رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

نداء

لم أكن أتوقع ومعى الكثيرون، هذا الإقبال الشديد على صناديق الانتخابات، بل كنت أتصور ومعى كثيرون أيضاً، أن الانتخابات لن تتم نظراً للظروف الأمنية والسياسية المتلاطمة. الذي حدث في المرحلة الأولى من الانتخابات التشريعية، يدل دلالة قاطعة على مدي تمسك شعبنا العظيم بحقه في إدارة بلده، إعمالاً للديمقراطية الحقة. الانتخابات التشريعية

نجحت في مرحلتها الأولى بجدارة. كم أتمني استمرار هذا النجاح الكاسح في المرحلتين القادمتين، إن ما حدث لهو عرس للديمقراطية، بعد ظلام دامس عشنا فيه طوال الستين عاماً الماضية، من قهر وظلم وتنكيل.
هذا التمسك الشديد من شعبنا العظيم بحقه في الاستمتاع برحيق الديمقراطية وعبير الحرية، يجعلني أتوجه بصوت عال، إلي كل شباب مصر الثائر، راجيًا منهم الكف عن الاعتصامات والاحتجاجات والتظاهرات، التي عمت مصر كلها في الأيام الماضية. إني أطالبهم بإفساح المجال لأولى الأمر، كي يتمكنوا من العبور بمصرنا العزيزة إلي بر الأمان. الاستمرار في المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات يعطل مصالح الناس جميعاً من ناحية ويعوق الإنتاج من ناحية أخرى ويحول دون الاستثمار ونزوح السائحين إلي مصر، وهما عماد الدخل القومي المصري الذي نعيش عليه.
إننى لا أقصد المصادرة علي حق الشعب في التظاهر السلمي. ولكن، ما حدث في الأيام القليلة الماضية من احتجاجات ومصادمات دامية بين الشعب والشرطة، من شأنه أن يهدد أمن وأمان المصريين جميعاً، فضلاً عن أنه إذا استمر، قد يهدد مستقبل مصر ويعرضه للانهيار. التظاهر حين ينقلب إلي مصادمات دامية واعتصامات مفتوحة في أكبر الميادين وعلي مستوي مصر كلها، أمر مرفوض تماماً، لأنه هو الفوضي بعينها. الفوضي التي ستقود بلدنا العزيز، إلي الانهيار والخراب والدمار.
الشعب المصري في المرحلة الأولى من الانتخابات، وبهذه النسبة الكبيرة في الحضور بنسبة تتعدى في تقديري 75٪، يتضح منه أن شعب مصر يريد الاستقرار ويريد أن يبدأ علي طريق الحرية والديمقراطية وأن نسير البلاد علي الطريق الصحيح نحو المستقبل المزهر. هذا العرس الديمقراطي الذي حدث في المرحلة الأولي من الانتخابات هو في حقيقة الأمر صرخة إلي ثوار مصر بأن يهدأوا وأن ينصرفوا ويعطوا الفرصة لأولى الأمر في مصر، لكي يتمكنوا من توفير الأمن والأمان لشعبنا، الذي هو مفتاح التقدم والاستثمار وعودة السائحين إلي بلدنا.
المجلس الأعلي للقوات المسلحة، هو المنوط به إدارة البلاد في هذه المرحلة. وأيًا كانت السلبيات التي وجهت إلي إدارته للبلاد، فإن المجلس الأعلي

قد انتهي أخيراً إلى خريطة طريق واضحة الحدود والمواعيد اللازمة لتسليم السلطة في البلاد إلي سلطة مدنية في خلال سبعة أشهر علي أكثر تقدير. هذا فضلاً عن أن المجلس العسكري قد تعهد كثيراً بعدم رغبته في الاستمرار في السلطة، بل وأخيراً أعلن عن رغبته في ترك السلطة فوراً، إلا أن جميع الأحزاب والشخصيات العامة طلبت منه الاستمرار في مهمته إلى حين تسليم الأمانة التي عهدت إليه إلي السلطة المدنية المنتخبة في شهر يونية القادم علي أبعد تقدير.
يا شباب مصر أعطوا الفرصة للمجلس الأعلي للقوات المسلحة، لكي يفي بوعده من تسليم السلطة في المواعيد التي قطعها علي نفسه، فإذا ما أخفق أو تردد عن تنفيذ وعده في المواعيد التي حددها، فلكم كل الحق في المطالبة بما ترونه في ذلك الوقت. دعوا عرس الديمقراطية الذي نعيشه يعم البلاد وتبدأ الحياة مرة أخري تدب في عروق هذا الشعب، الذي كاد أن يموت نتيجة لحقنه بالمسكنات، التي دأب العهد البغيض علي إعطائها له. الشعب الآن بدأ يسير علي الطريق الصحيح، لا تقفوا في سبيله ولا تتسببوا في عرقلة مسيرته. دعوا الشعب ينطلق إلي الأمام إلي مستقبل زاهر مملوء بالورود والرياحين.
إنني أنادى وأناشد شباب الثورة في مصر بالوقوف صفاً واحداً مع شعبنا العظيم الذي أثبت رغبته في الاستقرار والوصول بالبلاد إلي طريق النور، لا تقفوا عثرة في هذا الطريق وأفسحوا المجال لقادتنا لكي يعبروا بنا إلي بر الأمان بعد أن أثبتوا في الانتخابات التي تمت، أنهم فعلاً راغبون في تسليم السلطة إلي الشعب.