رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انقسام في بورسعيد حول عودة ديليسبس إلى قاعدته

بوابة الوفد الإلكترونية

يشهد الشارع البورسعيدي حالة من الجدل الواسع واختلاف الآراء حول إعادة تمثال ديليسبس إلى قاعدته الشهيرة بمدخل قناة السويس بحي الشرق.

فبين الحين والآخر تظهر تصريحات بإعادة التمثال مرة أخرى إلى قاعدته الشهيرة عند مدخل القناة، وآخر تلك التصريحات هى ما قاله الدكتور ممدوح الدماطى، وزير الثقافة، خلال الزيارة الأخيرة له لبورسعيد، حيث أكد على فكرة عودة تمثال ديليسبس إلى قاعدته الشهيرة ومعه تمثال الفلاح المصري الذي روى بدمائه الذكية مياه القناة أثناء الحفر، وتمثال آخر للزعيم الراحل جمال عبدالناصر صاحب تأميم قناة السويس كشركة مساهمة مصرية، الذى له الفضل بهذا القرار بإعادة القناة إلى أحضان المصريين مرة أخرى، على أن يكون بجانب التماثيل بانوراما ثقافية لاستعراض تاريخ حفر قناة السويس، حيث إن التاريخ لن ينسى أن " فردينالد ديليسبس" هو المهندس صاحب فكرة عمل قناة تربط بين البحرين الأبيض والمتوسط، إضافة إلى عدد من الأفكار التى من شأنها جذب مزيد من السياح إلى بورسعيد كعمل احتفالات "صوت وضوء" تحكي تاريخ القناة .


أسهمت تصريحات وزير الثقافة تلك، خلال زياراته الأخيرة لبورسعيد، في خلق مزيد من الجدل لدى جميع الأوساط بمحافظة بورسعيد، وفى جولة لـ"بوابة الوفد" تباينت الآراء، حيث يقول رجل الأعمال" محمود دعية": "لابد أن يعي جميع أبناء بورسعيد مدى الاستفادة التى ستعم عليهم بإعادة تمثال ديليسبس إلى قاعدته الشهيرة عند مدخل القناة، حيث يجب علينا التفكير فى المستقبل "مستقبل مصر أولاً"،  فمصر عامة تحتاج إلى نهضة فى المجالات كافة، أما بورسعيد فهي فى أشد الحاجة إلى موارد دخل والسياحة بالطبع أحد أهم الموارد التي تجلب دخلاً كبيراً، لذا فلا بد من استغلال موقع بورسعيد الاستراتيجي وإظهار هذا الموقع للعالم كله، فأهلاً بعودة التمثال ليعم الخير علينا جميعا، ويجب أن يتكاتف الجميع حول ذلك"  .


وأعلنت " نهلة الألفي" - رئيس لجنة حزب الوفد ببورسعيد - أن ذلك الأمر يخص أبناء بورسعيد وحدهم، وهم من يبتون فى إعادة التمثال إلى قاعدته من عدمه، فهم من يعلمون بحجم الاستفادة التي ستعم عليهم، ولذا فهي مع عودة التمثال إن كان سيعيد بورسعيد مرة أخرى على الخارطة السياحية، وعن فكرة عمل تمثال للفلاح المصري وآخر للزعيم الراحل جمال عبد الناصر فهي لا تمانع طالما سيلتف حول هذا الفكر جموع المواطنين ببورسعيد وطالما سيحقق منفعة للجميع .


كما ترى الألفي أن الذين لا يرحبون بعودة التمثال فليطالبوا بردم القناة طالما أنهم غير معترفين بالرجل الذى فكر فى عمل القناة، ولو كان ذلك المنطق فليتم هدم الأهرامات وأبو الهول طالما تم بناؤهم بالسخرة، ولابد أن يتم التضحية، خصوصاً أن بورسعيد فى أشد الحاجة إلى مصدر دخل يعوضها فترات الكساد التى مرت بها، ونحتاج إلى التفاف جميع القيادات التنفيذية مع القيادات السياسية والقيادات الشعبية ليكون هناك شفافية فى طرح هذا الموضوع للشارع البورسعيدي، كما مخاطبة الأحزاب والقوى السياسية والمجتمع المدني حتى يتم امتصاص الغضب ممن لديهم رؤية مختلفة .

وقال " نبيل محمود " - أحد الحنطرجية أمام الممشى السياحي: "أعمل بتلك المهنة منذ وقت طويل، حيث أقوم بنقل السياح إلى شوارع بورسعيد كافة للتعرف على معالمها وشوارعها، وقد عاصرت قيام أبناء المقاومة الشعبية بانزال التمثال من قاعدته تعبيرا عن غضب وسخط من الاستعمار، ولكن فى النهاية التاريخ لم يزيف ولا نستطيع أنكار دور ديليسبس فى مشروع عملاق كقناة السويس، بجانب أن الخير سيعم على بورسعيد من جراء وضع التمثال، ومرحباً بعودته فنحن جميعا نبغى الخير والرخاء لمدينتنا الغالية بورسعيد بل ولمصر كلها"  .


وأعرب " أحمد علاء" -  بائع ترمس أمام الممشى السياحي "ديليسبس" - عن ترحيبه بعودة التمثال مرة أخرى فهى - على حد قوله - فكرة رائعة ستجلب السياحة مرة أخرى

إلى بورسعيد، ومعها سيعم الخير على أبناء المدينة التى عانت كثيرا سواء من ويلات الحروب أو من الكساد الذى عم المدينة لفترات طويلة، والجميع يريد أن تنهض بورسعيد وتعود كسابق عهدها مدينة السحر والجمال حيث كانت تعد من المدن الجاذبة للسياح .


من جانبه قال  "أحمد خير الله" - عضو بحركة الكوبانية ببورسعيد: "كان يجب فى ذكرى احتفالات بورسعيد الماضية بعيدها القومى أن نذكر الفدائيين أبطال المقاومة الشعبية من أبناء محافظة بورسعيد الذين أسقطوا تمثال "ديليسبس  من على قاعدته فى مدخل قناة السويس لما مثل لهم هذا التمثال من رمز للسخرة والاستعمار الغربي والهيمنة على قناة السويس التي كانت سببا فى العدوان الثلاثي، وإن كنا بصدد رواية تمثل التاريخ فبأي منطق نسقط هذا الجزء من التاريخ ونعيده إلى نقطة عودة التمثال إلى  قاعدته، وهذا لا يعنى أننى أنكر أن ديليسبس جزء من التاريخ المصري فيستحيل انكار ذلك، ولكن هذا التاريخ لم يتوقف عند تلك المرحلة، وأرى من الأفضل أن يتم وضع التمثال فى متحف بشكل رمزي كجزء من التاريخ دون تضخيم مع وضع لوحة تحكى ذلك التاريخ  ."


وأشار الشاعر البورسعيدي "أحمد شلبى" إلى "أنه ضد عودة التمثال مرة أخرى إلى قاعدته الشهيرة بمدخل قناة السويس، حيث تم إزالته من قاعدته فى مناسبة وطنية، ولا يصح بأن يعود مرة أخرى احتراماً لما فعله أبطال 56 وقتها، ولكن نستطيع عمل تمثال كبير وضخم للفلاح المصري الذي قام بحفر القناة وروت دماؤه مياه القناة مثلما يوجد تمثال الحرية فى مدخل نيويورك، وتمثال المسيح المخلص فى مدخل ريودى جانيرو بالبرازيل، لنجعل الفلاح المصري هو رمز العزة والكرامة، ويكون موقعه الصحيح بمدخل قناة السويس وليس تمثال ديليسبس"  .


فيما يرى "هيثم وجيه طويلة" -  مترجم لغة إنجليزية - أنه من الأفضل عرض التمثال فى حديقة التاريخ بحى الشرق فوق منصة مناسبة، فهذا أفضل من إعادته إلى مكانه، خصوصاً أن إنزاله جاء في لحظة غضب من أبناء المقاومة الشعبية لرفضهم العدوان الثلاثي الغاشم على المدينة الباسلة.


وعن وضع تماثيل أخرى كالفلاح المصري والزعيم عبدالناصر قال "وجيه " :كوكتيل التماثيل المزمع إنشاؤها هي تماثيل تملأ المخازن الأثرية، والإنفاق عليها بدون أي جدوى من ورائها يعد إهدار للمال فى وقت تحتاج فيه بورسعيد للإنفاق على مشاريع تنموية تفيد الشباب، ولكن، مع الأسف، يعتبر إثارة مثل هذه القضية فى هذا التوقيت لتشتيت الرأي العام عن المشكلات التي تعاني منها المحافظة وتلتهم مواردها وتؤرق أبناءها"  .