الفوضي وحق الدفاع الشرعي بالعباسية
استطاعت القوات المسلحة في الأسبوع الماضي ان تفض المظاهرات والاعتصام الذي احتل ميدان العباسية والشوارع المحيطة بمقر وزارة الدفاع، وأن تصد الهجوم عليها، وكان المجلس العسكري قد حذر من قبل في مؤتمر صحفي من اختراق حاجز الأسلاك الشائكة
حول الوزارة لمحاولة اقتحامها وذلك باعتبارها رمز وعرين القوات المسلحة المصرية ولكن المئات من المتظاهرين المعتصمين قد هاجموا الجنود المصريين الذين كانوا خلف حاجز الأسلاك الشائكة بالطوب وقنابل المولوتوف والأسلحة النارية والبيضاء فيما أسموه «جمعة الزحف الثوري»!!!! وذلك مما اضطر القوات المسلحة إلي استخدام مدافع المياه والقنابل المسيلة للدموع لإبعاد المهاجمين عن وزارة الدفاع!!!، وقد نتج عن الاشتباك الذي استمر يومين سقوط عدد من الشهداء بينهم عريف من القوات المسلحة وإصابة ثلاثمائة شخص بينهم (140) من المجندين!!!، و قد دفعت هذه الأحداث المجلس العسكري لأن يفرض «حظر التجوال» لفترة ليلتين وذلك للسيطرة علي ميدان الصدام ولإعادة الأمن والأمان إلي منطقة العباسية، حيث وزارة الدفاع والمستشفيات والمنشآت العسكرية والمدنية!!
< وقد="" أثارت="" هذه="" الأحداث="" الغضب="" الشديد="" لدي="" أغلبية="" الشعب="" فليس="" يقبل="" من="" المصريين="" أحد="" وخاصة="" في="" الظروف="" التي="" تمر="" بها="" البلاد="" ان="" يتم="" الاعتداء="" علي="" جنود="" جيش="" مصر="" وعلي="" الوزارة="" والمنشآت="" العسكرية="" لأي="" سبب!!!="" كما="" أنه="" ليس="" مفهوما="" ولا="" مقبولا="" ان="" يكون="" الهجوم="" علي="" وزارة="" الدفاع="" واقتحامها="" هو="" السبيل="" المشروع="" لتحقيق="" مطالب="" المتظاهرين="" التي="" حددوها="" في="" هتافاتهم،="" وهي="" تخلي="" المجلس="" الأعلي="" للقوات="" المسلحة="" عن="" السلطة="" فوراً="" وتسليمها="" إلي="" سلطة="" مدنية!!!="" مع="" إلغاء="" المادة="" «28»="" من="" الدستور="" المؤقت="" وبصرف="" النظر="" عن="" مدي="" شرعية="" ومعقولية="" هذه="" المطالب="" فإنه="" لا="" يمكن="" عقلاً="" أن="" يتحقق="" باقتحام="" وزارة="" الدفاع="" والاعتداء="" علي="" جنود="" مصر="" البواسل="" من="" أولئك="" المتظاهرين،="" ويزيد="" الأمر="" غرابة="" أنه="" ليس="" مفهوما="" لمن="" يسلم="" المجلس="" العسكري="" السلطة="" التي="" يمارسها="" حاليا="" باعتباره="" حاكما="">
----
رئيس مجلس الدولة الأسبق