رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سبحان الله

(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) صدق الله العظيم. حينما انفرد بنفسي وأجول بخاطري، أجد أنني قد عشت عامين من عمري وكأنني عشت دهرا من الزمن. لقد عاصرت حكم الملك فاروق ثم عهد عبد الناصر، ثم السادات، ثم حسني مبارك، ثم محمد مرسي. ويعلم الله وحده هل سيطول بي العمر لأري من هو الرئيس القادم لمصر؟

طوال السنين العديدة الماضية - منذ عهد عبد الناصر- لم يحدث أن جاء في مصر حاكم سابق. فعبد الناصر توفاه الله، وأنور السادات تم اغتياله، وحسني مبارك ظل في الحكم إلي ما يقرب من ثلاثين عاما وكان الأمل لديه كبيراً في الاستمرار في الحكم أكثر من ذلك، بل كان يطمح في توريث الحكم لنجله جمال، ثم جاء حكم مرسي الذي كان يطمح في أن يظل نظام حكمه خمسمائة عام. لكن، إرادة الله عز وجل أقوي من إرادة أي حاكم. لقد حدث في عامين فقط، أن شاهدنا رئيسين سابقين، هما مبارك ومرسي.
لقد أراد الله سبحانه وتعالي أن يأخذ بيد شعب مصر الذي ذاق طوال الستين عاماً الماضية من الذل دروبا ومن الهوان ألوانا. لقد انتزع الله سبحانه ملك مصر من يد الرئيس حسني مبارك، بعد أن اوعز سبحانه لبعض شباب مصر، بأن يتصلوا ببعضهم عن طريق شبكات التواصل (فيس بوك) وتحديدا يوم 25 يناير 2011 فتجمعوا في ميدان التحرير، وما إن وصل الشباب الي الميدان حتي هب الشعب المصري كله يؤازره ويسانده في مطلبه بعزل الرئيس حسني مبارك. إرادة الله وحدها هي التي كللت مجهود هذا الشباب بالنجاح، لإنقاذ شعب مصر، بزوال عهد الرئيس حسني مبارك.
ثم جاء حكم الرئيس محمد مرسي، وبعد مرور عام واحد فقط، كانت إرادة الله فوق إرادة الجميع، فأوعز الي بعض شباب مصر بما يسمي (حملة تمرد) التي لاقت من ملايين المصريين قبولا وتأييدا كبيرا، وصل إلي ما يقرب من 25 مليون مصري أيدوا هذه الحركة، وتم الاتفاق أيضا علي أن يتجمعوا يوم 30 يونية في ميدان التحرير، بل في جميع ميادين الجمهورية، مطالبين بإسقاط نظام حكم الرئيس محمد مرسي. ثم حدث ما لم يكن في الحسبان، فسرعان ما وقف جيش مصر العظيم ورجال شرطته الأبرار إلي جانب الشعب في مطالبه. فكان لذلك أبعد الأثر في إنهاء نظام الإخوان المسلمين والإطاحة بالرئيس السابق مرسي.
سبحان الله المعز المذل. حسني مبارك ظل لثلاثين عاما يحكم مصر، وكان لديه الأمل في أن يظل في الحكم إلى أن تأتيه المنية، بل وأكثر من ذلك فكان أمله كبيراً في توريث حكمه لنجله، ولكن إرادة الله أنهت هذا الحكم وأنهت هذا النظام في أيام معدودة، وأصبح حسني

مبارك حبيس السجون، حتي أفرج عنه أخيرا وتم وضعه تحت الإقامة الجبرية. لا حول له ولا قوة. هذه هي إرادة الله سبحانه وتعالي وقدرته وعظمته. وما يقال عن الرئيس السابق حسني مبارك يقال أيضا عن الإخوان المسلمين عامة.
منذ عام 1928 وفي أعقاب ثورة 1919 التي هبت لمناصرة الزعيم الراحل سعد زغلول ضد الاحتلال الإنجليزي، تم إنشاء تنظيم الإخوان المسلمين، بإيعاز وتخطيط من المستعمر الانجليزي، حتي يقف ضد التحرك الشعبي بقيادة زعيم الأمة سعد زغلول، وبالفعل قام هذا التنظيم باغتيال العديد من السياسيين في مصر، كما قام أيضا بأعمال تخريبية أخري عديدة، كل ذلك كان بقصد ضرب وحدة الشعب المصري. ولكن، كل هذه الأفعال باءت جميعا بالفشل، بما فيها محاولات اغتيال الزعيم الراحل مصطفي النحاس. فلم يتمكن الإخوان المسلمون من الخلاص من حزب الوفد للوثوب إلي الحكم، بالرغم من دعمهم – آنذاك - من قبل المستعمر الإنجليزي.
وحينما جاء عبد الناصر، تم البطش بهم، فأعدم المرشد العام سيد قطب ورفاقه، كما زج بأغلب قادتهم في السجون والمعتقلات، مما دعا الكثير منهم للخروج إلي الدول العربية المجاورة وخاصة المملكة السعودية. وحينما جاء السادات، ثم أعادهم مرة أخري إلي الساحة السياسية، أملا في القضاء علي المد الشيوعي والناصري، ولكن سرعان ما انتهي الأمر بهم إلي اغتيال السادات في حادثة المنصة الشهيرة. وحينما جاء حسني مبارك، فكان تارة يناصرهم وتارة يفتك بهم. ثم جاءت ثورة 25 يناير، وتمكنوا أخيرا من الوثوب إلي الحكم بمساعدة أمريكا. ولكن إرادة الله كانت حاضرة، فسرعان ما اكتشف الشعب المصري المخطط الامريكي في تقسيم مصر ومنطقة الشرق الأوسط كلها، فهم عن بكرة أبيه للمطالبة بإسقاط حكم الإخوان بعد مرور عام واحد فقط، من وصولهم إلي السلطة.
هذه هي إرادة الله تعالي، فسبحانه هو المعز المذل، يعطي الحكم لمن يشاء وينزع الملك ممن يشاء.