رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

في زمن الكوارث والنكبات

‬من أولي مسئوليات وواجبات الدولة،‮ ‬دستورياً‮ ‬وسياسياً‮ ‬وأخلاقياً،‮ ‬حماية أمن مواطنيها،‮ ‬من الداخل ومن الخارج‮!! ‬ويقتضي ذلك في كل دولة،‮ ‬أياً‮ ‬كان نظامها الدستوري والسياسي،‮ ‬أن توفر الإنشاءات والأجهزة،‮ ‬والآليات،‮ ‬والوسائل،‮ ‬اللازمة لتحقيق الأمن والأمان للشعب،‮ ‬ومن بين اللزوميات في هذا المجال،‮ ‬أن تكون لديها خطط لمواجهة الكوارث،‮ ‬والنكبات الطبيعية،‮ ‬والصناعية،‮ ‬وإنقاذ حياة المواطنين وحمايتهم،‮ ‬من الإصابة والموت،‮

‬ولابد أن تنبني هذه الخطط،‮ ‬علي دراسات علمية،‮ ‬وتكنولوجية وإدارية،‮ ‬كفيلة بحفظ حياة وسلامة المواطنين من مخاطر الإصابة والموت،‮ ‬من الداخل أو من الخارج‮!! ‬ويمتاز الإنسان في وطننا مصر خاصة وهو يطارد بالبرد ياحبذا السلطانية المقررة ليل نهار،‮ ‬عن أن‮ »‬الحكومة الماركتلية‮« ‬الحالية هي حكومة الحزب المتحكم،‮ ‬وهو تنفذ خطط وسياسات ما يسمي،‮ ‬بلجنة السياسات مع برنامج مبارك الرئاسي،‮ ‬والذي يدفع كل عوامل التقدم في كل مصر‮!! ‬بينما حقيقة ما يحدث في واقعنا المعاش هو علي نقيض كل هذه المزاعم والادعاءات،‮ ‬عن الإنجازات العظيمة لنظام التحالف الاستبدادي المتحكم في السلطة والثروة،‮ ‬وللتناقض الشديد بين الشعارات والخطب المضللة والأفعال،‮

‬ولذا فإن ملايين المصريين يرددون المثل القائل‮ »‬أسمع كلامك يعجبني،‮ ‬وأشوف أفعالك أتعجب‮«‬،‮ ‬فهو يعاني في أغلبيته العظمي من سياسة التجويع المذل،‮ ‬والقمع القاهر‮!! ‬بينما تتمتع أقلية لا تزيد نسبتها علي‮ ‬2٪‮ ‬من عناصر التحالف‮ ‬غير المقدس بين‮ »‬الطبقة الجديدة‮« ‬من أغنياء الانفتاح،‮ ‬ومراكز القوي في النظام المباركي،‮ ‬بالسلطة الاستبدادية والثروة القومية بصورة فاحشة ومستفزة وغير مسبوقة في تاريخ البلاد‮!! ‬وليس ثمة صعوبة في إدراك وإثبات هذه الحقيقة،‮ ‬فخلال الأسبوع الماضي مثلا وحده،‮ ‬ثارت عاصفة ترابية ومطرية في أرجاء مصر ونتج عنها عديد من النكبات والكوارث،‮ ‬في القاهرة والإسكندرية والعديد من المحافظات،‮ ‬ونجترئ منها عينة تؤكد حقيقة الحال المتكرر بمصر المحروسة،‮ ‬ففي الإسكندرية سقط مصنع من ستة أدوار،‮ ‬لأشغال التريكو من المطر والرياح‮!! ‬يحي‮ ‬محرم بك وتم انتشال جثتين فور الانهيار،‮ ‬وبقي تحت الأنقاض حوالي خمسين ضحية من العمال.

‮ ‬وقد أبدي سكرتير عام مساعد المحافظة في قناة المحور أن الحي به مبان قديمة من بينها هذا المصنع،‮ ‬وأن المحافظة قد استنجدت،‮ ‬بخمس شركات مقاولات لتقديم ومعداتها الثقيلة لرفع الأنقاض،‮ ‬وقد واجهت صعوبات في دخول الشارع‮!! ‬وبعد‮ ‬48‮ ‬ساعة من الحادث،‮ ‬لم تتمكن فرق الإنقاذ،‮ ‬من استخراج أكثر من‮ ‬10‮ ‬مصابين،‮ ‬وتبين من أقوال أهالي العمال،‮ ‬أن العديد منهم من الإناث ولا تزيد أعمارهن علي‮ ‬18‮ ‬سنة،‮ ‬وقد كان صاحب المصنع يغلق عليهن بابه ويمنعهن من الخروج لمدة‮ ‬12‮ ‬ساعة يومياً‮ ‬وذلك مقابل‮ ‬300‮ ‬جنيه شهرياً‮ ‬لكل عاملة،‮ ‬وقد ذكر سكرتير مساعد المحافظة أيضاً‮ ‬أن المنزل قديم ومتصدع،‮ ‬وأنه

سوف يتم توفير إسكان إيواء لسكان العقارات المجاورة التي أخليت‮!.

‬وقد طلبت النيابة العامة ملف العقار للتحقق مما إذا كان قد صدر له قرار إزالة‮! ‬وكذلك فقد انهار في الغربية بقرية قرب المحلة،‮ ‬منزل من ‮٥ ‬أدوار،‮ ‬ونتج عن ذلك موت طفل وعديد من الضحايا تحت الأنقاض،‮ ‬وقد اتضح أن أسفل العقار مقهي يجري صاحبه فيه تعديلات‮!! ‬ومنذ عدة أيام نظم حفل لطلاب‮ »‬جامعة المستقبل‮« ‬غني فيه‮ »‬عمرو دياب‮« ‬وقد قام منظمو الحفل بوضع ألواح خشبية من‮ »‬الابلكاش‮« ‬علي سطح أحد المعامل ليكون سطحه مسرحاً‮ ‬فسقط‮ (‬66‮) ‬من الطلبة من هذه الألواح إلي داخل المعمل‮!! ‬جرحي‮!! ‬ويتضح من هذه العينة من الكوارث،‮ ‬أن مجرد اضطراب خفيف في الطقس يؤدي إلي سقوط مبان من عدة أدوار،‮ ‬وأنه للإعداد‮ ‬غير السليم في حفل الجامعة أصيب هذا العدد الكبير من الطلاب‮!!‬

ويرجع ذلك إلي عدم مراعاة الأصول الهندسية،‮ ‬وقواعد الأمان والغش والإهمال الجسيم،‮ ‬في إقامة المباني والإنشاءات،‮ ‬والفساد في أجهزة الإدارة المحلية التي تصدر التراخيص،‮ ‬وإهمالها يسبب الفساد مع العجز في متابعة المباني القديمة،‮ ‬ومراقبة مدي سلامتها قبل سقوطها،‮ ‬مع عدم توفر أجهزة الإنقاذ أو المعدات والأدوات وغيرها من الوسائل الكفيلة بإنقاذ بإسعاف المصابين الأبرياء،‮ ‬والغريب أن هذه النكبات تحدث في مصر كل يوم،‮ ‬ولا يتغير أي شيء لعدم تكرارها كما لا يتوقف كتبة النظام،‮ ‬أو مداحوه عن الإشادة في جميع وسائل الإعلام والتلميع في مراكز القوي في النظام والإشادة بالإنجازات والسياسات العظيمة التي تنمي مصر،‮ ‬وتطور حياة الشعب،‮ ‬وتحقق له الرفاهية والسعادة‮!! ‬ولا يعمل ولا‮ ‬يعتني قادة التحالف القاهر للشعب،‮ ‬بتغيير وإصلاح الأوضاع المنهارة رغم أن التغيير من سنن الله الغالب علي أمره في الكون الذي يملكه‮.‬

رئيس مجلس الدولة الأسبق