رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التقسيم هو الحل

مع الأسف الشديد، لن تعود الدول العربية التي ابتليت بداء الإرهاب والحروب الاهلية، إلي ما كانت عليه من استقرار ووحدة للشعوب، بل وسيكون مصيرها التقسيم.

قالتها وفعلتها، وزيرة خارجية أمركيا في عهد الرئيس بوش الابن - السيدة كونداليزاريس، فقد قالت وزيرة الخارجية الامريكية في أعقاب أحداث 11 سبتمبر سنة 2001، أن منطقة الشرق الأوسط سوف تشهد ما أسمته آنذاك بالفوضى الخلاقة. هذه العبارة مرت علينا جميعا مرور الكرام دون تدقيق أو تمحيص، وكان ذلك منذ ما يزيد على أربعة عشر عاماً. وها هي الآن تتحقق تلك النبوءة في العديد من دول المنطقة العربية، حيث شاعت الفوضى وشبه الحرب الأهلية، فها هي العراق تحتضر، وكذا اليمن، وكذا سوريا، وكذا ليبيا، وكذا فلسطين، هناك أيضا دول مثل لبنان وتونس والجزائر تقف علي حافة الهاوية، ومصر أيضا مازالت تعاني من الإرهاب والإرهابيين.
ما أريد قوله، أن أغلب منطقة الشرق الاوسط قد أصيبت بالفوضى الخلاقة التي نبأت بها وزيرة الخارجية الأمريكية في أعقاب أحداث 11 سبتمبر الشهيرة. لقد كانت وزيرة خارجية أمريكا تقصد من تلك الفوضى، أن ينتهي الأمر بمنطقة الشرق الأوسط إلي تقسيم جميع دول المنطقة الي دويلات وكانت ونات صغيرة، يسهل علي إسرائيل مستقبلاً ابتلاعها والسيطرة عليها، وها نحن الآن علي مشارف التقسيم في معظم الدول التي ابتليت بهذا الداء اللعين، علي اعتبار أن التقسيم سيكون حلا يرضي جميع الأطراف المتناحرة، وفي الوقت نفسه سيرضي أمريكا وحلفاءها.
ما يجعلني أقول أن مآل الدول العربية التي ابتليت بتلك الفوضى الخلاقة سينتهي -إن آجلا أم عاجلاً- للتقسيم، أن الفصائل المتناحرة في هذه الدول وجدت من يساندها ويمدها بالسلاح والمال لإشاعة الفوضى. وبالتالي فمن الصعوبة بمكان السيطرة علي تلك الفصائل أو نزع السلاح منها. من هنا، فإنني أتصور، مع استمر تلك الحالة من الفوضى وشبه الحرب الأهلية، انه لن يرتضي أي طرف بهزيمته -طالما أن السلاح بيده- ومن ثم ستنتهي هذه المأساة بالتقسيم، برغم المحاولات السياسية العديدة لإنهاء تلك المذابح، فربما تحقق تلك المحاولات نوع من الهدوء لبعض الوقت، لكن هذا الهدوء لن يظل طويلاً، لاسيما مع وجود أصحاب المصالح.
نحمد الله عز وجل أنه أوحي للرئيس السيسي بالوقوف إلي جانب مصر وشعبها، كما أحمد الله أن شعب مصر افاق من الغيبوبة التي ابتلي بها ووقف صفاً واحداً إلي جانب جيش مصر العظيم، حتي تخلصنا من المخاطر التي كانت محدقة بنا. مصر الآن محط أنظار العديد من المغرضين، الذين تآمروا علي منطقتنا العربية، لقد كان مخططاً أن تكون مصر من أوائل الدول التي تعمهاما أسموه بالفوضى الخلاقة، فمصر تعتبر القاطرة لكل دول المنطقة بقوة جيشها وعزيمة شعبها. التركيز الآن

علي مصر، سواء من ناحية الشرق، أم الغرب، أم من الجنوب، فسقوط مصر –لا قدر الله– يعني سقوط منطقة الشرق الأوسط كلها.
ولا يفوتني أن أتوجه بالشكر للموقف الإيجابي لمؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي انعقد في بداية هذا الأسبوع، وأياً كان الرأي فيما يتعلق بالقرارات التي خرجت عن هذا المؤتمر، فالمهم –في تقديري- هو تنفيذ تلك القرارات وأخذها مأخذ الجد. فقد شاهدنا أغلب الدول العربية تقف صفاً واحداً مع شقيقتها المملكة العربية السعودية في حربها باليمن تؤازرها وتدفع البلاء عنها دونما قرارات أو اجتماعات، بمجرد الإحساس بالخطر الفارسي محدقا بشبه الجزيرة العربية، صارعت تلك الدول وتكاتفت ووقفت صفا واحدا يشد بعضه البعض، فالمسألة إذن لا تحتاج إلي قرارات بقدر ما تحتاج إلي العزيمة والإصرار.
أما وقد انتهي مؤتمر القمة العربية وعادت الوفود العربية إلي بلادها، فلا يسعني غير أن انقل عبر تلك السطور شعوري بالقلق من الأحداث الأخيرة التي تمر بمنطقتنا العربية، وأخص بالذكر هنا موقف قطر، التي ارتمت في أحضان تركيا وطالبت منها الحماية ووافقت تركيا علي إرسال جيوشها لحمايتها، بالرغم من وجود أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط في قطر. ما يقلقني حقاً، هو محاولة بعض الدول العربية وعلي رأسهم قطر، الانسلاخ بعيداً عن الصف العربي، بحثا عمن يزود عنها ويدفع عنها البلاء، وما يحدث الآن في اليمن خير شاهد. الخوف كل الخوفان يتطور الأمر في اليمن وتتدخل إيران في تلك الحرب، وقتها ستكون المأساة التي لا يعلم إلا الله مداها وتطوراتها.
أدعو الله عز وجل أن تمر هذه الأحداث الأخيرة علي خير، ولا تتعقد الأمور سواء في قطر أم في اليمن وفي ليبيا، فنحن في أشد الحاجة لوحدة الصف والزود عن البلاد.
حفظ الله مصر وجنب الأمة العربية مخطط المجرمين والطامعين.