رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. هانى سرى الدين يكتب : الثقافة ضرورة من ضرورات التنمية

د. هانى سرى الدين
د. هانى سرى الدين

الثقافة ركيزة من ركائز التقدم، ولا تنمية حقيقية دون وعى ومعرفة واطلاع على تجارب الآخرين من علوم وفنون وأفكار جديدة.
لذا، فإننى أتصور أن القراءة تبقى دائما ضرورة حياتية للإنسان، لا يمكنه التفريط فيها خلال مختلف مراحل الحياة. وحسبنا أن نعى أن أولى آيات الذكر الحكيم نزولا تحضنا على القراءة، فلا إيمان حقيقيا دون قراءة رشيدة للعالم من حولنا.
نحن نقرأ لنعرف، ونقرأ لنفهم، ونقرأ لتتخلق لدينا القدرة على التفكير السليم، ونرى الأمور بشكل أوضح، ونعرف مواطن الخلل، ونقترب من الصواب، وينمو لدينا الوعى بكل ما يدور حولنا.
ولا حصر للقراءة فى مجال، ولا قصر لها فى مستوى عمرى بعينه. صحيح أن فترة الصبا والشباب تزخر بشغف أكبر للقراءة، لكن من قال إن القراءة تقف عند حد سن بعينها، فمع الوقت يتخير الإنسان ما يستحق أن يقضى فيه وقتا ليقرأه.
لذا، فقد قضيت نصف عمرى فى القراءة، والتعلم، والبحث، والتفكير ومازلت أرى أن الثقافة هى المنقذ الأول للمجتمعات النامية مما تعانيه من انتكاسات وتواجهه من مشكلات. فالتطرف مثلا يكاد يتلاشى فى المجتمعات الأكثر ثقافة ومعرفة، ولاشك أن الإنسان المثقف أقدر على الإفلات من الوقوع فريسة لجماعة إرهابية ما أو تنظيم متطرف، كذلك فإن الثقافة تُنمى فى النفس روحا وثّابة للصعود والتفوق والتحقق، وتُسبغ على صاحبها مزيجا من التحضر والتفكير العقلانى فى التعامل مع مختلف الأمور.
وأنا أنصح أبنائى وتلامذتى وأجيالا ناشئة يجمعنى العمل الخاص والعام بهم بالقراءة كمحفز شديد الفاعلية للهروب من النمطية فى التفكير، وأتصور أن التقدم التكنولوجى والعالم المتسارع والأفكار المتلاطمة والمتغيرة كل يوم يدفعنا دفعا إلى المزيد من البحث والسعى للمعرفة واستقراء ما يجرى فى كل مكان.
لقد كنت ومازلت أمر على المكتبات كل فترة لأستعيد سرورى برؤية الكتب معروضة للناس، تستحثهم وتدعوهم وتجدد فى نفوسهم رغبات القراءة والمعرفة. بالطبع أحب بحكم عملى ودراستي، القراءة فى علوم القانون، بأكثر من لغة، وكم هى متسعة ومتنوعة ومتجددة، وأتابع باهتمام كل طرح فكرى جديد فيها، لكننى محب أيضا للتاريخ الإنساني، السياسى منه والاجتماعى والاقتصادى وأهتم بتطور الأمم وتجارب العالم فى الاقتصاد والتكنولوجيا والتنمية، كذلك فإن السير الذاتية تستهوينى بشدة، فأتعرف معها على تجارب البشر فى الشرق والغرب، وأعيش مع أبطالها لحظات الانكسار والانتصار فى حياتهم.
أتابع باهتمام كثيرا من الكتاب والمفكرين فى مصر والعالم، وأحسدهم كيف تمكنوا من تنظيم أوقاتهم ليقدموا لنا كل هذه المعارف الساحرة، وأتشرف بصداقة أصحاب أقلام متميزين وأستمتع بالمناقشات معهم.
وأتصور أن مصر لديها كوكبة عظيمة من المثقفين النابهين الذين لم يوظفوا بفاعلية فى معارك مواجهة التطرف، ومسيرة التقدم.
وكلى أمل أن تتسع مبادرات دعم الثقافة فى مصرنا، وتتعاظم ونشهد استعادة حقيقية لزمن الثقافة الجميل الذى قدم لنا قامات عظيمة مازلنا ننهل من عطائها، فمصرنا مازال فى جعبتها الكثير والكثير من خلال قواها الناعمة الجبارة.
وسلام على الأمة المصرية.