عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أخيراً

- أخيراً.. تكلمت الأغلبية الصامتة. نبض قلبها قبل أن قارب أن يتوقف تماماً، قلنا مراراً وتكراراً، ومن عشرات السنين السابقة، أن الأغلبية الحقيقية لشعب مصر، هي الأغلبية الصامتة من الشعب، التي آثرت الابتعاد عن العمل السياسي تماماً، ليأسها وانقطاع الأمل لديها، الأغلبية لم تكن أبداً للحزب الوطني، كما أنها ليست للتيار الديني، كما أن الأحزاب الأخري قد تم القضاء عليها بمعرفة النظام الحاكم. الأغلبية الحقيقية هي لشعب مصر الذي صمت طويلاً ونطق أخيراً، تكلم وصرخ بأعلي صوته، منادياً بالحرية والديمقراطية وبرفع الظلم والقهر، هناك العديد من الشرفاء والنبلاء الذين بحت أصواتهم وجفت أقلامهم، من كثرة المطالبة بضرورة تصحيح المسار، ولكن ومع الأسف الشديد كان النظام دائماً أصم وأعمي وأخرس.

لا يقبل شيئاً ولا يفعل شيئاً، إلا إذا كان هذا الشيء لصالحه وصالح شلة المنتفعين منه، شباب مصر القلب النابضين لمصر رفع رأسنا جميعاً، نحن الشيوخ وهم القادة الأبرار الذين تقدموا الصفوف ليعبروا بنا من الظلمات إلي النور، دقت ساعة الخلاص من الاستبداد والقهر، تحية منا لشيوخ هذا العهد الذين سبق وأن بذلوا من الجهد الكثير للخلاص من هذا العهد، وتحية أكبر لشباب مصر الذين فتحوا صدورهم لرصاص الغدر وعصا القهر وطوب المرتزقة المأجورين، نحن جميعاً نقف الآن صفاً واحداً خلف شبابنا الثائر، الذي ضرب للعالم كله أروع الأمثلة علي الكفاح في سبيل الحرية والديمقراطية.

- يلقي إليهم من النظام، كان أغلب أعضائه يهرولون وراء رئيسهم أملاً في إلقاء هبرة لحم أو قطعة دجاج أو حتي لقمة عيش، أغلبهم تجمع من أجل المنافع والهبات، بلا فكر ولا مبدأ ولا ضمير ولا أخلاق.

البعض منهم كان مع عبدالناصر وحين انتقلت السلطة إلي السادات انتقلوا معه إلي حزب مصر وحينما انتقلت السلطة إلي مبارك، انتقلوا معه إلي الحزب الوطني، أغلبهم يلتفون حول رئيس الدولة أياً كانت مبادئه أو أفكاره، المهم أنهم يطبلون ويزمرون ويسبحون للحاكم، أملاً في مطمع أو مغنم، وبمجرد أن يزول الحاكم سرعان ما ينقلبون عليه وينتقلون للحاكم الذي يليه. الرئيس حسني مبارك أعلن أنه لن يرشح نفسه للرئاسة، وبمجرد هذا الإعلان،

تهاوت الاستقالات من رموز الحزب، لمجرد أنه أعلن رغبته في التخلي عن رئاسة مصر. كان الله في عون الحزب الوطني ورجاله.. وكان الله في عون الرئيس القادم الذي سيهرول إليه أعضاء الحزب الوطني مصفقين ومهللين.

- أخيراً.. بدأ النظام الحاكم يستمع إلي صوت العقل، صوت الشعب المصري بجميع أطيافه وطوائفه من أحزاب معارضة وجماعات وتجمعات شبابية حتي الإخوان المسلمين، بدأ النظام الحاكم ينصت وينفذ رغبات الشعب وطموحاته، بعد أن كان يضرب بكل طلبات المعارضة من الشعب المصري عرض الحائط، أُذن من طين والأخري من عجين، الحقيقة أن المعارضة هي جزء من المصريين، وربما يكونوا أكثر حرصاً علي مصالح هذا البلد، المعارضة دائماً وأبداً تسعي إلي الإصلاح والتقدم، لكن الغرور والكبرياء أعمي النظام في العديد من طلبات المعارضة، ولم يلتفت إليها أحد كبراً وعناداً دون بصر أو بصيرة، وترتب علي هذا العناد أن قامت القائمة، والله وحده هو الذي يعلم ماذا ستأتي به الأيام المقبلة، فالعاصفة هوجاء والأمواج عاتية وربما تقذف بمصرنا إلي غياهب الأمور، أفيقوا اعلموا أن مصلحة مصر ومستقبل شعب مصر أمانة في يد النظام الحاكم وكذا المعارضة، ويجب علينا جميعاً إنقاذ بلدنا من هلاك وشيك.

- أخيراً.. عرف النظام الحاكم أن هناك الله سبحانه وتعالي في سمائه، وأن هناك أيضاً شعب مصر في أرضه، لعل الدرس قد وصل للنظام الحاكم الحالي، ولعله يكون عبرة للنظام القادم.