رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ما الذي حدث لمصر؟

الاثنين الماضي كان عيد الربيع (شم النسيم)، ومن المعروف أن أغلب الدول الزراعية تحتفل بهذا العيد، علي اعتبار أن الربيع هو الفترة التي تزدهر فيها الورود، وتورق فيها الاشجار، وتغرد الطيور في جنباتها.

أتذكر وأنا في صباي أن مصر كانت تقيم الاحتفالات الرسمية والشعبية بعيد الربيع، فكان مساء يوم شم النسيم تحتفل الاذاعة المصرية وكذا التليفزيون بعيد الربيع، فكانت تقدم للمستمعين والمشاهدين افضل الفنانين أمثال فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ وأم كلثوم وزمرة كبيرة من الفنانين والفنانات، وتظل الاحتفالات حتي الفجر. وفي صباح يوم شم النسيم كانت تتباري محافظات مصر في إعداد مواكب للزهور عبارة عن سيارات كبيرة مغلفة بالزهور وعلي متنها بعض تماثيل الطيور والأزهار وما الي ذلك.
مصر كانت – مسلمين ومسيحين – تعيش في بهجة وسعادة وفرح، الأطفال تملأ الحدائق والمتنزهات، والشباب يلهو ويمرح، والكبار يفترشون النجيل الأخضر يعدون موائد الطعام. ومن عادات شم النسيم البيض الملون، والاسماك المملحة، والخضراوات كالخس والملآنة (الحمص الأخضر) والبصل الأخضر، وما الي ذلك من مأكولات يشتهر بها المصريون. أقول هذا الكلام وأنا أذكر الحال التي كانت عليها مصر في الماضي، الشوارع نظيفة والمرور منتظم، الحياة كلها كانت سهلة والناس متعاونة في حب وتآلف ورحمة.
مصر كانت في الماضي بحق أم الدنيا، فكانت تزخر بعظمائها وعلمائها وأدبائها وشعرائها ومبدعيها في كل مجالات الحياة. لكن - مع الاسف الشديد - تراجعت مكانة مصر، لقد أصيبت مصر بالنضوب في مبدعيها ومفكريها وعلمائها. ما الذي حدث لمصر؟؟ ما هذا التخلف الشديد في كل شيء؟؟ لماذا هذا الانحدار الشديد في التعليم والأخلاق؟؟ ما هذا التردي في الانتاج؟؟ لماذا كل هذا التكاسل واللامبالاة في كل مناحي العمل والحياة؟؟ لقد تضاعف تعداد مصر عشرات المرات، فكان من المفروض أن تتضاعف أيضا أعداد المبدعين والعظماء، ولكن ما حدث كان العكس تماما.
الرئيس السيسي يحاول جاهداً أن يعيد لمصر امجادها، لكي تعود مرة أخري كما كانت أم الدنيا. معروف ان البناء اصعب كثيرا من الهدم ويحتاج منا المزيد من الجهد والصبر، وبالتالي فلابد ان نتعاون جميعا من أجل اعادة بناء بلدنا العظيمة مصر، وأن نتخلى عن عاداتنا السيئة من التكاسل، واللامبالاة، وعدم احترام

الصغير للكبير، والضرب بالقانون عرض لحائط. في السنوات الماضية هدمنا انفسنا بأنفسنا، ولكن مازال الأصل الطيب فينا، كل ما نحتاجه هو اعادة بناء الانسان المصري، فبناء الانسان من اهم سبل التقدم والرخاء.
الرئيس السيسي يحاول جاهدا إعادة بناء الانسان المصري، علي القيم والاخلاق والمبادئ التي كان يتحلى بها في الماضي، كما يحاول بث روح العمل الجاد في نفوس المصريين، حتي تصل مصر الي درجة من الانتاج تسمح لها بالمنافسة عالميا. الرئيس يجري ويلهث من اجل النهوض بمصر وشعبها، ولكن ومع الأسف الشديد مازال هناك بعض من شعبنا يجلس متفرجا علي الاحداث، لا يريد المشاركة في مسيرة الاصلاح والتقدم، فعلي سبيل المثال فوضي المرور كما هي، وفساد الخلق والذمم لم تتغير، والسلبية واللامبالاة لم تتبدل.
انني أشفق كثيرا علي الرئيس السيسي، فالبناء يحتاج منا جميعا المزيد والمزيد من الصبر والجهد، وإذا كنا نتطلع بحق إلي النهوض بمصر وشعبها، فلابد أن نتعاون جميعا من أجل تقديم القدوة الحسنة، سواء في احترام القانون أو احترام الارادة الشعبية، وأن يعمل اولي الامر علي تقديم المثل في القول والعمل، فإذا بدأت الحكومة بنفسها، فلا شك ان ذلك سينعكس بالضرورة علي جماهير الشعب المصري.
وفق الله الرئيس السيسي في مساعيه من أجل النهوض بمصر والوصول بها الي بر الأمان، وكلل جهود ابناء مصر المخلصين، في هذا الخضم الذي يقف عقبة كبيرة في مواجهة تقدمنا.. وكل عام وحضراتكم بخير.
وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.