رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مأساة أسر صيادين فقدوا أرواحهم من أجل لقمة العيش

جانب من الجنازة
جانب من الجنازة

استقبل في الواحدة والنصف أهالي مركز ومدينة المطرية بمحافظة الدقهلية جثامين شهداء البحث عن الرزق الـ "12" الذين سقطوا ضحايا كارثة غرق مركب "بدر الإسلام" فجر أمس الأحد في منطقة جبل الزيتية بالبحر الأحمر وكان على متنها 41 صيادًا جميعهم من أبناء المحافظة.

ووسط حالة من الحزن والعويل والصراخ لعوائل الضحايا وامتزجت بثورة غضب انتابت جميع مشيعيهم من الصيادين الذين يروون الكارثة في وصول الضحايا إلى المساجد الثلاث "مسجد الهداية استقبل 5 جثامين، ومسجد محمد الريس استقبل  3 جثامين، والعقبيين استقبل 4 جثامين".

وقام العشرات من الشباب المشيعين الثائر فور خروج الجثامين من المسجد الثلاث بعد صلاة الفجر وإقامة شعائر الصلاة على الضحايا لتشييع الجنازات إلى مثواهم الأخير بمقابر عائلاتهم بالمطرية، عقب الانتهاء من مراسم الدفن بالتوجه إلي البوابة الرئيسية لمدخل مدينة المطرية وقاموا بقطع الطريق احتجاجًا علي عدم تواجد أي مسئول في وداع شهدائهم الذين راحوا ضحية البحث عن مصدر رزق بالصيد ليؤكدوا بذلك أنهم مهمشون على حد تعبيرهم.

وقام الشباب بمنع خروج ودخول سيارات الاستثمار التي تنقل العاملين من مدينة المطرية إلى بورسعيد للعمل بمصانعها، وسط حالة من المفاوضات ورفض الشباب لمبادرات تهدئة الوضع من رئيس الفرع اللواء شريف رءوف وتدخل العقلاء والحكماء من أهالي المطرية ليتم احتواء الموقف وفتح الطريق مع وعد بتوصيل رسالتهم إلى كبار المسئولين في الدولة والتي طالبوا بتدخل الرئيس السيسي تطبيقًا لنصوص الدستور الجديد. 
 
وجاءت مأساة أسر الضحايا لتجد نفسها صارخة من ضيق الحال، حيث يقول "عبد الرحمن السيد بهدار" والد الصياد عوض أحد الضحايا أن نجله كان العائل الوحيد للأسرة خاصة أنه رجل مسن يبلغ من العمر 66 سنة وأمه حبيبة عبده علي 60سنة مريضة، وهو لا يقدر على العمل وكان هو من يساعدنا على العيش لأن أشقاءه "السيد 28 سنة وطه 32 سنة " يعانون من مرض الإعاقة الذهنية ولا يستطيعون العمل.

وأشار إلى أن نجله كان خاطب فقط وكان يؤجل كل شيء بسبب المعيشة ورحلة البحث عن لقمة العيش، خرج فجر الخميس الماضي  للصيد بالسويس مع مجموعة من الصيادين لطلب الرزق بعد أن ضاق بنا الحال ببحيرة المنزلة نتيجة سيطرة البلطجية على البحيرة وعدم تطهيرها.
وأشار بهدار إلى أن خبر وفاة نجله علمه من خلال عدد من الأهالي الذين أكدوا اصطدام"وابور" بالمركب بدر الإسلام التي كان يستقلها نجله مع 42 صيادًا آخرين من أبناء مدينة المطرية، مطالبًا الرئيس عبد الفتاح السيسي والمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء بضرورة وضع خطة عاجلة لتطهير البحيرة والسماح للصيادين بالصيد داخلها بدلًا من الغربة وتعريض حياتهم للخطر.

وأكد ناصر السويركي، أحد صيادي المطرية، أن ما يحدث اليوم سوف يتكرر ولا أحد ينظر لنا بعين الرأفة، فهذا الأمر أصبح يهدد مصدر أرزاقنا  فعوائلنا  تقتل كل يوم وتلك الحوادث متكررة، وقد حدث هذا من قبل بكارثة غرق مركب أبو الفوارس وراح ضحيتها 40 صيادًا  كنت عضو في لجنة الاستماع في لجنة الخمسين فالقانون يطبق علي الفقير والغلابة فقط، وليس البلطجية وأصحاب التعديات والنفوذ الموجودين، مشيرًا إلى أن بحيرة المنزلة محمية طبيعية.     

وتضيف فاطمة الزهراء،  ابنة  عم موسى أحد الضحايا بحيرة المنزلة،  كلها بلطجية وضرب نار وقلة أدب والمسطحات لا تستطيع أن تردع البلطجة والإزالات وهمية وزيارات المسئولين ومنها رئيس الوزراء كلها وهم وإذا غامر الصياد بالنزول للبحيرة في الغالب يرجع جثة  فكيف تعيش أسر الصيادين فهو هنا في البحيرة ميت، وعند نزوله للصيد في البحر ميت نأكل منين؟!!

فيما أكد حسن رشاد محمد الداودي "نجل الصياد حسن رشاد "41سنة" أحد المتوفيين، إن والده اعتاد العمل خارج بحيرة المنزلة نظرًا لضيق الرزق وسيطرة مجموعة من البلطجية على البحيرة رغم الحملات الأمنية التي تعلن عنها وزارة الداخلية، مضيفًا أن والده ترك من الأبناء 5 وهم محمد "24سنة"،عبده"12سنة"، روضة  8 سنوات ، سحر "18سنة" وكان والده مصدر الدخل الوحيد للأسرة.

وأشار إلى أن آخر اتصال أجراه مع والده كان قبيل وقوع الحادث بساعات وطالبه والده بالاعتماد على نفسه وحماية أشقائه ورعايتهم.

وقال السيد حسن عيد الصافوري"18سنة" أن شقيقة فُقد داخل مركب الصيد بدر الإسلام، مؤكدًا أن شقيقة وائل"19سنة" كان يعمل بثلاجة المركب ولم يتم العور عليه حتى الآن، وطالب بإعادة جثمان شقيقه

الذي مازال في عداد المفقودين حتى الآن باعتباره كان مصدر الدخل الوحيد لنا بعد أن خرج للصيد منذ يوم الخميس الماضي.

وأكد محمد ثابت الشوا، والد الصياد عبد اللطيف الذي لقي حتفه في مركب الصيد، أن نجله ترك له من الأبناء 5 وهم رحاب "16سنة"،روفيدا"13سنة"، روقية 11 سنة، محمد  8سنوات، أحمد"سنة"، وقال إن نجلي اعتاد على العمل خارج البحيرة خاصة بمحافظة السويس بعد القيام باستئجار مركب للعمل عليها بواسطة مجموعة كبيرة من الصيادين، وأنه كان يسافر رحلة مدتها 20 يومًا، خاصة في موسم العمل الذي يبدأ من أول أكتوبر حتى مارس، وخاصة في ظل غياب القمر نظرًا لكون المياه تكون صالحة للصيد في تلك الفترة لكن تلك المرة لم يعد.

من جانبه، قال طه الشريدي، أمين نقابة الصيادين المستقلة بمدينة المطرية، إن النقابة يدها مغلولة لعدم وجود موارد للنقابة إلا أن النقابة تقوم بالوقوف بجانب الصياد الحر ومطالبة المسئولين بتطهير البحيرة وتطبيق مواد الدستور التي تلزم الدولة بحماية بحارها وبحيراتها وتمكين الصياد من العمل إلا أن هذا الكلام "حبر على ورق".
وقال إن المطرية فقدت العام الماضي 5 صيادين قرابة السواحل السعودية بعد هجرها الصيادين للعمل والبحث عن أرزاقهم بعيدًا عن البحيرة المستولى عليها المعتديين وأصحاب النفوذ والبلطجية على البحيرة.

وأضاف أن الدولة قررت صرف 5 آلاف جنية للمتوفى و1000 جنيه للمصاب،  وأصبح الصياد مهمش من قبل الدولة لا يحصل على معاش أو رعاية صحية أو علاجية، مطالبًا بتطهير البحيرة ومحاسبة المقصرين المتسببين في تدهور أحوال البحيرة مما اضطر الصيادين لهجرها والموت في عرض البحر بحثًا عن لقمة العيش.

وأكد محمد عبد الغني الرفاعي، أمين صندوق نقابة الصيادين، أنه تم بالفعل وصول 12 جثمان تم دفنهم في مدافن عائلاتهم بالمطرية أما رشاد بدير فهو من أبناء المطرية ولكن محل إقامته كانت في السويس وتم تسليم جثمانه في نفس التوقيت بالسويس. 

من ناحية أخرى، كشفت نقابة الصيادين عن عدد المتوفيين الحاليين البالغ عددهم 18 صيادًا  وهم محمد وجدي بديع سليمان 37 سنة، وعبده عثمان محمد شلبي 36 سنة ريس المركب، وعبده ثابت الشو 47 سنة، ومحمود السيد أحمد السيد 52 سنة، وعوض عبد الرحمن يهدور 25 سنة، ومحمد عيد ألقريني 25 سنة، والسيد فرج فرج الكفراوي 44 سنة، ورشاد الداودي بدير 50 ميكانيكي المركب، وحسن حسن راضي 55 سنة،  وعلي محمد عبد الرحيم العاصي 28 سنة، والأباصيري مسعد المتولي 24 سنة، وجمال الطيب 36 سنة، ومحمد أبو فهيم الجعيدي، ووائل الحناوي، وموسي راضي، وعوض عيد بهدار 23 سنة ووائل الصافوري ومحمد المنزلاوي".

والناجون هم "السيد محمد مرمة، ومحمد محمود الصياد، وعلي عزت الخريبي، ومحمد الأباصيري مسعد، ومسعد الأباصيري مسعد، وصلاح صالح حسن".

الجدير بالذكر أن عدد طاقم المركب الغارق  بلغ عددهم 41 صيادًا وميكانيكيًا، ومسئولي ثلاجات المركب".