بطلان قانون العزل
وافق مجلس الشعب منذ عدة أيام، على مشروع قانون «العزل السياسى» وقد تمت هذه الموافقة بصفة مستعجلة لكى يسرى المشروع على المرشحين للرئاسة قبل اكتسابهم مراكز قانونية فى الترشح، حسب أهداف من مهدوا المشروع
ومن ناقشوا أحكامه من النواب، وقد تعمدوا أن يجعلوا المشروع، مجرد تعديل فى قانون مباشرة الحقوق السياسية رقم 73 لسنة 1956، حتى لا يخضع لمراجعة المحكمة الدستورية العليا من حيث مدى دستوريته، إذا ما أدرج هذا المشروع فى القانون المنظم للانتخابات الرئاسية، وقد أثارت موافقة مجلس الشعب بأكثريته الإخوانية والسلفية على هذا المشروع، العديد من الملاحظات، والاعتراضات من العديد من الفقهاء الدستوريين والقانونيين، ومن الأحزاب السياسية، حيث رفض القانون حزب التجمع لعدم دستوريته!! ويقوم المشروع موضع الخلاف على أساس حرمان كل من كان يشغل وظائف أو مناصب سياسية محدودة فى العشر سنوات الماية من حق الترشح لوظائف أو مناصب معينة لمدة عشر سنوات من تاريخ نفاذ مشروع القانون، وتشتمل هذه الوظائف المحظور شغلها، وظيفة رئيس الجمهورية ونائب الرئيس ورئيس مجلس الوزراء ولم يتضمن المشروع النص على وظيفة الوزير، لكى لا تمس أحكامه من شغل هذا المنصب وعلى رأسهم المشير طنطاوى الذى كان ومازال وزير الدفاع!!
ومن أهم الملاحظات على هذا القانون أنه رغم حدة المناقشات فى أحكامه بمجلس الشعب، وتأكيد أكثرية النواب رفضهم سياسياً أن يرشح رموز النظام السابق لمنصب الرئىس أو نائبه.. إلخ.
لمن كانوا من سدنة وأعوان هذا النظام ورئيسه المخلوع وشاركوا فى ارتكاب أعمال الفساد وتكريس حكم الاستبداد، كما استندوا إلى عدم مشروعية أو معقولية أن يرشح لمنصب الرئيس السيد عمر سليمان الذى كان مديراً للمخابرات العامة ثم نائباً للرئيس السابق لعدة أيام قبل سقوط النظام، مع اتهامه بأنه كان من المسئولين عن الفساد والتعاون مع الصهاينة الإسرائيليين، بل كان يقود التعذيب ضد المصريين المعارضين، وكذلك ضد من أوكلته المخابرات الأمريكية cia بتعذيبهم للحصول منهم على اعترافات بجرائم الإرهاب!! وقد أضيف إلى السيد «سليمان» الفريق «شفيق» الذى لا يخفى ولاءه وحبه للرئىس المخلوع
رئيس مجلس الدولة الأسبق