عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إجازة مفتوحة لعمال "إدفينا" لحين توافر السولار

نقص السولار يعطل
نقص السولار يعطل الإنتاج بمصنع إدفينا

سقط سهوا من مجزرة مأزقاً الخصخصة ونجا من التصفية الجسدية والروحية التي طالت القطاع العام ولكنه يواجه مأزقاً يهدد وجوده ويكاد يصيبه بالشلل، إنه مصنع إدفينا للأغذية المحفوظة بدمياط والذي تأسس عام 1960 لتغطية السوق المحلي من الأسماك المعلبة.

وفي نفس التوقيت تم بناء مصنعين آخرين يحملان نفس الاسم الأول في الاسكندرية والثاني في بورسعيد، وكان الهدف من بناء المصانع الثلاثة هو الاستفادة من الاسماك التي يتم صيدها من البحر الأبيض وتعبئتها وبيعها وبمنحة يابانية تم تزويد  مصنع دمياط بجميع الآلات وذلك لخبرة اليابان في مجال تعليب وتصنيع الأسماك، ومنذ 10 سنوات تم بيع مصنع بورسعيد وبقى مصنعا الاسكندرية ودمياط وتوقف مصنع الاسكندرية وصار مصنع دمياط حالياً المصنع الوحيد في مصر الذي يقوم بتعليب الأسماك وانتقلت ملكيته اخيراً الى الشركة القابضة للأغذية التابعة لوزارة التموين.

هذا المصنع المقام على مساحة 11 ألف متر بعزبة البرج على شاطئ البحر المتوسط توقف نشاطه تماما بسبب نقص المازوت اللازم للتشغيل وتم منح العمال اجازة عدة أيام لحين توافر الوقود! وأكد المهندس محسن أبو عمر مدير عام المصنع أن نقص الوقود والمواد الخام اللازمة في صناعة الأسماك والخضراوات أزمة كبيرة تهدد بقاء المصنع، وقال: يتم استيراد الاسماك المجمدة من موريتانيا والمغرب وغيرهما بعد أن كان يعتمد على الأسماك المحلية، وأضاف: يقدر حجم انتاج مصنع إدفينا شهرياً 200 طن وتم تعديل خطوط الانتاج من اجل تشغيله في تعليب الاسماك اضافة الى انتاج المسحوق السمكي في انتاج وتعبئة الفول المدمس مع انتاج وتجميد وحفظ الخضراوات مثل البامية والفراولة والجزر، كما تعاقد المصنع مع بنك الطعام المصري لتصنيع خضار باللحم لصالحه ويوجد بالمصنع خمس ثلاجات لحفظ منتجات الشركة أو تأجير بعضها للغير فضلاً عن صالة للانتاج، بالإضافة الى مبان للخدمات والصيانة والمعمل، ويؤكد أبو عمر أن عدد العاملين بالمصنع تراجع من 1000 عامل وعاملة الى 112 عاملاً وعاملة في الوقت الحالي بسبب تسويات المعاش المبكر.

وأكد المهندس حسين الزاهد، مدير ادارة الكهرباء أن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائى يسبب خسائر كبيرة للمصنع، وقال: جميع الآلات تعمل بالكهرباء وبالتالي غياب الكهرباء أو انقطاعها المتكرر يؤثر سلبياً على الانتاج وتؤدي لتلف العديد من العبوات، كما أنها تؤثر ايضاً على الثلاجات تأثيراً كبيراً، وبالرغم من وجود المولد إلا أن النقص الحاد في السولار يحول دون تشغيل المصنع بشكل كامل، مطالباً وزارة الكهرباء بالتعاقد مع المصنع لتزويده بالوقود المدعم اللازم لتشغيل الآلات، مؤكداً أن الطاقة الطبيعية للكهرباء تكفي، ولكن المعدات لم تعد قادرة على العمل لأن عمرها 60 عاماً، ولا يتم عمل الصيانة اللازمة لها ولا يوجد أي لجان من وزارة الصناعة لمتابعة هذه الآلات وتجديدها، مشيراً الى وجود «تابلوهات» مستوردة من هولندا ومصممة لكي تعمل في درجة حرارة الدولة المصنعة لها، ولكن تم تعديلها لتتناسب مع درجة الحرارة الموجودة هنا.

وطالب اسامة ناصف، مدير ادارة التشغيل بالمصنع، برحيل كبار المستشارين الذي تخطوا الستين في الشركة القابضة، وترك فرصة للشباب للعمل والتطوير الذي يتوافق مع روح العصر، مشيراً الى أن المصنع في الوقت الراهن يقوم بدور وطني كعهده دائما في التصنيع لصالح الغير بالعمل مع بنك مصر للطعام، وهذا العمل أعطى دفعة للمصنع للاستمرارية، وأكد مهندس أيمن أبو العينين، إخصائى جودة أول، أن المصنع كان يستورد أسماكاً من الخارج، من أمريكا والمغرب ومن الاسطول الروسي بالعملة الصعبة، وقال: نستورد أسماكاً معينة فقط تصلح للتعليب، مثل «السردين - الماكريل - التونة» واقترحت على مسئولي الشركة أن يقوم المصنع بتجهيز «تنظيف اسماك» محلية، وتعبئتها وتجميدها بثلاجات موجودة داخل المصنع حالياً وتعمل لمدة 24 ساعة حتي في فترة التوقف خاصة أن المصنع قادر على أن يستغني

عن استيراد اسماك من الخارج ونعمل في تجهيز الأسماك التي يصطادها اسطول دمياط للصيد الذي يمثل 65٪ من اسطول الصيد في مصر، ويباع هذا الانتاج مجمداً الى فنادق وقرى مصر السياحية بأثمان أرخص من التي يباع بها الأسعار، خاصة أن انتاجنا سيكون مطابقاً لمواصفات الجودة الغذائية، ويفيدنا في عدة أمور، الأمر الأول أننا سنعمل طوال السنة وبخطوط انتاج أكثر، لأن صالة الانتاج غير مستغلة بالكامل وهي عبارة عن أكثر من فدان ونصف ثانياً سيعمل في المصنع عمال أكثر من المتواجدين حالياً، ثالثاً سنبيع أرخص من السوق لأننا سنشتري بالجملة وسنستفيد في جزء من السمكة، رابعاً لن نستورد أسماكاً بالعملة الصعبة، وواصل يمكن أيضاً أن نعمل في «الفراولة» فهى لا تحتاج في تصنيعها الى طاقة تشغيل الغلايات وخطوات تصنيع الفراولة خطوتين فقط لا غير، وهى الغسيل للتخلص من الرمال الموجودة بالفراولة، والتجميد فلو ركزنا على هذا التشغيل فقط سنصنع 20 طناً يومياً، والموسم 3 شهور ولو تم تصدير هذا المنتج مجمداً يصل ربح كيلو الفراولة الى 20 جنيها، ففي السعودية يبيعون نفس نوع الفراولة التي ننتجها الأربع حبات بـ 2 ريال، ونحن لنا سوق في السعودية فلو صدرناها سندخل المنافسة وسنتخطي كل مشاكل المصنع، والتي من أهمها التوقف عن العمل بسبب الطاقة والمازوت وخامات التصنيع.

ومن جانبه قال السيد بهجات، مرشح الوفد بدمياط، إن القطاع العام يعتبر من الركائز المهمة بالنسبة للصناعات، ومصنع إدفنيا دمياط اصبح من الركائز الاستراتيجية المهمة في مجال الصناعات، الغذائية وكان لها دور رئيسي في حرب أكتوبر 73، حيث كانت تمد الجنود بالغذاء اللازم من الفاصوليا واللوبيا وغيرها.

وأضاف: كان الغرض الأساسي من انشاء هذا المصنع هو تصنيع الأسماك السردين ثم بعد ذلك امتد النشاط لتجميد الجمبري والكابوريا بعد ذلك تم إنشاء ثلاجة بالجهود الذاتية بدلاً من استيرادها بمبلغ 180 ألف جنيه، وواصل كان المصنع يعتمد على الاسماك المنتجة من البحر الأبيض المتوسط ولكن بعد انشاء السد العالي تراجع صيد السمك في مصر وبدأ اللجوء للأسماك المستوردة ونظراً لارتفاع أسعار الاسماك المستوردة اضطر المصنع الى فتح انشطة أخرى مثل الفراولة والباميا واللوبيا والسبانخ والجزر، والمصنع يعتبر من أكبر المصانع في عمل مسحوق السمك الذي يستخرج من أحشاء السمك والذي يستخدم في المزارع السمكية، وناشد «بهجات» المهندس ابراهيم محلب، رئيس الوزراء، زيادة الوقود والخامات وعودة المصنع الى سابق عهده كما كان في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.