عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تحالف الشر

هل يا تري، مازال تحالف الشر قائما بنفس القوة والتأثير الذي بدأ؟؟ أمريكا واسرائيل وإخوان الشياطين، اتحدت إرادتهم لتمزيق الشرق الاوسط وتقسيمه الي دويلات، فيما يعرف باسم الشرق الاوسط الجديد، حتي يتسنى لإسرائيل تحقيق حلمها في الشرق الأوسط، بإنشاء دولة اسرائيل الكبرى الممتدة من النيل غربا للفرات شرقا. أما مصلحة أمريكا فتتلخص في الاستيلاء علي البترول والمعادن اللذين تزخر بهما هذه المنطقة، وعن مصلحة إخوان الشياطين، فهم يعيشون وهما كبيرا وعدوا به وهو الدولة الاسلامية الكبرى التي ستطبق حكم الخلافة.

أولي الخطوات المتفق عليها لتنفيذ المخطط المعروف بالشرق الاوسط الجديد، أن إخوان الشياطين يتمكنون من حكم مصر بمساعدة أمريكا، وبعد ذلك يتنازلون عن جزء من سيناء لإقامة دولة فلسطين. وبذلك تنعم اسرائيل بكامل الأرض الفلسطينية. وكان الاتفاق أيضا أن تظل أمريكا حامية وداعمة للنظام الاسلامي الجديد في مصر، حتي تكتمل منظومة التقسيم وتتحول مصر الي دويلات صغيرة، وذلك بعد اشاعة الفوضى فيها بين طوائف الشعب المصري، مسلمين وأقباط وشيعة وسنة وصوفيين.
الجدير بالذكر أن التي وضعت هذا المخطط لم تكن أمريكا أو اسرائيل، انما وضعته إنجلترا علي اعتبار أنها كانت تحتل أغلب هذه المنطقة، وعلي علم تام بشعوبها وانقساماتها ما بين مسلمين ومسيحيين وشيعة وسنة وعلويين وباقي الطوائف الأخرى المنتشرة بالمنطقة. لقد وضعت انجلترا هذا المخطط علي أساس أن تقوم التيارات الدينية المتشددة في المنطقة بإشاعة الفوضى فيها وتأجيج نار الحرب بين الطوائف المختلفة وصولا لتقسيم المنطقة الي دويلات صغيرة.
مصلحة اسرائيل وأمريكا واخوان الشياطين الآن متفقة علي تخريب وتدمير منطقة الشرق الأوسط وخاصة البلاد التي لها حدود مع اسرائيل مثل سوريا والعراق والأردن ولبنان ومصر والسعودية، كل هذا لكي يسهل علي اسرائيل التهام هذه البلدان بعد تقسيمها وتحويلها الي دويلات وكنتونات صغيرة. ومن هنا يأتي السؤال، هل تحالف الشر مازال مصرا علي تنفيذ هذا المخطط المسموم أم جري في الأمور أمور؟؟.
هذا السؤال يُتداول كثيرا هذه الايام، خاصة بعد تصريحات وزير الخارجية الامريكي– جون كيري – التي أفصح من خلالها مؤخرا عن رغبة أمريكا في مساندة مصر ضد الارهاب، وكذا أنها سوف تعيد تصدير السلاح لمصر مرة أخري قريبا، هذا فضلا عما أكده أيضا من أن أمريكا حاليا هي وحلفاءها يشنون العديد من الطلعات الجوية ضد تنظيم داعش الارهابي في العراق وفي سوريا، كل ذلك من أجل التأكيد علي الرغبة الأمريكية في محاربة الارهاب.
وردا علي السؤال، فإن البادي للعيان ان الأحداث التي تتعرض لها منطقة الشرق الأوسط الآن تصب جميعا في صالح اسرائيل.

صحيح أن إسرائيل تتخذ الآن موقف المتفرج من الأحداث دون أدني تدخل، ولكن كل هذا لحرصها علي نجاح مخطط الشرق الأوسط الجديد، الذي سيعود عليها - بلا شك - بالخير الوفير مستقبلا. اسرائيل الآن تري المسلمين وهم يتقاتلون ويقضون علي أنفسهم بأنفسهم، كل هذا في انتظار لحظة انقسام وتفتيت المنطقة، وبالتالي يكون من السهل عليها مستقبلا التهامها، تلك اللحظة تعتبر بالنسبة لإسرائيل أمنية وحلماً في سبيل انشاء دولة اسرائيل الكبرى.
من هنا، فانا أتصور انه من الصعب علي تحالف الشر ان يتراجع عن تنفيذ مخططه في منطقة الشرق الأوسط خاصة بعد النجاحات التي تحققت في العديد من دول المنطقة، بل يمكن القول إن مصر هي البلد الوحيد الباقي، والذي إذا ما تعرض للانهيار ستنهار معه باقي دول المنطقة. وبالتالي، فإني أتصور أنه من الصعب جدا علي أمريكا تحديدا أن تتراجع - كما ادعي وزير خارجيتها - عن موقفها من مخطط الشرق الأوسط الجديد، بل أتصور أكثر من ذلك أن أمريكا ستبذل كل الجهد لإعادة إخوان الشياطين مرة أخري إلي الساحة السياسية، حتي يتمكنوا من تنفيذ مخططهم المسموم، فمصر بالنسبة لهم هي العقبة الوحيدة في نجاح هذا المخطط السموم.
الأمل الوحيد في عدول أمريكا عن موقفها الداعم لإسرائيل واخوان الشياطين، هو ضغط الشارع الأمريكي علي القيادة السياسية بواسطة نوابه في الكونجرس، فضلا عن الضغط علي أجهزة الاعلام الأمريكية، حتي يقتنعوا بأن الإرهاب سيصل اليهم كما سيصل الي حلفائهم في دول الغرب، وبالتالي يعدلون عن الانحياز لإسرائيل، فاذا ما اقتنع الشعب الأمريكي بذلك ربما يضغط علي قيادته لتعديل موقفها من تنفيذ مخطط الشرق الاوسط الجديد.
حفظ الله مصر وجنبها كيد الكائدين، وتحيا مصر.