رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حوار مع السيسى



بمناسبة تقديم سيادة المشير عبدالفتاح السيسى - يوم الاثنين الماضى - أوراق اعتماده للترشح لرئاسة الجمهورية، وجدت أنه من المناسب أن أنقل إليك عزيزى القارئ، حوار الأستاذ الكبير جهاد الخازن مع المشير «السيسى»، والذى نقله فى مقال له بجريدة الحياة يوم الجمعة الماضى، تحت عنوان «عيون وآذان»، بعد مقابلة أجراها معه بالقاهرة. وأرجو أن يسمح لى الكاتب الكبير باقتباس بعض ما جاء بهذا المقال عن رأيه ورؤيته بالنسبة لسيادة المشير.

يقول الأستاذ جهاد الخازن فى مقاله: «كتبتُ غير مرة فى هذه الزاوية أننى لو كنت مصرياً لانتخبتُ المشير عبدالفتاح السيسى رئيساً لمصر. كنتُ أرى أنه أنقذ مصر من فشل الإخوان المسلمين فى الحكم، ويستحق أن يُعطى فرصة لقيادة مصر إلى بر الأمان. والآن وقد جلستُ معه أكثر من ساعة لأسمع رأيه فى مشاكل مصر والحلول الممكنة أستطيع أن أقول إن تأييدى له زاد، فقد وجدته ذكياً واسع الثقافة، متواضعاً رجلاه على الأرض ولا تراوده أحلام مستحيلة».
ثم أستطرد قائلاً: «قلتُ للمشير «السيسى» إننى جئتُ لأسمع رأيه لا لأتكلم، وأعطيتُ نفسى دقيقة لأنقل إليه ما أعرف عن موقف دول الخليج من الإخوان المسلمين، فهو ليس وليد الساعة، وإنما عمره عقود، ثم حكيتُ له عن إصرار هذه الدول على دعم النظام الجديد فى مصر، وما سمعتُ مباشرة من وزراء خليجيين عن سحب السفراء، ولعلى تحدثتُ دقيقتين لا دقيقة واحدة، ثم جلستُ لأسمع».
وعن رؤية المشير عبدالفتاح السيسى بالنسبة لجماعة الإخوان، يقول الكاتب الكبير إنه برغم كون سيادة المشير ينتمى للمؤسسة العسكرية، فإنه لا يريد أن يرد على العنف بمثله، فهو يرى أنه لابد أن تقوم فى مصر ديمقراطية تتسع للجميع أو لجميع الذين ينبذون العنف. ولكن، تلك الجماعة حولت خلافها السياسى إلى خلاف دينى، نتيجة التخلف الشديد فى الخطاب الدينى، ليس فى مصر وحدها بل فى كل البلدان العربية، ما ترتب عليه عزل المجتمع - خاصة المتدينين - عن أطياف المجتمع الأخرى، فالعيب ليس فى الدين قطعاً، وإنما فى هؤلاء الذين عزلوا أنفسهم عن المجتمع ولم يحاولوا إيجاد الصيغة المناسبة للتعامل مع الآخر.
لقد تحدث سيادة المشير - أيضاً - عن إشكالية التدمير، وما يقصده هنا أن المجتمع بدل من أن يعمر نفسه يخرب نفسه بنفسه، وقد أرجع سيادته ذلك إلى سوء التعليم، بقوله إن لدينا حقاً جيلاً متعلماً، لكنه فى الواقع غير متعلم. فسوء التعليم هو إحدى أدوات التدمير الذاتى للدولة. هناك أكثر من 55% من المواطنين من الشباب، ويجب أن نوفر لهم تعليماً حقيقياً حديثاً، نستطيع من خلاله أن نتجاوز كل مشاكلنا الأخرى.
ومن بين المشاكل التى تطرق إليها سيادة المشير - أيضاً - المشكلة الاقتصادية والأمن والأمان، وقد أعطى الأولوية للخطاب الدينى باعتباره من المشاكل المهمة على مستوى العالم الإسلامى كله، كما أشار إلى نِسب الطلاق وأولاد الشوارع، باعتبار أن هذه المشاكل الاجتماعية لابد أن نجد لها حلولاً جذرية، لما قد يترتب عليها من إشكاليات اجتماعية وسياسية وأمنية. هذا كما شدد على رغبته فى أن يكون لدى مصر اقتصاد قوى، موضحاً أن قوة الاقتصاد ستضعف الإرهاب بالضرورة. وقد أشار أخيراً إلى ضرورة الدعم من جانب الأشقاء العرب، وأن يكون هناك ما يمكن تقديمه فى المقابل من خلال تحفيز القدرات الذاتية.
وعن الجوانب الإيجابية أشار سيادة المشير عبدالفتاح السيسى، إلى تلك الظاهرة الصحية فى الشارع المصرى، التى تكمن فى وعى الشباب واهتمامهم ببلدهم، فقد أكد سيادته أن الشباب المصرى يفهم جيداً مشاكل مصر، وبالتالى يجب على الحكومة أن تتجاوب - فى المقابل - مع مشاكل الشباب، وتعمل على إيجاد الحلول المناسبة لتلك المشاكل، وأن تفهم أن هؤلاء الشباب يحبون الحرية، كما يحبون بلدهم، ويحبون الناس فلا أحقاد أو عُقد ضد أشخاص أو أديان، وبالتالى فيجب علينا جميعاً أن نعرف أن للآخر حقوقاً، فلا نريد أن يؤذوا أو يؤذونا، يجب أن نتعاون معهم وأن نتعامل معهم.
أعود فأقول.. هذا هو رأى الكاتب الكبير جهاد الخازن فى المشير عبدالفتاح السيسى، والذى لا خلاف عليه من غالبية شعب مصر بمن فيهم شخصى المتواضع، لكننى كنت أفضل لمصلحة مصر وشعبها، ألا يرشح المشير عبدالفتاح السيسى نفسه لانتخابات الرئاسة المقبلة، وأن يظل فى موقعه حارساً أميناً لمصر، فى الداخل والخارج، من أى مغتصب أو حاكم ديكتاتور يريد أن يسطو على مكتسبات ثورتنا العظيمة.
وعاشت مصر، وعاش كل مخلص أمين لها.