رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة الى ثائرة منهزمة

ربما يتعجب قارئى ان كان لى قراء أو كانت مقالاتى تستحق القراءة من عنوان هذا المقال الى تلك الثائرة التى أذهلتنى بشجاعتها وأبهرتنى بثقافتها ولفتت انتباهى الى جمال للمرأة يفوق كل جمال وروح فيها تسمو على كل روح بشريه ، ومنبع هذا الانبهار لا لمشاعرى تجاهها فهذا أمر لحق بمشاعرى بعد الصعقة الأولى ، فابهارها لكل من حولها وأنا أولهم مكمنه هذه الروح الثائرة الرافضة لكل مظاهر الانسحاق والقهر التى مارستها قبيلتها على بناتها منذ عهد المماليك ، تلك القبيلة التى تفتخر بنسبها ولها الحق فى ذلك وتفتخر بجاهليتها وأفكارها الباليه وتقاليدها المتحجرة النابعة من زمن الكهوف والظلام رافضة قناديل نور الاسلام الذى حرر المرأة فأعطاها حق التعليم وحق الزواج ممن تختاره وحق الجهاد ، تلك التقاليد التى سحقت المرأة وسحقت معها أيضا الرجل بفكر منغلق وقلب متصخر ومشاعر متحجرة
الأمر الذى يجعلنى أتسائل
كيف تذعن تلك المسلة الشامخه لتلك الأباطيل ؟ وكيف تضحى بما أمنت به فى سبيل درء شائعة هنا أو قول نميمة هناك ؟ وكيف تنكث عهدا قطعته مع من أحبت وأمن معها بقضيتها فغامر بكل ما يملك فى سبيلها ؟ فهو تحرر من قيوده ايمانا بقضيته وقضيتها ؟ استمد منها قوة جهلتها فى نفسها فاكتشفها وأضاءت جوانحه وازالت غشاوة وران غطيا قلبه سنوات العمر الراحله فاستلهم منها قوته وانصهر معها فى قلب واحد استعذب الاثارة وذوق المرارة وتجرع معها كأس مذلة هنا ومرارة قول هناك
فكيف واذ فجأة ترضخ لهذا الظلم وتنكث هذا العهد ؟
كيف تتركه وسط الطريق عاريا بلا أحلام ، باكيا بلا أمال ، شاردا بلا مأوى ، سائلا عن سبب بلا اجابة
أنسيت أنها وعدته بأنها عائدة مهما كلفتها العودة ! أنسيت كل شئ أم نسيت بعض شئ أم لم يكن هناك يوما شئ ؟ أنسيت أن رضوخها واستسلامها وأد لقلبه
، ودفن لكل ما امنا به معا ، وكفر بكل فضيلة ومثل
وكيف تقبل أن تعيش حياة كالمسخ ، تضحك وقلبها يبك ، تمشى وأفكارها كسيحه ، تحلم وأحلامها أوهام وكوابيس ، كيف تستبدل الذى هو أدنى بالذى هو خير ؟ كيف ترضى بما هو بليد متبلد وكئيب بديلا لما هو ثائر متوهج حالم
-    أسألها هل ستسحقى أبناءك كما فعلوا معك ؟ هل ستضعين رقابهم تحت مقصلة تقاليد قبيلتكم كما فعلوا معك ؟ لا اظنك الا متبعة أفكارهم فزمن الرفض عنك ولى ، ومعنى الثورة أصبح عنك بعيد
-    ولأن الظلم فى قبيلتكم ينتقل من جيل الى جيل كالأوانى المستطرقه أبشرك بانسحاق ذريتك تحت قهر هؤلاء ، ومن هنا أدعوك أن تواجهى هذا الظلم لا لأجل ما عاهدتنى عليه ، بل من أجل اباء الذى حلمنا به وأشرقت التى أنجبناها فى حلمنا ، من أجل لحظة صدق تعاهدنا فيها بأننا معا كل شئ أو بأننا متفرقين لا شئ
واعلمى أن انهزامك هزمنى ولأول مرة نرى مهزوما يهزم ومقتولا يقتل فأصبحت الضحية والجانى ، فسحقتى هامتى وسفكتى دمى ، ولكن هذا لن يثنى عزيمتى وسأظل وفيا طالما نبض قلبى ,ولم يجف دمى ، سأظل دوما أحبك