رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آه.. يا وجع الحضّانات

«مريم» فقدت وليدها بعد ساعة من ولادته لعدم وجود حضانة

و«بوسى» مات ابنها على يدها لفشلها فى دفع فيزيتا الحضانة

أطباء: بيزنس الولادة القيصرية وراء الأزمة

البرلمان يدرس إجبار أطباء على كتابة تقرير عن الأسباب التى دفعته إلى إجراء ولادة قيصرية

 

ملاك برىء يطرق أبواب الحياة وسط فرحة تملأ عيون والديه.. وفجأة تتحول السعادة إلى أحزان، والآمال إلى كوابيس بسبب حاجة المولود إلى حضانة، تساعده على البقاء على قيد الحياة وعندها تبدأ الأسر حرب إنقاذ وليدهم الصغير.

فالبحث عن حضانة أشبه بحرب محفوفة دائمًا بالمخاطر والخسائر، والسبب «نقص الحضانات» وتوفرها فى المستشفيات الحكومية وارتفاع تكلفتها فى المستشفيات والمراكز الخاصة، حيث وصل متوسط سعرها الى 450 جنيها فى اليوم الواحد، وهكذا تحولت الحضانات من أداة لإنقاذ العديد من أرواح حديثى الولادة إلى بيزنس وتجارة يحترفها سماسرة لجنى الكثير والكثير من الأموال.

وأزمة حضانات حديثى الولادة، ترجع إما للعجز الضخم فى فريق التمريض المدرب، أو عدم توافر سرير الحضانة من الأساس، الذى يحتاجه الطفل، ما خلق سوقًا موازيًا من الحضانات فى القطاع الخاص ولكن بأسعار أضعاف مضاعفة.

وتحكى نعمة فرج 34 عاما مأساتها مع وفاة ابنتها التى كانت تعانى من ضيق فى التنفس وبدأت حالة الطفلة الصحية تتراجع يومًا عن الآخر.. وتقول «طلب منى الطبيب توفير حضانة لوضع ابنتى داخلها لانقاذ حياتها وبحثت فى مستشفى بولاق الدكرور ولم أجد إلا موظف الأمن وصف مكانا مجهزا بالحضانات بمنطقة شبرامنت وأخبرنى ان الأسعار مناسبة واتجهت إليهم ووضعت ابنتى داخل الحضانة 14 يوم وتخطى تكاليف الليلة الواحدة 1500 جنيه وعند اليوم الثانى منعونى من رؤية طفلتى بزعم انها ارشادات طبية منعًا لنقل فيروسات الهواء ومع تدخل عائلتى اكتشفنا انها توفيت بعد وضعها على أجهزة التنفس بثلاثة أيام بسبب انفجار فى الرئة أثناء وضعها على جهاز التنفس الصناعى نتيجة لإعطائها نسبة هواء وتنفس أعلى من قدرتها وأخفى الأطباء خبر الوفاة 11 يوم عنا، ليجلبوا الأموال!

وتجربة أخرى عاشتها بوسى مصطفى 42 عامًا، وتقول بعد ظهور أعراض الحمل قمت بالتوجه إلى طبيبة بالمنقطة للمتابعة فى عيادة خاصة وحرصت على اتباع الإرشادات الطبية حتى اكتمل الحمل وعند الوضع قالت لى الطبيبة لابد من الولادة القيصرية، ومن المحتمل خنق الجنين أثناء الوضع وبعد الولادة خضت رحلة كعب داير من حى الجامعة إلى قصر العينى، حتى وصلت إلى مستشفى الجلاء للولادة بحثًا عن حضانة لابنى الأول الذى انجبته بعد زواج 8 سنوات وفشلت فى الحصول عليه فى المستشفيات الحكومية، ودفعنى خوفى على ابنى إلى أن أصرخ «عايزة حضانة لابني» وعندها قال موظف الأمن اصعدى للدور الرابع قسم الحضانات الاقتصادية توجهت على الفور مسرعة للحصول على حضانة لابنى استقبلتنى عاملة نظافة وقالت طلباتك ايه قلت لها ابحث عن حضانة لابنى وانا بصرخ بتجمع الأطباء من بكائى وصراخى وقال أحد الأطباء المسئول دخول الطفل يجب ان يكون معاه تقرير طبى بالحالة قبل اجراء أى فحوصات طبية داخل المستشفى ودفع 450 جنيها سعر الليلة الواحدة بالحضانة بالإضافة إلى 2000 جنيه رسوم التأمين فقدمت التقرير الطبى الخاص بحالة الطفل بالاضافة إلى 450 جنيها ثمن الليلة الأولى فى الحضانة، وأكدت لهم عدم قدرتى على تسديد مصروفات التأمين فرفض الطبيب ادخال الطفل إلى حضانة وقال مبلغ التأمين قبل تكاليف سعر الليلة الأولى من دخول الطفل وظللت أبكى وأترجى الطبيب دخول الطفل بسبب عدم قدرتى وأخيرًا توفى الطفل على يدى بعد أن عجزت عن توفير مبلغ التأمين.

تجربة أخرى عاشتها مريم محمود 35 عامًا، من العباسية بالقاهرة.. وتقول تزوجت منذ 12 عامًا ولدى ثلاثة أطفال وحملت فى الطفل الرابع وبالمتابعة فى الشهر الأخير مع طبيب النساء والتوليد فى العيادة الخاصة، أكد أن أسهل أنواع الولادة وأسرعها القيصرية وعند رفضى قال الطبيب لابد ان تكون الولادة قيصرية بعد انجابك ثلاثة أطفال بشكل طبيعى ودون تدخل الجراحة وبالسؤال للطبيب كم تبلغ تكاليف الولادة القيصرية بمركز النساء والتوليد الخاص بك بمنقطة العباسية قال 15 ألف جنيه بالمستلزمات الطبية وأجرة طبيب التخدير وحجز غرفة بعد الولادة إذا تطلب الأمر حجزك، فاتجهت إلى قسم الاستقبال بمستشفى الجلاء للولادة وبسؤالى عن تكاليف الولادة داخل المستشفى، قال لى موظف فى قسم الاستقبال إن تكاليف الولادة القيصرية والطبيعية تبلغ 550 جنيها بالاضافة لإحضارك متبرعا بالدم حتى تستطيعى الحصول على خصم 100 جنيه من سعر الولادة، وبالفعل دفع زوجى حجز 450 جنيها وقام بالتبرع بالدم بسبب عدم القدرة على تسديد تكاليف الولادة، وبعد انجابى أكد الطبيب أن المولود مصاب بالصفرة وأقل من وزنه الطبيعى ويجب دخوله الحضانة وعند طلب زوجى وضع المولود فى الحضانات المخصصة بالمستشفى أبلغنا الطبيب عدم وجود حضانات فارغة وبعد ساعة من الولادة توفى الطفل وجاء طبيب آخر أكد لزوجى أن الولادة كانت قبل ميعادها بـ15 يوما من اجراء العملية وهذا الذى عرض حياة الطفل للموت.

أوضح الدكتور محمد مراد مدير مستشفى الجلاء للولادة السابق، ان الحضانة ضرورية للأطفال المبتسرين الذين يولدون قبل الميعاد، وتتراوح أعمارهم عادة بين 37 أسبوعًا فأقل، والطفل الذى

يكون وزنه أقل من 2.5 كيلو جرام وغالبا ما يكون لضعف رئتيه، الطفل إذا كان يعانى من صعوبة فى التنفس نتيجة لعدم تمدد الحويصلات الهوائية، والطفل الذى يعانى من ارتفاع فى نسبة الصفراء أو يحتاج لعلاج ضوئى ولعمل تحاليل لمعرفة سبب هذا الارتفاع، قائلًا: وأضاف جميع المستشفيات يوجد بها حضانات للأطفال وأعداد الأطباء الواجب تواجدهم لرعاية الأطفال بالحضانات أكثر من اعداد الحضانات على مستوى الجمهورية ولكن إذا اشترت وزارة الصحة حضانات فلن نجد الأطباء والتمريض القادرين على التعامل مع الحالات الخطرة.

وأكد مراد، أن وزارة الصحة والسكان تعمل على توفير التدريب لإعداد محددة من الأطباء والتمريض ولكن الاحتياج للحضانات فى تزايد مستمر، فضلا عن أن الأطباء فى مصر يتهربون من التخصص الخطير وأجد هذه التخصصات هى الحضانات.

وأكد الدكتور هشام شيحة رئيس قطاع الطب العلاجى الأسبق بوزارة الصحة، وجود عجز فى اعداد الحضانات المطلوب توفرها فى مستشفيات الجمهورية بنسبة تصل لـ 40 إلى 50% ويخوض المواطن عذابا -كعب داير- للبحث عن حضانة فى جميع المحافظات وبعد معانة تستمر لايام يلجأ أهالى الطفل إلى الحضانات بالمستشفيات الخاصة والتى يتراوح سعرها بين ألف جنيه و 2000 جنيه.

وأضاف «شيحة»، أن نسبة وفاة الاطفال داخل أقسام الحضانات تتخطى الـ 65% وعند وفاة الطفل الاهالى لا يبحثون الا عن الكوادر الطبية للتعدى عليهم بالضرب بالاضافة لرفع قضايا اهمال طبى فى المحاكم ضد الطبيب المعالج وتابع معظم القوانين التى تنظم تعامل المواطنين مع المؤسسات الصحية قديمة والتأمين الصحى اذا تم تطبيقه بشكل صحيح سيعيد ثقة الأطباء فى عملهم والإقبال على العمل بالأقسام الطارئة وتنتهى أزمة نقص الاطباء.

وقال سامى المشد عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إن اللجنة انتهت من اعداد مشروع قانون المسئولية الطبية وهو الآن فى طريقه للجنة العامة حتى يتم إقراره.

وأضاف، الأطباء لا يقبلون على أقسام الحضانات والطوارئ والعناية المركزة خشية المساءلة القانونية فى حالة حدوث أى خطأ يجب أن يكون هناك فارق بين الاهمال الطبى والخطأ الطبي، وتابع نقص اعداد الحضانات أزمة سببها الولادات العشوائية بدون فحوصات طبية واللجوء إلى القيصرية ولكن الأطباء متوفرون.

وأكد عضو مجلس النواب، أن اعداد الولادات القيصرية تحدث بنسبة 80 إلى 85% ويجب أن تكون ولادة طبيعية والسبب الأطباء الذين يتربحون أكثر من الولادة القيصرية، مطالبًا وزارة الصحة والسكان بتعديل تشريعى يلزم جميع أطباء النساء والتوليد قبل اجراء العمليات القيصرية بتحرير تقرير طبى بتوضيح الأسباب التى تجبر الطبيب على الولادة القيصرية، مؤكدًا أن هذا الاقتراح محل دراسة الان بمجلس النواب.

 

انفوجراف

14 مليارا و525 مليون جنيه سنويًا فاتورة بيزنيس الولادات القيصرية طبقًا للمسح الصحى السكانى الأخير لعام 2019

1000 إلى 3000 جنيه تسعيرة الولادة الطبيعية بين اطباء النساء والتوليد طبقًا للمسح الصحى السكانى الأخير لعام 2019

8 آلاف إلى 14 ألف جنيه تسعيرة الولادة القيصرية طبقًا للمسح الصحى السكانى الأخير لعام 2019

مليون و225 ألف ولادة طبيعية طبقًا للمسح الصحى السكانى لعام 2019

مليون و375 ألف ولادة قيصرية طبقًا للمسح الصحى السكانى العام الماضى

65% مقابل 35% نسبة الولادات القيصرية بالقطاع الخاص عن القطاع الحكومي

40% من الحضانات مملوكة للجمعيات الخيرية طبقًا لتصريحات الدكتور على مرشد عضو لجنة الصحة بالبرلمان لعام 2018

6000 حضانة منها 300 حضانة تابعة لوزارة الصحة والسكان على مستوى الجمهورية والباقى لمستشفيات خاصة طبقًا لتصريحات الدكتور على مرشد عضو لجنة الصحة بالبرلمان لعام 2018