عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأقصر بلدنا.. بلد أزمات

بوابة الوفد الإلكترونية

عمرها 6 سنوات ولكن معاناتها أكبر من عمرها بعشرات السنين، فقبل إعلانها محافظة عام 2009 كانت الأقصر تعاني من مشاكل عديدة شأنها شأن بقية المحافظات الأخري ولم تشفع لها طبيعتها السياحية والأثرية التي تمتاز بها، فنالها ما نالها من إهمال وتدني في مستوي الخدمات وانهيار لشبكة الطرق والمرافق «وزاد الطين بلة» ضم مدينتي إسنا وأرمنت اللتين عانتا علي مدار عقود طويلة إبان فترة تبعيتهما لمحافظة قنا..

إذا كنت من الأقصر أو سبق لك زيارة قراها ومدنها المختلفة فستري بعينيك الحجم الهائل لمشاكل المحافظة، فالمرافق والبنية التحتية بحالة سيئة، وقطاعات الآثار والسياحة تشهد حالة تراجع غير مسبوقة، وفي مجال التعليم والصحة مشاكل لا حصر لها أما البطالة فقل ما شئت خاصة بعد حالة الكساد السياحي.. كل تلك مشاكل زادت من الأعباء الملقاة على كاهل المحافظ الشاب محمد بدر.
يقول هشام عبد الستار رئيس لجنة الوفد بالقرنة: أبرز مشاكل الأقصر هو التراجع السياحي منذ ثورة يناير وحتى اليوم والخسائر الكبيرة لشركات السياحة والفندقة بمختلف المقاصد السياحية المصرية، التى تأثرت جميعها بالأزمة السياحية فى البلاد.
وأضاف: حالة التراجع السياحى تسببت في إغلاق آلاف البازارات والمنشآت والمطاعم والفنادق، وتسريح مئات الآلاف من العمال، خاصة بعد أن تسببت الأحداث السياسية وما كان يصاحبها من أوضاع أمنية فى صدور قرارات حظر سفر سياح كثير من البلدان إلى مصر، ثم تراجعت درجات  الحظر لتشمل مناطق بعينها مثل سيناء والقاهرة حينا، وتفتح بشكل دائم فى الأقصر وأسوان، إلا أن الغاء حظر كثير من الجنسيات إلى الأقصر لم يخفف من حدة الأزمة السياحية.
وأضاف عبدالستار رغم اشتهار الأقصر بآثارها ومعابدها وامتلاكها لثلث آثار العالم فإن كل هذا لم يمنع من وصول الإهمال الي كنوزها التي وضعت في مكانة لم تستحقها حيث طال آثارها وكنوزها الإهمال وبدلا من ان تصبح مزارات اثرية باتت مرتعاً للخيول والماشية.
فعلي بعد نحو 20 كيلو جنوب غرب الأقصر، وعلى الضفة الشرقية للنيل وتحديدا حيث يقع معبد الطود الاثري الذي يعود بأصوله لعهد الأسرة الخامسة. كان أحد مراكز عبادة المعبود «مونتو» إبان عهد الدولة الوسطى.. وهذا المعبد الصغير الذي تم اكتشافه عام 1963 بواسطة العالم الفرنسي بيسون أغلبه تهدم الآن.
وفي ذات الاتجاه أكد موسى عبدالله سكرتير مساعد لجنة الوفد تعرض معبد الطود الأثرى إلي إهمال غير مسبوق.. وقال: المعبد في حاجة إلي ترميم عاجل بجانب تقوية أسواره وتبليط أرضياته، وطالب ضياء بإعادة فتح بوابات المعبد الأصلية ورصف الطريق المؤدي إليه، وإعداده للزيارة، ووضعه على الخريطة السياحية للأقصر، وتزويد حراساته بخط تليفون. وإنشاء مخزن متحفى بالمنطقة لحماية القطع الأثرية المكتشفة من عوامل التعرية والتقلبات الجوية.
وأضاف موسي عبدالله في الجانب الآخر من الأقصر معبد المدامود الذي يبعد عن المدينة بحوالي‏10‏ كم ويوجد بها معبد إله الحرب والسلام في مصر القديمة ويؤكد محمد عويضة الباحث الأثري ان المعبد يشتمل علي العديد من الآثار لمختلف العصور الفرعونية القديمة من الدولة الوسطي والحديثة وكحال جميع المعابد المتطرفة والبعيدة مثل معبد الطود أيضا لم تسلط عليهما الأضواء ولا تحظي بأي اهتمام ولم يتم نشر أي أخبار علمية عنهما حتي الآن ويصعب البحث عن معالمهما التاريخية ولم يدرجا حتي الآن ضمن المزارات السياحية برغم أنهما من المعابد الفريدة والكارثة أنه لم يدرج المقيدين.
وفي ملف الاستثمار لا تزال الأقصر تبحث عن مستثمرين رغم وجود ثلاث مناطق صناعية بها، حيث يؤكد المرشح الوفدى عدنان الشقيرى انه لا بديل عن الاستثمار لتحقيق تنمية حقيقية علي أرض الأقصر التي لا تعرف سوي صناعة السياحة التي ما إن توقفت حتي توقف معها كل شىء مشيرا إلي ضرورة استغلال  المناطق الصناعية في الأقصر وإنشاء مصانع كبيرة لاستيعاب الطاقات الهائلة للشباب بها ووضع خطة استثمارية طموحة تسعي لتشغيل الآلاف من أبناء الأقصر.
وطالب «الشقيري» بتفعيل دور الصندوق الوطني لتنمية المجتمع التابع للحكومة للحد من الأزمة عن طريق تقديم قروض ومشروعات متناهية الصغر بالإضافة إلي خلق بدائل للسياحة واستغلال الظهير الصحراوي للمحافظة بإنشاء مشاريع ومناطق زراعية وصناعية.
وزراعياً تشهد الأقصر تراجعاً ملحوظاً في نسب الزراعات وجودة الخضر والفاكهة فضلا عن تعديات غير مسبوقة علي الأراضي الزراعية وأملاك الدولة ويشدد المرشح الوفدى إمام حباشى علي ضرورة زيادة الاستثمار الزراعي وزيادة المساحة الخضراء واستغلال حجم الأراضي الزراعية الكبيرة بالمحافظة والإنتاج المتوافر من الخضر والفاكهة من الأقصر لاشتهار مدنها وقراها بالزراعة خاصة مدينة إسنا التي تمتاز بزراعة أجود أنواع الطماطم والموز بالإضافة إلي محصول قصب السكر والقمح مشيرا إلي ان الأقصر فرض عليها الأمر الواقع كمدينة سياحية ضرورة توافر عدد من المنتجات والصناعات الخفيفة وخاصة الصناعات اليدوية وضرورة وجود مصادر أخري لدخل ابنائها الذين يعتمد أكثر من90% منهم علي السياحة كمصدر رئيسي للدخل لافتا إلي ان أكثر المشاكل في القطاع الزراعي تتمثل في نقص الأسمدة وأحيانا السولار بالإضافة إلي الأسعار المنخفضة للمنتجات الزراعية وخاصة محصول القصب..
ومن الزراعة إلي التعديات التي أصبحت غولاً

يهدد الأراضي حيث شهدت المحافظة أكثر من 5000 مخالفة بناء واستغل عدد كبير من المواطنين فرصة  غياب الأمن والرقابة والمتابعة المحلية والأمنية وقاموا بالتعدي علي الأراضي الزراعية بالبناء والتجريف وإقامة منازل خارج كردون والتخطيط العمراني.
أكد مصدر  بجهاز حماية الأراضي الزراعية بالمحافظة ان عدد حالات التعدي علي الأراضي الزراعية في الفترة من 25 يناير وحتي الآن بلغت اكثر من 5000  حالة  علي مستوي المحافظة بواقع 337 فداناً وقيراطين.
أما عن حال التعليم في الأقصر فهو لا يسر عدواً ولا حبيباً فالكل يعاني.. سواء كانوا مدرسين أو طلاباً فالمدارس بها عجز صارخ في المدرسين ونقص في المقاعد وأزمة فوق الكثافة مستمرة وأجمع خبراء وموجهون علي ان المشكلة ليست فقط فى القيادات الحالية وإنما فى نظام التعليم واختيار قياداته.
وقال عباس حزين، سكرتير لجنة الوفد العامة بالأقصر أزمة التعليم ذات اربعة محاور أساسية الأول يضم المباني التعليمية سواء للإدارات والمديرية والمدارس  الآيلة للسقوط والمباني التي تحتاج إلي تطوير والثاني يشمل العجز الصارخ في معظم التخصصات والذي يؤثر علي العملية التعليمية وفي نفس الوقت وجود وفرة في بعض التخصصات مثل علم النفس أما المحور الثالث فكان الكتاب المدرسي والحاجة إلي تطويره شكلا ومضمونا بما يسمح للطالب بالتعبير عن نفسه واكتشاف آفاق جديدة وإضافة معلومات تفيده في المستقبل بها المحور الرابع هو نقصاً العمالة واختفاء بعضها من المدارس فمثلا إحدي المدارس والتي تشهد نقص في العاملين مما أدي إلي قيام المدرسين بنظافتها وصيانتها بجانب عدم توافر اتوبيسات لبعض المدارس لنقل الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.
وقال أشرف زكى رئيس لجنة الوفد بأرمنت إن الوضع العام للتعليم في مصر عموما والأقصر خصوصا لا يبشر بالخير «فالدنيا مش وردي زي ما المسئولين بيقولوا» وإدخال التكنولوجيا والتابلت في المدارس لا يمنع من وجود عقليات قديمة وأساليب عقيمة للتدريس والمناهج مشيرا إلي ان الطلاب هجروا المدارس واتجهوا إلي الدروس الخصوصية وهو ما أدي إلي ظهور مشكلة كبيرة وهي انتشار ظاهرة الغياب الجماعي بين الطلاب خاصة في المرحلة الثانوية الذي تجاوز فيها الغياب نسبة الـ30% خاصة في مدارس الأقصر الثانوية العسكرية وخالد بن الوليد والثانوية بنات وأم المؤمنين بالأقصر..
وحذر زكي من تفاقم أزمة السن الإلزامية لدخول المدارس ونقص فصول رياض الأطفال  ومشكلة فوق الكثافة المتكررة  التي تعاني منها المحافظة كل عام..
وفي القطاع الصحي يقول المرشح الوفدى سيد أحمد أبوالمجد وصلت الأقصر لدرجة تجاوزت كل الخطوط الحمراء وفاقت الوصف فالحصول علي خدمة طبية في مشفي أو دار رعاية صحية صار أمرا صعب المنال، فالمستشفيات حالتها سيئة ومبانيها متهالكة وأقسامها غير  مؤهلة لاستقبال من الأطباء بجانب نقص الأدوية والتحاليل ناهيك عن التشخيص غير الصحيح للمرضي وسوء المتابعة الطبية.
وفي أحدث تقرير عن ترتيب المستشفيات المصرية طبقا للالتزام بإجراءات مكافحة العدوي والصادر عن وزارة الصحة  كشف التقرير عن تراجع وانحدار مستوي  مستشفي إسنا واحتلاله المراكز الأخيرة في التقييم وذكر التقرير أن هناك 19 مستشفي تطبق إجراء مكافحة العدوي بنسبة أقل من 50% منها: مستشفيات البياضية بالأقصر وقفط المركزي وقوص وإسنا المركزي.
وانتقد محمود عدلى القيادى الوفدى سوء حالة القطاع الصحي بالمحافظة وأرجع «عدلي» الإهمال الشديد داخل المستشفيات الحكومية إلى عشرة أسباب، فى مقدمتها نقص الأسرة  والخاصة بالحالات الحرجة، وعجز الأطباء فى التخصصات وخاصة الأمراض المتوطنة.