رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الراعي والذئاب

أتصور أن مصر هي الآن الراعية لباقي دول الشرق الأوسط التي لم تبتل بداء الارهاب، أما الذئاب المتربصون بالمنطقة العربية، فإنهم علي رأسهم امريكا واسرائيل وايران وتركيا وبعض من الدول الغربية.

مصر الآن الدولة الوحيدة - في منطقة الشرق الاوسط - التي استطاع جيشها بإرادة شعبها ان تحمي نفسها من السقوط في براثن الارهاب والارهابيين، جيش مصر ورجال شرطتها - رغم الحرب الدائرة مع الارهابيين -  مازالا هما المسيطرين علي زمام الموقف، وبالتالي فإن مصر – في تقديري - هي الامل لباقي دول المنطقة التي لم تصب بعد بداء الارهاب، أما عن الدول التي ابتليت بهذا الداء فإن املها الآن ان تتدخل مصر اما عسكريا وأما سياسيا لإنقاذها من الدمار والتخريب وربما القضاء عليها تماما. مصر رغم أن الذئاب محيطة بها من كل صوب، فإنها حتي يومنا هذا تعتبر هي الراعي لباقي دول المنطقة.
أما عن الذئاب المتربصة بمنطقة الشرق الاوسط - وعلي رأسهم امريكا  -باعتبار انها قائدة مجموعة الذئاب، فهي التي ترسم لهم المخطط لكي يبثوا سمومه في المنطقة، فلا شك ان لأمريكا مصلحة اساسية في تخريب وتدمير وتفتيت منطقة الشرق الأوسط اهمها الانتقام من المسلمين عامة والارهابيين خاصة، علي اعتبار أنهم هم الذين اداروا الهجوم عليها في 11 سبتمبر 2001، فما زالت امريكا حتي يومنا هذا تريد الانتقام من منطقة الشرق الاوسط باعتبار انها المفرزة للإرهاب والارهابيين. ومن ناحية ثانية فإن أمريكا تسعي للسيطرة علي خيرات هذه المنطقة وخاصة البترول والمعادن النفيسة ذات القيمة العالية التي تزخر بها منطقة الشرق الاوسط، ومن ناحية اخري فإنها ستمنح لإسرائيل الحق في إنشاء دولة اسرائيل الكبرى.
أما عن اسرائيل فهي مازالت تحلم وتسعي لتحقيق حلمها الكبير من انشاء دولة اسرائيل الكبرى الممتدة من النيل الي الفرات، بل وبما ان حلمها هذا قد زاد الآن وتعدي النيل والفرات. اسرائيل هي الابنة الشرعية لأمريكا وكل الخيرات التي في منطقتنا ستعود عليها وعلي امريكا بالخير الوفير، خاصة أن امريكا ستترك الزمام لإسرائيل لكي تدير هي هذه المنطقة المليئة بالخيرات.
وما يقال عن اسرائيل يقال ايضا عن باقي الذئاب فان كلاً من تركيا وايران يسعيان الي تحقيق حلمهما من اعادة السيطرة علي منطقة الشرق الاوسط مرة اخري وتعيد التاريخ الي ما كان عليه في الماضي، فبينما تركيا تحلم بإعادة الدولة العثمانية للسيطرة علي المنطقة، فإن ايران تسعي لإعادة سيطرت الدولة الفارسية علي المنطقة مرة أخري الكل يطمع في خيرات

منطقتنا العربية المليئة بالبترول والمعادن القيمة.
إذن فكل ذئب من الذئاب المتربصة بمنطقتنا مازال يخطط لكي ينفرد وحده بالوجبة الدسمة الممتلئة بالخيرات سواء في الدول العربية ام باقي دول الشرق الاوسط. من المعروف ان الخطة التي تم رسمها في انجلترا وقامت بتنفيذها امريكا واسرائيل وتركيا وايران، علي اساس ايجاد الوقيعة بين فصائل وجماعات شعوب هذه المنطقة. الانجليز باعتبارهم محتلين سابقين لهذه المنطقة يعلمون جيدا أن شعوبها بها جماعات مختلفة، سواء من ناحية اختلاف الأديان أم الاختلاف في تفسير الدين الواحد، فهم اوجدوا الوقيعة بين فصائل هذه الشعوب كي تتقاتل مع بعضها وتقضي علي نفسها بنفسها. إن التدخل الأمريكي السابق في العراق والخسائر الفادحة التي تكبدتها أمريكا في هذا الهجوم هو الذي جعل انجلترا وامريكا يفكران في خطة اخري بعيدة عن تدخلهما عسكريا في هذه المنطقة، فكانت الخطة هي ايجاد الوقيعة بين الشعوب العربية كلها.
العجيب ان الشعوب العربية التي ابتليت بحروب الارهاب، لم تفطن لهذا الخطة ووقعت في الفخ الذي رسم لها، بل وأكثر من ذلك فكل يوم يمر تزداد شعوب المنطقة نهما وفتكا بأنفسهم، أتمني ان تفيق هذه الشعوب من غشاوتها مثل شعب مصر العظيم الذي تمكن من التخلص من هذه الوقيعة الكبرى، وان يخرجوا من عثرتهم ويعودوا للحق، وأن يعرفوا أن الذئاب تحيط بهم من كل جانب من اجل الفتك بهم وإنهاك قواهم وعزيمتهم لالتهامهم والتهام خيرات المنطقة. المخطط المسموم لهذه المنطقة هو تفتيتها وتقسيمها وجعلها دويلات صغيرة لا حول لها ولا قوة، حتي يسهل علي الذئاب التهامها دويلة تلو اخري.
حفظ الله مصر، وحفظ منطقتنا العربية من الذئاب المحيطة بنا.