رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مَنْ الجاني في حادث الإسكندرية؟!

تابعت خلال الأسبوع الماضي، معظم ما نشر بالصحف أو أذيع بالفضائيات، عن مذبحة كنيسة القديسين بالإسكندرية، ولا يمكن أن أصف الأسي والحزن والغضب، الذي سيطر علي مشاعري مثل غيري من ملايين المصريين، فقد أسقط الحادث ما يزيد علي العشرين شهيداً، فضلاً عن عشرات الجرحي وذلك في ليلة عيد ميلاد المسيح، وبين الجرحي عدد من المسلمين، بالإضافة إلي الأخوة الأقباط وفيهم نساء وشيوخ وأطفال لا ذنب لهم ولا جريرة، ولا شك في وحشية مرتكبي المذبحة، واغترابهم عن الطبيعة الإنسانية، فما هو الهدف من تفجير عدد غير محدود من المصريين دون تمييز، في شارع يتقابل فيه جامع مع كنيسة؟! فهل المقصود الانتقام من الضحايا؟!، ولكن هذا الدافع ليس معقولاً، فالضحايا لا صلة بينهم وبين القتلة!! إذن هل تكون المصلحة التي أراد المجرمون تحقيقها هي ترويع وإرهاب المصريين، الذين قد يؤدون صلواتهم بالجامع والكنيسة المقابلة أم في أيهما؟!! وليست هذه المصلحة أيضاً معقولة لعدم نفعها للفاعلين، الذين إذا كانوا يريدون منع المصريين من الصلاة بالكنائس والمساجد، فإنه يتعين عليهم تفجير عشرات الآلاف من المساجد والكنائس، إذن هل قصد هؤلاء الجبناء أن يحدثوا إرهاباً شديداً لكل الشعب المصري، وتأكيد وجودهم وقدرتهم علي التدمير والقتل الوحشي وإذاعة ونشر أخبار المذبحة.

لابد أن يرد التساؤل، ما هي المصلحة من هذا الإرهاب والترويع ولأنه لم تعلن أي منظمة إرهابية، سواء القاعدة أو غيرها أنها المسئولة عن تلك المذبحة، فإن استهداف إثبات وجودهم وقدرتهم العدوانية الإرهابية في مصر، وبالخارج تكون غير متحققة؟!

> ولم تحدد أجهزة الأمن والنيابة العامة حتي تحرير هذا المقال من هم المحرضون والمنفذون لهذه المذبحة البشعة، سواء بسبب عدم كفاية المعلومات والأدلة المتبقية في مكان الحادث لتحديد الفاعلين، أو بسبب تفجير منفذ الجريمة لجسده، وتحوله إلي أشلاء في الموقع علي نحو لا يمكن بسهولة أجهزة البحث الجنائي، والطب الشرعي والمعمل الجنائي من تحديد حقيقة ما حدث، ومعرفة ما يدل علي الأقل علي المنفذين، ولقد تعددت في وسائل الإعلام المختلفة التخمينات والاقتراحات في هذا المجال، بين افتراضي في أنهم عناصر أجنبية من المنتمين للقاعدة من الأفغان أو الباكستانيين، مع تصور أنهم مقدرون من ثلاثة علي الأقل، وأن التفجير قد تم بعبوة محمولة تبلغ خمسة وعشرين كيلو من مادة الـtnt، وفي افتراض آخر بحسب نتائج الانفجار بالموقع، أنها لا تزيد علي 2 كيلو من مادة شديدة الانفجار يستخدمها الموساد الإسرائيلي، ولأن رئيس الموساد السابق قد صرح منذ أسابيع قليلة بأنه قد نجح في اختراق الجبهة الداخلية المصرية، ونشر الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط، والشيعة والسنة، حتي تصبح مصر كالرجل المريض لا تموت ولا

تنهض لمواجهة إسرائيل!! ورغم منطقية هذا الفرض، فإنه لا يوجد حتي الآن دليل مادي علي صحته، رغم تعاصر الحادث مع تصريحات رئيس الموساد السابق مع القبض علي طارق الجاسوس المصري وتقديمه للمحاكم!! وبزيارة لنتنياهو قابل فيها الرئيس مبارك وافتراض اعتذار الصهيوني عن عملية التجسس المذكورة.

ولقد سلمت الشرطة للنيابة والطب الشرعي نصف وجه عثر عليه بين الأشلاء، كما أعدت صورة للوجه الكامل وأذاعتها للحصول علي معلومات عن صاحبها ولم يشهد أحد بمعرفة صاحب الوجه، كما نشر أيضاً أن مصاباً ملتحياً ومحكوماً عليه في قضية سلفية سبق وقد ترك سيارة بجوار الكنيسة سوف يكون المتهم المنفذ للجريمة، إلا أنه في غيبوبة لا تسمح بسؤاله، وقد ذهب آخرون إلي أن أجهزة الأمن تعلم من الجاني وتعمل سريا للوصول إلي الخلية التي ينتمي إليها، وقد يكون ذلك صحيحاً، خاصة أن النائب العام قد نفي صدور أي تصريح منه عن التحقيق للسري، الذي يشرف عليه شخصياً!!

ولقد صرح الرئيس مبارك بأنه سوف تسحق رأس الأفعي، ويلاحق المجرمين مرتكبي المذبحة والمحرضين عليها وسوف يقدمون للعدالة!! ويتضح من كل ما سبق أنه يتعين انتظار ما تسفر عنه التحريات والتحقيقات مع مراعاة التزام الحذر، ودعم الحراسة علي الكنائس، والمساجد وغيرها من الأماكن المستهدفة من الجناة لنشر الفتنة الطائفية بين المواطنين الأقباط والمسلمين، كما يتعين أن تعالج بسرعة الأمور التي يشكو منها الإخوة الأقباط منذ أحداث الخانكة والزاوية الحمراء والكشح ونجع حمادي والعمرانية. إلخ، وذلك بإصدار قانون دور العبادة والأحوال الشخصية لغير المسلمين مع تنفيذ التوصيات التي انتهت إليها لجنة »الوطنية« بمجلس الشعب مع العمل علي توضيح وتثبيت مبدأ المواطنة تعليمياً وإعلامياً وتنفيذياً لإزالة كل أسباب الاحتقان الطائفي التي يراهن عليها الإرهابيون أعداء مصر والمصريين.

*رئيس مجلس الدولة الأسبق