رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ودارت الأيام


كلما دارت الأيام وتوالت الأحداث، يزداد يقيني بأن أمريكا وحلفاءها في الغرب، مصرون علي تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد، القائم علي تفتيت وتقسيم منطقتنا العربية والإسلامية إلي دويلات صغيرة، يسهل علي إسرائيل مستقبلاً ابتلاعها دويلة تلو أخري، كل ذلك تمهيداً لتحقيق الحلم الإسرائيلي في المنطقة العربية بإنشاء دولتهم الكبرى من النيل إلي الفرات، بل وربما تكون لأبعد من ذلك.

أمريكا وحلفاؤها في الغرب (إنجلترا – فرنسا – ألمانيا – إيطاليا) وكذا في الشرق (تركيا – إسرائيل – قطر) اتفقوا جميعا علي تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد منذ احداث 11 سبتمبر 2001. وفي تقديري، أن هذه الدول قد أسندت لأجهزة مخابراتها مهمة التنسيق فيما بينهم من أجل تنفيذ هذا المخطط دون رجوع أي منهم لدولته بصورة منفردة، ومع ذلك فقد سمحوا لأي دولة من دول التحالف -من أجل تحقيق مصالحها الخاصة– أن تقيم بعض العلاقات مع دول المنطقة، ولكن بشرط عدم المساس أو عرقلة تنفيذ هذا المخطط المسموم.
فنجد مثلاً دولة مثل فرنسا -في سبيل تحقيق مصالحها الشخصية– قد سعت لإبرام صفقة مع مصر لبيع بعض الطائرات الحربية والبوارج البحرية المتوافرة لديها، وفي المقابل عندما طالبت مصر أمام مجلس الأمن توجيه ضربة عسكرية ضد داعش في ليبيا لوقف الإرهاب هناك، نلاحظ أن فرنسا وأمريكا وحلفاءهما -رغم العديد من الضربات التي يوجهونها ضد تنظيم داعش في العراق- قد وقفوا جميعاً ضد الطلب المصري في مجلس الأمن، وهو ما يؤكد أن دول التحالف لا تريد لمصر، أن تقوم بأي عمل من شأنه عرقلة تنفيذ مخططهم المسموم، الذي يرمي إلي تخريب وتفتيت وتقسيم منطقة الشرق الأوسط.
وعلي ذات الدرب نلاحظ أيضاً إيطاليا، فمن أجل الحفاظ علي حقوقها في البترول الليبي، قد أظهرت دعمها لمصر بالنسبة لضرورة الحل العسكري لمواجهة الإرهاب في ليبيا، لكنها تراجعت مثلها مثل فرنسا -مع الأسف الشديد- حينما وقعت الواقعة وبدأت مصر في مواجهة الإرهاب في ليبيا، حفاظاً علي كرامتها وكرامة شعبها. وكذلك الأمر بالنسبة لقطر وتركيا، فلا يخفي علي أحد الدور الذي تلعبه كلتا الدولتين في دعم الإرهاب، فالبادي للعيان أن هناك تنافساً واضحاً فيما بينهما علي تمويل الجبهات الإرهابية، سواء في العراق أو في سوريا أو في ليبيا، بقصد تخريب وتدمير هذه الدول وصولاً إلي تقسيمها.
من هنا يأتي السؤال.. لماذا تضرب أمريكا وحلفاؤها داعش في العراق، وفي نفس الوقت يرفضون ضرب داعش في ليبيا؟ فهل هناك الفرق بين داعش العراق وداعش ليبيا؟ في تقديري، أن أمريكا وحلفاءها يرفضون التدخل العسكري ضد الإرهاب في ليبيا، بل إنهم مصرون علي عدم تقديم السلاح للجيش الليبي واستمرار الحظر مفروضاً عليه، حتي يعطوا هذا التنظيم الإرهابي

الفرصة لإشاعة الفوضى في المنطقة وتخريبها وتدميرها خاصة مصر، فمهمة هذا التنظيم الإرهابي لم تنته بعد في ليبيا، بعكس الوضع المتأجج في سوريا والعراق، فهاتان الدولتان قد تم تخريبهما تماماً، وأصبحتا الآن علي وشك التقسيم.
الحقيقة.. أن مصر بالنسبة لأمريكا وحلفائها هي العقبة الوحيدة في تنفيذ مخطط الشر، وهم الآن يسعون بشتي السبل لزعزعة أمنها واستقرارها، تارة بإثارة الاضطرابات والقلاقل علي الجبهة الشرقية بالاتفاق مع حماس وشقيقتها بيت المقدس، وتارة أخري بإيجاد المشاكل في منطقة باب المندب التي تمثل خطورة كبري علينا وخاصة قناة السويس، وتارة ثالثة بتأجيج الصراع في الجبهة الغربية عن طريق تمويل ومعاونة داعش ليبيا بكل ما يمكن من عتاد ومال وأشخاص، وأخيراً تلك الدسائس التي يحاولون إثارتها كل حين والآخر بين مصر ودول الخليج، من أجل الوقيعة بيننا وبينهم، حتي يكفوا عن مساعدة مصر أملاً في أن تهتز مصر ويسهل اختراقها.
في تقديري.. أن الهدف الرئيسي لأمريكا وحلفائها من تخريب وتفتيت منطقة الشرق الأوسط، هو هدم الإسلام والمسلمين. دول محور الشر –مع الأسف الشديد– تحالفوا من أجل إيجاد الوقيعة بين شعوب المنطقة العربية، ومن أجل التخلص من التيارات الإسلامية المتشددة الموجودة لديهم، قاموا بإيهام تلك التيارات والجماعات بحقهم في إقامة دولة إسلامية كبرى في منطقتنا العربية، في حين أنهم يهدفون في الحقيقة لإقامة دولة إسرائيل الكبرى الممتدة من النيل إلي الفرات.
تلك كانت نظرة الغرب للإسلام والمسلمين.. أتمني من الله –سبحانه وتعالى– أن يتنبه جيداً شبابنا المسلم لما يحاك لمنطقتنا العربية، وأن يفيقوا من غفوتهم ويتحدوا جميعاً في مواجهة هذا المخطط الشيطاني، قبل أن تدور بنا الأيام ويأتي يوم نجد فيه المسلمين يقضي بعضهم علي بعض.
حفظ الله مصر وجنب منطقة الشرق الأوسط شرور أمريكا وحلفائها ونصر الله الإسلام والمسلمين.