عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سؤال حائر

ماذا بعد.. أن بدأت محاكمة كل من تسبب في إفساد الحياة السياسية من رموز النظام السابق، وكذا من تسبب في قتل شهداء الثورة، بمن فيهم الرئيس السابق حسني مبارك؟

 

ماذا بعد.. أن تم صرف ثلاثين ألف جنيه تعويضاً مؤقتاً لكل أسرة شهيد، كما تم صرف ألف وخمسمائة جنيه معاشاً استثنائياً لكل أسرة شهيد أيضا، كما تم علاج جميع المصابين من ضحايا الثورة على نفقة الدولة، البعض تم علاجه بالداخل، والبعض الآخر تم تسفيره للعلاج في الخارج، كما صرفت لهم جميعاً تعويضات مؤقتة، كلٌ حسب درجة إصابته؟

ماذا بعد.. أن وعدت الحكومة ببحث وضع حد أدنى للأجور للعاملين في الدولة والقطاع العام، ويدور البحث الآن عن كيفية تدبير الأموال اللازمة لتنفيذ هذا الوعد، الذي يتطلب تنفيذه الوقت والجهد الكبير؟

ماذا بعد.. أن وعد المجلس الأعلى للقوات المسلحة، باجراء الانتخابات التشريعية في غضون شهر سبتمبر وأكتوبر القادمين، ونقل السلطة الى النخبة التي اختارها الشعب بعد تشكيل الحكومة الجديدة، كما وعد باجراء الانتخابات الرئاسية في غضون شهر ديسمبر القادم؟

ماذا بعد.. أن قامت الحكومة بتغيير وتبديل رموز العهد الماضي من أعضاء الحزب الوطني المنحل في المحليات والادارات والقطاع العام، ألم يكن هذا من أهم مطالب الثورة، ألم يتم استبعاد العديد من رجال الشرطة السابقين الذين حامت حولهم الشبهات في الاعتداء على شباب الثورة، ألم تعد الحكومة بتفعيل قانون الغدر الذي وضعه جمال عبد الناصر ليطبق على كل من أفسد الحياة السياسية في مصر؟

في تقديري.. أن أغلب مطالب الثورة قد تم تحقيقها أو أنها في سبيل أن تحقق، ألا يكفي هذا لكي نتيح الفرصة للحكومة الحالية والمجلس الأعلى للقوات المسلح، لكي يعملا على تنفيذ ما لم يتم تنفيذه؟ ألم يحن الأوان لكي نكف عن التظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات التي قصمت ظهر الاقتصاد المصري؟ ألم يحن الأوان لكي نعود لعملنا من أجل إنقاذ مصر؟

لا الحكومة الحالية ولا أي حكومة، ولا المجلس الأعلى للقوات المسلحة ولا أي رئيس سيأتي مستقبلاً، أن يتمكن من إصلاح ما تم تدميره في غضون الستين عاماً الماضية، الا إذا تكاتفنا جميعاً وعملنا وعرقنا وبذلنا أقصى ما في وسعنا من جهد وكد، هم القادة ونحن جميعاً جنود في خدمة هذا الوطن، مصر كانت أم الدنيا وكانت مهد

الحضارة والتقدم عبر التاريخ، لابد لنا أن نعيد امجادنا وحضارتنا وعظمتنا، مصر كانت قبل ستين عاما دائنة لأغلب دول العالم، مصر كان انتاجها الزراعي وكذا الصناعي من المنسوجات والمشغولات القطنية يغزوا العالم كله وكان لها شهرة عالمية طاغية.

لابد أن نفيق من غفوتنا ومن سكرة الثورة التي انتشينا بها جميعا، لابد أن تنتهي هذه النشوة وأن نضع ايدينا في ايدي بعضنا ونقف جميعاً كالبنيان المرصوص وأن نقف جميعاً في مواجهة التحديات الكثيرة التي خلفتها لنا العهود السابقة.

لابد أن نفيق جميعاً من فرحة الانتصار ونعود الى العمل بأكثر ما في طاقاتنا حتي نعيد بناء ما ضربه ودمره قادة مصر في الفترات الماضية، أموالنا وكنوزنا وسمعتنا وكرامتنا كلها اهدرت في الستين عاما الماضية جراء جنون العظمة تارة وحب السيطرة تارة اخرى وكذا الحروب العديدة التي أقحمنا نفسنا فيها، ضاعت أموال مصر ونسي قادتنا شعب مصر ومستقبل أبنائه، كل ذلك يحتاج منا الجهد والوقت والصبر.

لقد أنجزنا إنجازاً كبيراً بثورتنا المجيدة، ولابد لنا أن نكلل كل هذا الجهد بالعمل الشاق والعرق المضني، كفانا تظاهرات وكفانا احتجاجات وكفانا اعتصامات وكفانا قطع طرق وكفانا معاداة لرجال الشرطة، لعلنا نعلم أنه لا يمكن للاستثمار الاجنبي أو حتي الوطني أن يعود الى مصر ولا السياحة تأتي مرة اخرى ولا أموال العاملين بالخارج تتدفق الينا، إلا إذا توقفت كل المظاهر المقلقة للعالم الخارجي والعالم الداخلي ايضاً.

ماذا بعد، سؤال حائر يحتاج منا كل الجهد والعرق قبل فوات الأوان.. حيث لا ينفع الندم.