رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صبرى عبدالمنعم : جحود الأبناء جذبنى لـ«فرصة تانية» و«القمر آخر الدنيا»

صبرى عبدالمنعم
صبرى عبدالمنعم

«الاختيار» عمل درامى فريد.. والجمهور المصرى يحب الأعمال العسكرية

راضٍ عما قدمته.. وما زلت أنتظر تقديم أدوار أفضل

رحل عصر الشياكة والإتيكيت وأصبحنا فى عصر السوشيال ميديا.. ورحم الله من تتلمذنا على يديهم

ننتظر أعمالاً بقوة «رأفت الهجان».. وابنتى موهوبة ولا تحتاج إلى وسطتى فى الفن

 

النجم الفنان صبرى عبدالمنعم، صاحب بصمة فنية مختلفة، فهو لم يبحث عن النجومية بمعايير السوق فى شباك التذاكر أو تصدر أفيشات الأفلام، لكنه أصبح علامة مسجلة فى الأدوار الصعبة، بمجرد أن تجده فى عمل فنى تشعر فيه بالحميمية فهو الأخ والصديق والأب الذى تشعر أنه من منزلك أو تربطك به علاقة دم، فى «رأفت الهجان» استطاع أن يبكينا بمشاهد بسيطة توضح علاقة رأفت بشريفة، وفى «الشهد والدموع» و«أبوالعلا البشرى» استطاع بمشاهد بسيطة أن ينقلك إلى عالم مختلف، لا يتخيل البعض أن أعماله تخطت الـ300 عمل فنى، سينمائياً وتليفزيونياً ومسرحياً، فهو بحق أعطى همه وأفنى عمره من أجل الفن.. فى رمضان 2020 طل علينا النجم الكبير من خلال عدة أعمال هى «الاختيار» فى دور أبوالشهيد على، و«فرصة تانية» الذى يعانى فيه جحود الأبناء ويلقيه ابنه فى مصحة ويرفض علاجه، و«ليالينا 80» الذى يقدم فيه نوستالجيا لعهد الثمانينات، وآخرها «القمر آخر الدنيا» والذى يقدم فيه مفاجأة بدور أب جانٍ على ابنته.

حاورناه لنعرف أدق تفاصيله.. ونتعرف من خلال معاصرته لأجيال مختلفة من الفن على الفروق بين هذه الأجيال.

< فى="" البداية="" سألته..="" تشارك="" فى="" مسلسل="" «فرصة="" تانية»="" بدور="" أب="" يعانى="" جحود="" الأبناء..="" هل="" هذا="" ما="" يعبر="" عن="" الجيل="" الحالى="" من="" وجهة="">

- الدراما من أرض الواقع، لو لم يحدث ذلك فى الحقيقة لما ذكرته الدراما، المسلسل يرصد واقعا مؤلما وهو أن ما فعله الأب فى شبابه يجنيه فى شيخوخته، التربية عليها عامل كبير فى حياة الفرد، فإذا لم يتعلم الإنسان أنه سيلقى فى شيخوخته ما فعله فى شبابه فسيخسر كثيراً، ولكن مشاهدى فى العمل تناقش قضية خطيرة وهى أن الابن الذى يجسد دوره «دياب»، يعاقب والده على أنه حرمه من الحياة فى شبابه فيعامله أسوأ معاملة، ويرفض علاجه بكل جحود، وهنا القضية، الجيل الجديد من الآباء لابد يعرف أن التربية أساس كل شىء وأهم من التعليم خاصة فى عصر السوشيال ميديا.

< وماذا="" جذبك="" لمسلسل="" «القمر="" آخر="">

- الدراما الاجتماعية التى يقدمها العمل جذبتنى فأنا أجسد دور سفير سابق هربت ابنته لتتزوج، وغصباً عنه يتسبب لها فى مشكلة كبيرة خلال عقابه لها، وهذا العمل أعتقد أنه سيلقى إعجاب الجمهور فى العرض الثانى فهو يغوص فى دراما المجتمع، ويرصد واقع أسر مصرية كثيرة من خلال عدة أسر فى المسلسل كل منها لها حكاية وأعجبنى فى العمل أنه يهتم بالدراما الاجتماعية دون أكشن أو تكليف.

< وفى="" مسلسل="" «ليالينا="">

- هذا العمل أعتبره حالة خاصة، أحداثه تدور فى زمن ماضٍ، ولكن كل حواره يطبق حالياً، أجسد فى العمل شخصية والد حسنى شتا الذى يرفض جماعة الإخوان، ويتحدث عنهم بجرأة شديدة وقت ظهورهم فى بداية الثمانينيات، والعمل نوستالجيا لأيام زمان يعيد الأذهان لعصر عاصره كبار السن وإذا شاهده الشباب سيعرفون الكثير عن هذه الحقبة.

< والد="" الشهيد="" على="" الذى="" أبكى="" العيون="" بمشهد="" واحد="" فى="" الاختيار..="" كيف="" ترى="" المشاركة="" فى="" هذا="">

- أنا فخور أن يُكتب فى تاريخى أننى شاركت فى مسلسل بحجم هذا العمل ولو بمشهد واحد، جسدت دور آلاف الآباء الذين قدموا ابنهم لحماية الوطن، والد الشهيد على «آسر ياسين» يمثل كل أب مصرى، ويمثل كل أسرة تعرف قيمة البلد، ولذلك فهو لم يبكِ لكنه أهدى ابنه إلى الله والوطن.

< هل="" ذكرك="" العمل="" بمسلسل="" «رأفت="" الهجان»="" الذى="" يعد="" علامة="" فارقة="" فى="" مشوارك="">

- كل عمل مختلف عن الآخر، مسلسل «الاختيار» سيكتب فى تاريخ الدراما أيضاً أنه قدم عملاً فنياً يؤرخ لفترة مهمة جداً فى تاريخ مصر، وسيكون هذا العمل توثيقا حقيقياً بعد 20 عاماً لهذه الفترة الظالمة فى تاريخ مصر.

أما عن مسلسل «رأفت الهجان» أعتقد أنه علامة فارقة فى الدراما المصرية والعربية بشكل عام، الجمهور أحب المسلسل وارتبط به، ونحن أيضاً وقت تصوير المسلسل كنا نعرف أنه سيكون على قدر من هذه الأهمية، لما فعله المخرج يحيى العلمى فى الاستوديو، وأيضاً أبطال العمل، خاصة الراحل الفنان محمود عبدالعزيز تعرفت عليه فى مسلسل «الإنسان والمجهول» قبل «رأفت الهجان»، ورغم صداقتى له كنا ناقر ونقير، فى البلاتوه بسبب الشخصية، وأتذكر أن المخرج يحيى العلمى غيّر لى الدور أكثر من مرة، واستقر فى النهاية على دور زوج شريفة «عفاف شعيب» وقال لى الدور ده هيعلم عند الناس، ودائماً كان يضع الفنانين فى قوالب جيدة ويضعنا فى أدوار مميزة، أعتقد أن سبب النجاح الشديد لهذا العمل هو المصداقية، جميعاً صدقنا الدور وصدقنا القضية وشعرنا بمشاعر النصر فى قلوبنا فظهرنا طبيعيين فى الأحداث، والجمهور المصرى بطبيعته يحب هذه النوعية من الأعمال الوطنية، وأعتقد أن هذا الزمن يحتاج إلى أعمال تحث على الوطنية وتعبر عن المجهود الذى يبذله أبناؤنا فى القوات المسلحة والمخابرات والشرطة.

< بعد="" كل="" هذا="" العمر="" هل="" أنت="" راضٍ="" عن="">

- الجمهور هو نجوميتى، أشعر وأنا أمشى فى الشارع أن الناس أهلى، لا يهمنى أن يوضع اسمى على الأفيش أو أتصدر اسم فيلم، لكن يشغلنى أن أقدم دورا يبهر الجمهور، وأن يشعروا أنه منهم ولهم، الحمد لله أنعم علىّ بالعديد من الأدوار المهمة التى علّمت كلها مع الجمهور، عندما أنزل المناطق الشعبية أجلس مع الناس على المقاهى وأتحدث معهم عن الدور فأجدهم متذكرين الأدوار و«مذاكرينها» وهذا دائماً ما كنت أبحث عنه أن أقدم دوراً من الناس من داخلهم، والحمد لله أنا راضٍ تمام الرضا، المشهد بالنسبة لى بطولة مطلقة.

< كرمت="" مؤخراً="" بمهرجان="" المركز="" الكاثوليكى="" للسينما..="" كيف="" ترى="" التكريم="" فى="" حياة="">

- التكريم لو كان مرتبطاً باستفتاء جمهور، فهو أفضل تكريم، لكن التكريم لو أعطى للفنان وهو على قيد الحياة، فهنا قيمة التكريم الحقيقية، التكريم هو تجسيد لمجهود السنين وسهر الليالى فى الاستوديوهات، والتصوير لأيام طويلة فى الحر الصعب والبرد القارص أيضاً، هو النتيجة التى يخرج بها الفنان من امتحان العمل، فعندما يجد الفنان كل هذا التكريم فى حياته يشعر به ويقدره ويزيده ابتهاجاً وعملاً وقدرة على بذل مجهود أكبر واختيار أعمال أفضل، وتكريم المركز الكاثوليكى عن مجمل أعمالى فخر كبير لى فهو مؤسسة محترمة تحمل شعار القيم والأخلاقيات الطيبة والتكريم

منها اعتزاز بالنسبة لى بالفن الذى قدمته.

< عاصرت="" العديد="" من="" الأجيال="" الفنية="" منذ="" تخرجك="" فى="" المعهد="" فى="" 1971="" وحتى="" الآن..="" كيف="" تغير="" الفن="" من="" وجهة="">

- منذ تخرجت فى معهد السينما فى 1971، زاملت أساتذة كباراً، وتتلمذت على أيادى نجوم كبيرة، زاملت يونس شلبى وسميرة محسن وهناء الشوربجى وأحمد عبدالعزيز فى الجامعة، فهو كان فى كلية تجارة وأنا فى كلية الحقوق قبل التحاقى بالمعهد، وكنا نخرج فى حقوق، وأخذنا الجائزة الأولى فى عملنا «العادلون» وقدمنا معاً مسرحية شكسبير، وتتلمذت على يد عبدالعزيز مكيوى، وارتبط مشوارى الفنى بصديق العمر عمار الشريعى، وأطلقوا علىّ صبرى الكفيف لأن كل أصدقائه كانوا مكفوفين.

ما وجدته أن كل جيل يظهر يأخذ من الجيل السابق، نحن مشتركون فى تكوين الوجدان المصرى، ونبنى خلف بعض، إذا لم نحترم من علمونا ضاعت هيبتنا، ففى كل عمل قدمته الله يرحم اللى علمونا، الذين تعلمت منهم كيف أشغل نفسى بالمشهد الذى أقدمه.

< 300="" عمل="" فنى="" قدمته="" حتى="" الآن="" وعملت="" مع="" مخرجين="" ومؤلفين="" كثيرين..="" فحدثنا="" عن="" فارق="">

- بالفعل أنا أعمل منذ أكثر من 40 عاماً، عاصرت مخرجين ونجوماً كثيرين، لكنى أعترف أن الجيل الجديد من المخرجين شاطر، يحاول أن يتعلم من الغرب وأن ينقل تكنولوجيا الأعمال الأجنبية إلى مصر، المعدات الجديدة أتاحت فرصة إبداع، بالمقارنة بزمان عشان نصور حادثة كنا بنغلب فى المعدات، خاصة عند احتياجنا لعمل مشهد به قنابل وكذلك مطاردة السيارات، زمان كنا بنغلب فى حوادث العربيات، لكن دلوقت بنحتاج طيارة شايلة كاميرا وبتصور الأحداث بريموت كنترول، ووسائل التعبير دلوقتى اتغيرت والشاطر يعرف يلاحق التقدم، وهذا ما يسعدنى فى الأجيال الجديدة أنهم يلحقون بالتكنولوجيا، ويطورون من أنفسهم وبالطبع كل جيل له قاعدة وفيه شواذ.

< كيف="" ترى="" مستوى="" الدراما="" التليفزيونية="">

- الجمهور المصرى مرتبط كثيراً بالأعمال التليفزيونية، ولابد أن نعترف أن الدراما تأثرت كثيراً بغياب قطاع الإنتاج وصوت القاهرة، وأتمنى من المجلس الأعلى للإعلام أن ينظر إلى الأمور نظرة مسبقة، ليعيد عمل مدينة الإنتاج وصوت القاهرة وقطاع الإنتاج من جديد، فهو تاريخ للدراما التليفزيونية فى مصر.

< دراما="" «أبوالعلا="" البشرى»="" و«ليالى="" الحلمية»="" و«هوانم="" جاردن="" سيتى»..="" رصدت="" تاريخ="" الشارع="" المصرى..="" لماذا="" افتقدنا="" أعمالا="" بهذا="" المستوى="" من="" الشياكة="" فى="" طرح="" الواقع="">

- الدراما تحاكى الواقع، هذا المفهوم لابد من الإيمان به وتصديقه، الدراما مرآة تعكس ما يحدث، لكن لفهم هذه الأعمال كيف خرجت للجمهور، لابد أن أصف أن الفنانين والمخرجين يعيشون فى الكواليس كأنهم يعيشون فى المسلسل، الفنانون فى هذه المسلسلات لا يمثلون فهم يعيشون الأحداث وينامون فى الاستوديو بنفس ملابسهم و«يلبسون الشخصية» لذلك خرج هذا الأداء، ولابد أن أؤكد أن هناك مخرجين «شاطرين» لكن هناك مخرجين لا يتكررون على الإطلاق على سبيل المثال.

المخرج إسماعيل عبدالحافظ فى أجزاء «ليالى الحلمية» كان يرتدى الجلابية، نفطر يومياً ونتغدى ونتعشى معاً رغم بساطته، إلا أنه شديد أثناء التصوير، كل فرد فى المسلسل يعرف دوره وحافظ، وكان يختار كل مسلسل بالدور الذى يليق به، ومنذ عملى بالجزء الأول، قلت له اخترنى فى كل أجزاء العمل.

المخرج يحيى العلمى نموذج متجسد للالتزام، مواعيده يتظبط عليها الاستوديو، قدمت معه العديد من الأعمال كان أهمها رأفت الهجان، أتذكر أنه يأتى إلى الاستوديو الساعة 2 يشرب الشاى والنسكافيه ويفتح الشباك يشرب سجاير ويدخل الاستوديو ترمى الإبرة ترن، الأوردر كان من 3 لـ4 وأحياناً 5 ساعات، يخلص بمنتهى الكفاءة.

< لكل="" فنان="" عمل="" محبب="" له..="" فحدثنا="">

- كل عمل فنى فيه جزء من روحى، لكن أعتقد أن هناك 3 مسلسلات فى حياتى لو لم أقدمها لخسرت كثيراً؛ أولها «الشهد والدموع»، هذا العمل جسدته بحب وانفعال شديد، كان سبب مشاركتى فيه الراحل أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبدالحافظ، اختارا لى دورا صعبا جداً، أن أضرب الفنان إبراهيم الشامى وهو فى دور الأب داخل المسجد، ورفضت لمدة أسبوع، وفى الآخر وافقت، ووقت التصوير قال لى الشامى «اضرب ومالكش دعوة» وبكيت خلال التصوير، وبعد المشهد «بوست إيده ورجله» ودور الشر الذى قدمته فى هذا العمل مع صديق العمر الفنان يوسف شعبان.

وفى مسلسل «أبوالعلا البشرى» كانت نفس الكواليس اختارنى أسامة أنور عكاشة، وكانت صعوبته أنه أمام أستاذى محمود مرسى، لكن بحكم الصداقة التى ربطتنا ساعدنى فى تقديم الدور.