفورية لكل من له حاجة و لكل من يريد التحدث و لكل من يريد العلاج.

 

وبالطبع كان هناك مشاهد مؤلمة لمن فقد اهله ولمن فقدتهم الدولة من خط الدفاع الأول ومشاهد حزينة و أعداد وفيات رهيبة لم تحدث في الحرب العالمية الثانية او في احداث 11 سبتمبر.

 

ولكنها كما يصفون هنا تجربة تعلمنا فيها ان نكون مستعدين دائما و خصوصا ان هناك اخبار بإحتمالية حدوث موجة ثانية أشد عنفاً في الخريف او الشتاء القادم و الجميع يأمل في علاج فعال لهذا الفيروس الشرس والعالم كله يجتهد الآن بالابحاث و التجارب للحصول على هذا العلاج و يتنافس فيه الجميع. 

 

ما رأيك فى الإجراءات التى فرضتها مصر حتى الآن وكيف يخطو الشعب المصري في تلك الأزمة خاصه بعد ارتفاع معدل الاصابات ؟

 

اعتقد مصر حاولت بكل ما لديها لتوعية الشعب ولكنها كيف تجبر المواطنين على تقبل هذه التوعية فكان هناك تراخي من العامة ووجدوا صعوبة في ان يتخلوا عن عاداتهم الإجتماعية في وقت الوباء أو يتفهموا طرق الوقاية و خاصة التباعد الاجتماعي فكان للاسف هناك عدوى و انتشرت و عانى منها المواطنين نفسهم وعانى منه القطاع الطبي المحدود الإمكانات.

 

ولن ألوم أحد فنحن في مصر نحتاج لتطوير المنظومة الطبية و نطالب بذلك و هذا مكلف جداً و قد يكون هناك إصلاحات بالفعل و لكن حدث الوباء و لكن علينا أن نرفع درجة الوعي و الاستعداد و خصوصاً أن هناك أخبار بموجة أخرى قادمة للفيروس و نتمنى ألا يحدث ذلك و لكن علينا ان نبذل المزيد من الجهد للاستعداد. 

 

بصفتك أحد رموز الجالية المصرية في نيويورك ما رأيك في المشروعات الضخمة والجهود التي يبذلها الرئيس السيسي في مصر حتى الآن؟ 

 

مجهودات سيادة الرئيس السيسي لن تسعني هذه المساحة ان اعبر عن مدى احترامي و امتناني و شكري لمجهودات سيادته التي نقلت مصر للعالمية حرفياً وفعلياً وقد تشرفت بزيارة المشروعات الضخمة في العين السخنة ومدن القناة و هضبة الجلالة و التي تمت في وقت وجيز وبأيدي مصرية و لنا كل الفخر لذلك و نسأل الله التوفيق والسلامة دائماً لسيادة الريس سدد الله خطاه و أعانه على مهمته وأعانه الله على تخطي جميع التحديات ومواصلة البناء ومواصلة الحماية لمصر دائما.

 

 واتوجه لجموع الشعب واطلب منهم مساعدة الريس في اتمام مهامه بتعاونهم معه برفع العبء عنه و ان يتحملوا المسئولية عن طريق الإصغاء واحترام القوانين والعمل به و احترام الوقت والمجهود.

 

 وجهة كلمه للمصريين في الداخل والخارج بعد تزايد عدد الاصابات بكورونا في الفترة الماضية ؟

 

كلمتي لجموع المصريين في الداخل والخارج ان نكون جميعاً على قدر المسئولية تجاه انفسنا واهلنا وبلادنا وان متابعة الاخبار والاستباق للمعلومة الصحيحة ورفع درجة الوعي لنا ولعائلتنا ونشر كل ما هو صحيح هي أول درجات النجاة من هذا الفيروس و الوقاية منه الآن و مستقبلا، واقول ان تأتي متأخراً خيراً من ان لن تأتي أبداً.

 

 فهناك دائما مخرج و هناك دائماً فرصة فلنبدأ الآن و نلتزم بطرق الوقاية بالنظافة العامة واستخدام الكمامات والقفازات للاستخدام لمرة واحدة والتباعد الاجتماعي يأتي على رأس طرق الوقاية، وتمسكوا بالأمل بين الخوف والرجاء فنعم هو فيروس خطير ولكنه سهل تجنبه.

 

 نعم انتشاره واسع لكن قابل للشفاء بنسبة تصل الى 70-80% و لكن علينا ان نعلم صدقاً و يقيناً أن الوقاية خير من العلاج الذي قد يكون مكلف او غير متاح أو طويل، وحفظ الله مصر والمصريين وجميع العباد والبلاد.