رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

راحت السكرة وجاءت الفكرة

هكذا يقول المثل الشعبي، إذاناً بانتهاء نشوة الانتصار وبداية ساعة الجد والعمل، ساعة إثبات الجدارة والنجاح.
أقول هذا بمناسبة الاكتساح الذي حققه التيار الإسلامي في الانتخابات التشريعية الحالية، ولا يغيب عن أحد أن التيار الإسلامي، حقق نجاحه بارتدائه عباءة الدين وإيهام البسطاء أنه الأقرب إلي الله سبحانه وتعالي وأنه القادر وحده علي انتشال الشعب والبلد من الظلمات إلي النور، هذه حقيقة ما حدث في الانتخابات، بدليل أن أغلب الناس الذين اختاروا التيار الإسلامي، كان علي حد قولهم «بتوع ربنا» أي أن هؤلاء المرشحين، هم المقربون إلي الله، وأن الله سبحانه وتعالي لن يخذلهم، وأنه سبحانه سوف يحقق لهم النجاة علي أيديهم.

هكذا يعتقد بسطاء الناس من شعبنا - وهم الأغلبية - أن التيار الإسلامي لتقربه إلي الله سبحانه وتعالي، سوف يكون المنقذ لهم من الآلام والبلايا والمصائب التي خلفتها لهم العهود الغابرة.. إن شعب مصر قد غرق في مشاكل ومتاعب لا حد لها فكان نتيجة لذلك تقربه إلي التيار الإسلامي، طلباً وأملاً في العون، وليكن ما كان من رأي الشعب، فلابد لنا جميعاً أن نحترمه ونخضع له، إعمالاً لتطبيق الديمقراطية التي حلمنا بها طويلاً، حتي وعلي فرض أن التيار الإسلامي قد أساء استغلالها وصولاً للحكم.
المهم.. أن التيار الإسلامي بصفة عامة حقق انتصاراً كبيراً في الانتخابات التشريعية الحالية، ومن واجبنا أن نفسح له الطريق لكي يدير البلاد بالكيفية التي يراها وصولاً إلي تحقيق آمال الشعب والثقة التي وضعوها فيهم، أطيب التهاني لهم بهذا الانتصار، راجين أن يكونوا أهلاً للثقة التي منحتها لهم الأغلبية الشعبية، والحق يقال: إن التيار الإسلامي، وبخاصة الإخوان المسلمين لاقوا علي مر العهود الغابرة ألواناً من البطش والإذلال ورغم ذلك صمدوا وثابروا ونظموا صفوفهم والتحموا بالجماهير الشعبية التحاماً قوياً، فكان لهم هذا النجاح الكبير.
أعود فأقول: قد مرت ساعة الانتصار، بما حققه التيار الإسلامي في الانتخابات التشريعية، من تأييد شعبي كبير، وحانت ساعة إثبات الجدارة، فهم يعرفون أكثر من غيرهم، مدي المشاكل الجسام التي تعاني منها مصر وشعب مصر، ومن ثم عليهم أن ينظموا أوراقهم وأفكارهم ومبادئهم، قولاً وفعلاً، ليس للدعاية لهم، كما حدث قبل الانتخابات، وإنما لكي يثبوا أنهم

علي قدر المسئولية التي ألقاها الشعب علي كاهلهم فلا يغيب عنهم المشاكل الاجتماعية والتعليمية والصحية والاقتصادية والمشاكل العديدة الأخري، التي غرق فيها شعبنا.. لقد حانت ساعة العمل وإثبات الجدارة، وأنهم قادرون علي انتشال بلدنا وشعبنا من الوحل الذي غرقنا فيه نتيجة للعهود السوداء السابقة.
لقد قال الشعب كلمته، واختار التيار الإسلامي لكي ينقذه مما هو فيه، فلابد والحال كذلك.. أن نرضخ لإرادة الشعب، بأن نفسح المجال أمام التيار الإسلامي لكي يحقق ما وعد الشعب به، نصيحتي للتيار الإسلامي ألا يطالب الأحزاب أو التيارات الأخري، بمشاركته في إدارة المرحلة المقبلة فمن حقه أن ينعم وحده بما سيحققه من مكاسب وانتصارات، ومن الواجب عليه أن يحاسب وحده عن إخفاقاته، ولابد له من مواجهة مسئولياته وحده، ويثبت لهذا الشعب جدارته وأنه قادر علي حل مشاكله، كما وعد الشعب، ونصيحتي للأحزاب والتيارات الأخري، أن تفسح المجال أمام التيار الإسلامي لكي يحقق حلم الشعب، الذي وعده بتحقيقه من تقدم ورخاء.
لقد وضع الشعب ثقته في التيار الإسلامي واختاره، لكي ينقذه مما هو فيه من فقر وعوز وحاجة، الشعب لديه آمال كبيرة يمكن أن تتحقق علي أيدي هذا التيار، ولابد له من أن يثبت أنه جدير بثقة الشعب، بأن يقدم له ما يحلم به من آمال وأحلام.
لقد راحت السكرة وجاءت الفكرة، وعلي التيار الإسلامي أن يثبت جدارته وأن ينفذ ما وعد الشعب به طوال عشرات السنين الماضية بأن «الإسلام هو الحل».