رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انتبهوا يا شباب

يا شباب الثورة. أرجو ألا تأخذكم نشوة الانتصار، وتظنوا أن كل شيء سهل المنال، الحياة، أخذ وعطاء، ولا يمكن أبدا أن تأخذوا دون أن تعطوا، تنبهوا جيدا، فهناك العديد من الجهات التي لن تدخر جهدا في سبيل إجهاض الثورة، كثرة الاحتجاجات والتظاهرات والاعتصامات، تفتح الباب علي مصراعيه لدخول أعداء الثورة من الداخل ومن الخارج.

ما حدث يوم الجمعة الماضي، من محاولة للوقيعة بين الجيش والشعب، هو صورة لما أريد التنبيه اليه في مقالي هذا، فالذي حدث، أن تدخلت بعض فلول العهد البغيض، وحاولت إحداث الوقيعة بين الشعب وبين الجيش، خاصة أنه اندس بعض الرجال المنتسبين للقوات المسلحة بين صفوف الشباب واحتموا بهم، الأمر الذي ترتب عليه وقوع الصدام بين الشرطة العسكرية وبين الشباب في ميدان التحرير، أثناء القبض علي الأشخاص المرتدين لزي عسكري وهذا حق الجيش.

يا شباب الثورة، لا تنسوا أن الجيش هو الذي حمي ثورتكم، بل حمي شعب مصر كله، من اللصوص والبلطجية والمجرمين الهاربين من السجون، مصر مرت بفترة عصيبة ومازالت تعاني من جرائمها حتي يومنا هذا، لقد غاب الأمن عن التواجد لحماية الشعب، مما أدي بشباب مصر، التعاون مع الجيش لفرض الأمن في هذه الفترة الحرجة لا تنسوا أبدا أن الجيش هو الذي حمي الثورة وحمي شعب مصر ومازال يحميها حتي يومنا هذا، ولولاه لعمت الفوضي التي كان يتمناها أعداء الثورة، إني أناشدكم ألا تدعو أي فرصة لأي من أعداء الثورة، لكي يحدثوا الوقيعة بينكم وبين الجيش وتنبهوا الي أن الجيش إذا ما خلت الساحة منه، فمصر ستغرق لا محالة، في بحور من الدماء وتغوض في أوحال الفوضي خاصة أن الأمن مازال هزيلا حتي الآن.

يا شباب الثورة، تذكروا ما يحدث من الجيش الليبي، وانظروا الي ما يحدث في اليمن وكذا ما يحدث في سوريا، كل هؤلاء الشهداء في ليبيا أو في اليمن وسوريا، كل ذلك من جراء عدم انضمام الجيش الي شعبه، المجازر في ليبيا والقتل والحرق في اليمن والتظاهر في سوريا، كل هذا سببه أن الجيش لم يختر الوقوف مع الشعب بل فضل الوقوف الي جانب الحكام، فلولا انضمام جيش مصر العظيم الي الشعب، لكنا حتي يومنا هذا في صراع دام لا يعلم مداه إلا الله سبحانه وتعالي.

يا شباب الثورة، حافظوا علي وحدة الصف، واعلموا أن هناك جهات عديدة متربصة بنا، تذكروا الهتاف الأول لثورتنا المجيدة »الجيش والشعب ايد واحدة« فطالما أن يد الجيش في يد الشعب فبإذن الله سننجو من كل المخاطر المحدقة بنا بل وأكثر من ذلك فأنا علي ثقة تامة في شعب مصر العظيم، إذا ما تبصر لمخاطر هذه المرحلة الحرجة التي نمر بها وعاون الجيش والحكومة في أداء

مهامهما، فإننا وبإذن الله سنعبر بشعبنا الي بر الأمان، وإن شاء الله ستصبح مصر من أعظم دول المنطقة وربما من أعظم دول العالم.

يا شباب الثورة، هناك دول كثيرة لاترضي بنجاح الثورة وتقدم مصر ووصولها الي الصفوف الأولي من دول العالم، فهناك البعض من الدول المجاورة يهمها إجهاض ثورتنا المجيدة حتي لا تنقلب عليهم شعوبهم وهناك دولة إسرائيل التي لا ترضي أبدا أن تقوم لمصر قائمة، وتعود مرة أخري قوية فتية، تذكروا أن هناك دولا في المغرب العربي تمد القذافي بأحدث الأسلحة لكي ينتصر علي شعب ليبيا، ليس حبا في القذافي ولكن كرها لثورة الشعب الليبي. كما أن هناك في ليبيا أيضا دولا أجنبية تعمل كلها لصالح أنفسها للحصول علي بترول ليبيا الغزير إذن فالثورات دائما يكون لها أعداء يتربصون بها في الداخل والخارج وما أرجوه منكم ألا تدعوا أي فرصة لأي عدو أن يوقف مسيرتنا العظيمة.

ياشباب الثورة، نحن جميعا في شبابنا شاركنا مثلكم في تظاهرات عديدة، وزج بنا في السجون دفاعا عن الوطن ضد المستعمر الانجليزي في ذاك الوقت، نحن جميعا نقدر جيدا اندفاع الشباب في حبهم لوطنهم، اندفاع الشباب الزائد قد يعرضهم ويعرض مصرنا الحبيبة كلها للمخاطر، ويجب علينا أن ننتبه لهذا جيدا، إنني وبعد أن وصلت من العمر أرذله لا أملك سوي أن أقدم النصح لكم بما أراه يضمن تحقيق هدفكم وهدفنا جميعا، في الحفاظ علي ثورتنا المجيدة.

يا شباب الثورة، لقد قمتم بثورتكم وحققتم جزءا كبيرا من مسيرتكم،أوقفوا المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات، أعطوا الفرصة للحكومة وللمجلس العسكري، لكي يعبرا بنا الي بر الأمان، البحر أمامنا أمواجه عاتية ومليء بالقراصنة والأعداء الذين لن يتورعوا عن الانقضاض علينا إذا أتيحت لهم الفرصة، ولن نصل أبدا الي بر الأمان إلا اذا كان الشعب والجيش يدا واحدة.