رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نكون أو لا نكـــون

الأعمال التخريبية التي وقعت خلال الأسبوع الماضي، خاصة حادث سيناء الإرهابي الذي وقع يوم الجمعة، والذي ترتب عليه استشهاد ما يقرب من ثلاثين فردا من رجال القوات المسلحة وإصابة مثلهم تقريبا، هذا بالإضافة إلي التفجيرات والأعمال التخريبية الأخري التي سبقت هذا الحادث الجلل، والتي وقعت في الجيزة والقاهرة ودمنهور والغربية، وبعض محافظات الصعيد. كل هذا يشير إلي أن دول الشر وعلي رأسها أمريكا وانجلترا وإسرائيل وتركيا وقطر، مازالت مصممة علي تنفيذ مخططها المسموم، الذي يهدف الي تقسيم وتفتيت منطقة الشرق الاوسط، خاصة مصر باعتبار أن لديها أكبر وأعرق وأعظم جيش في المنطقة.

هذا الكلام سبق أن رددناه مرارا وتكرارا، وقد ناشدنا القيادة السياسية في البلاد، ضرورة الضرب بيد من حديد علي كل الذين تسول لهم أنفسهم المساس بأمن مصر وأمان المواطنين. لقد سبق لنا المطالبة مرارا وتكرارا بضرورة إعلان حالة الطوارئ - خاصة في المناطق الملتهبة - لمواجهة الأعمال الإرهابية بمقتضي القوانين الاستثنائية البعيدة عن الدستور والقوانين العادية، للمحافظة علي وحدة الوطن وسلامة وأمن شعبه.
مصر الآن – كما صرح سيادة رئيس الجمهورية في مستهل هذا الأسبوع - في حالة حرب مع الارهاب بالداخل ومع زبانيته في دول الجوار. إن تحالف دول الشر بقيادة أمريكا وإسرائيل وتركيا وقطر، مازالوا يسعون لتخريب وتقسيم وتفتيت منطقة الشرق الأوسط، مستغلين الجماعات المتطرفة ومدهم بالمال والسلاح والعتاد، كل ذلك حتي تعم الفوضى في المنطقة، الفوضى التي أطلقوا عليها الفوضى الخلاقة، والتي يأملون أن يولد من رحمها ما اسموه بالشرق الأوسط الجديد المهلهل والمفتت والمقسم، لكي يستطيعوا في النهاية امتصاص خيراته، وأن يسهل علي إسرائيل ابتلاعه دويلة بعد أخري.
الحرب علي الإرهاب في الداخل وأعوانه في الخارج ستكون مريرة وطويلة، نظرا لأن إخوان الشياطين ولدوا في مصر، وظلوا لما يقرب  من أربعين عاما يرتعون في ربوعها، مستغلين فقر وجهل أغلبية شعب مصر، حتي أفرزوا العديد من الجماعات المتشددة دينيا. فقد سبق للرئيس الراحل أنور السادات إطلاق العنان لتلك الجماعات الدينية خلال فترة حكمه، وكذا الرئيس السابق حسني مبارك، وصولا الي الرئيس محمد مرسي، كل ذلك جعلهم يتمكنون من أغلب المناطق الفقيرة والريفية والبادية علي مستوي الجمهورية. وبالتالي، فإن الحرب علي الإرهاب لن تكون بالشيء السهل اليسير ولكنها ستحتاج منا الصبر والجلد.
ومن هنا، إذا كنا نريد حقا اجتزاز هذا الإرهاب الأسود من جذوره بالداخل والقضاء علي من هم ورائه بالخارج، فلابد من أن

يصاحب إعلان الحرب علي الإرهاب، الذي صرح به سيادة رئيس الجمهورية بداية هذا الاسبوع، إعلان الأحكام العسكرية أو العرفية المسماة بحالة الطوارئ، والتي بمقتضاها ان يتولى سيادة الرئيس إدارة البلاد وإصدار ما يراه مناسبا من قوانين وقرارات بعيدة تماما عن القوانين العادية لمواجهة حالة الحرب وما سيترتب عليها من جرائم، سواء ما يخص منها أمن الوطن أو جرائم السطو المسلح والنهب وما الي ذلك من الجرائم الإرهابية التي تهدد أمن وسلامة الوطن والمواطنين.
وللحقيقة، فقد أحسن سيادة الرئيس بالخطوات الأولية، التي اتخذها لمواجهة أعمال الإرهاب القادم من الشرق، سواء بإصدار قرار فرض حالة الطوارئ علي المنطقة الحدودية المتاخمة  لقطاع غزة، باعتبار أن هذا الجزء من سيناء هو مركز الشر ومنبع الإرهابيين وأسلحتهم وعتادهم وأعوانهم، أما القرار الخاص بمشاركة القوات المسلحة رجال الشرطة في حماية وتأمين المنشآت العامة والحيوية، بما يستتبع هذا القرار من تعديل في الاختصاص القضاء العسكري ليشمل كافة جرائم إتلاف وتخريب منشآت الدولة الحيوية.
وأخيرا.. وأيا ما كان منفذو العمليات التخريبية، خاصة العملية الإرهابية التي وقعت يوم الجمعة الماضي، والتي راح ضحيتها ما يزيد علي خمسين فردا من قواتنا المسلحة ما بين شهيد وجريح،وأيا كانت الدول التي تقف من ورائها، وسواء كانت هي منظمة حماس أو جماعة بيت المقدس أم إخوان الشياطين، فإن واجبنا نحن شعب مصر أن نظل متماسكين مصرين علي تجاوز هذه المحنة، وأن نكون صفا واحدا خلف القيادة السياسية للبلاد. فإن تحالف قوي الشعب في هذه المحنة وتعاونها مع الجيش أمر في غاية الأهمية، فإما أن نكون أو لا نكون.
حفظ الله مصر وشعبها وقائدها.