رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل نطمئن للروس؟؟

بمناسبة الزيارة الأخيرة، التى تمت من جانب مصر، عن طريق الوفد رفيع المستوى إلى روسيا، والذى ضم عن الجانب المصرى المشير عبدالفتاح السيسى، وكذا وزير الخارجية. تثور تساؤلات عديدة، بين من هو مؤيد ومن هو معارض لفكرة إعادة التقارب الروسى المصرى مرة أخرى.

الفريق المؤيد لعودة العلاقات المصرية الروسية، يرى أنه مما لا شك فيه أن التقارب المصرى الروسى، يعتبر خطوة حميدة على طريق المستقبل، خاصة بعد الطعنة الغائرة - بل ربما القاتلة - التى تلقتها مصر من دول الغرب عامة وأمريكا وإسرائيل بصفة خاصة، بسبب مخططها المسموم لمنطقة الشرق الأوسط، والذى حاولت تنفيذه بواسطة جماعة الإخوان وبعض التيارات الإسلامية المتشددة الموالية لها. هذا الفريق يرى أن مواجهة هذا المخطط المسموم، تستوجب على مصر أن تتحرك خارجياً، فى محاولة لإيجاد البدائل، سواء كان ذلك على المستوى العسكرى، أم كان على المستويين السياسى والدولى.
هذا الفريق يؤيد وجهة نظره هذه، بما تم إعلانه من نتائج بعد الزيارة الأخيرة التى أجراها الجانب المصرى لروسيا، فقد تناقلت بعض وكالات الأنباء العديد من الأخبار عن أن الجانب المصرى، استطاع خلال تلك الزيارة التوصل إلى اتفاقات سلاح قيمتها حوالى ثلاثة مليارات دولار بتمويل سعودى إماراتى، هذا إلى جانب اتفاقيات أخرى للتعاون الاقتصادى والفنى المشترك بين البلدين، هذا بالإضافة للتعهد الروسى بتقديم كل ما يطلبه الجانب المصرى من مساعدات أخرى فى المستقبل.
أصحاب هذا الرأى، يؤكدون أن الموقف الروسى الداعم للجانب المصرى ليس بجديد، فلا ننسى أبداً موقفهم المشرف من الإنذار الروسى – الاتحاد السوفيتى آنذاك – حين وقع الاعتداء الثلاثى عام 1956 على مصر، كما لا ننسى أن الروس هم الذين قاموا ببناء السد العالى، الذى مازال حتى يومنا هذا صرحاً عظيماً يقدم خدمات جليلة لكل المصريين، كما لا ننسى أيضاً أن الروس هم الذين أمدونا بالسلاح والعتاد الحربى كله بما فيه الأسلحة البرية والبحرية والجوية التى احتاجتها مصر فى مواجهة إسرائيل. الخلاصة أن الجانب الروسى فى عهد عبدالناصر، كانت له مواقف عظيمة ومشرفة ولا تنسى.
أما الفريق المعارض لعودة العلاقات المصرية الروسية مرة أخرى، فهم على النقيض يتوجسون خيفة من هذا التقارب الروسى المصرى، وذلك على خلفية الموقف الروسى المؤسف، التى تم فى الماضى بالتعاون مع الأمريكان لصالح اسرائيل، والذى حدثت على أثره مذبحة عام 1967. هذا الفريق يرى أنه لابد ألا ننسى أن السفير الروسى قد أيقظ الرئيس الراحل جمال عبدالناصر من نومه فجر يوم 5 يونية 1967 وطلب منه عدم الاعتداء على إسرائيل، بل وأكثر من ذلك، فقد هدد السفير الروسى جمال عبدالناصر، بأن روسيا لن تقف فى جانب مصر، إذا ما بادرت هى بضرب إسرائيل. وفى السادسة من صباح هذا اليوم كانت الطائرات الإسرائيلية تملأ سماء مصر، وتمطر قواتنا العسكرية -

البرية والبحرية والجوية – بوابل من القنابل، التى قضت على أغلبها وهى رابضة فى مواقعها، لقد راح نتيجة هذا الاعتداء الغاشم خيرة شبابنا ورجالنا، وكل عتادنا الحربى تقريباً، هذا فضلاً عن المهانة التى لحقت بمصر، بل والدول العربية كلها. إذ إن هذه الحرب لم تستغرق بضعة أيام تم على أثرها احتلال سيناء بالكامل.
فى تقديرى أن أصحاب هذا الرأى المعارض، ربما يكونون أكثر تأثراً بموقف الرئيس الراحل أنور السادات، الذى قام بطرد الخبراء الروس من مصر رداً على ما حدث فى نكسة 1967، وبدأ فى البحث عن مصادر أخرى لتسليح الجيش المصرى، الى أن استطاع أن يقود معركة رد الشرف والكرامة فى عام 1973. لقد كان لدى الرئيس الراحل أنور السادات - رحمة الله عليه - قناعة تامة بأن أمريكا ودول الغرب آنذاك، هى أصحاب الكلمة الأولى والأخيرة فى منطقة الشرق الأوسط، وبالتالى فقد قرر العودة مرة أخرى للتعاون مع دول الغرب بقيادة أمريكا، ثم جاء حسنى مبارك وسار على خطى السادات، إلا أنهم قد ضحوا به فى سبيل أطماعهم الشخصية.
خلاصة القول.. وبصرف النظر عن الحجج التى ساقها الفريق المؤيد أو الحجج التى ساقها الفريق المعارض – ففى تقديرى – أن مصر، بل المنطقة العربية كلها، تمر الآن بمحنة كبرى، بسبب هذا الاتفاق الغربى الأمريكى الاسرائيلى المسموم، المسمى «مخطط الشرق الأوسط الجديد»، والذى يهدف أساساً إلى هدم منطقة الشرق الأوسط لإعادة تقسيمها مرة أخرى بما فى ذلك مصرنا العزيزة. من هنا، فإن لزاما على مصر ودول المنطقة العربية كلها - للخلاص من هذا الكابوس القادم من الغرب - أن تعيد ترتيب علاقاتها الدولية بالمنطقة كلها، لمواجهة هذا الشر. فالعلاقات بين الدول تقوم أساساً على المصالح المشتركة، حتى لو تحالفنا مع الشيطان.
حفظ الله مصر وكان الله فى عوننا وعون كل مخلص أمين لنا.