عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شبين القناطر.. ماتت إكلينكياً

بوابة الوفد الإلكترونية

«الإهمال» أصبح العنوان الرئيسي لبعض مستشفيات القليوبية، ومنها علي سبيل المثال لا الحصر مستشفي شبين القناطر العام

الذي يحمل اسم «الشاملة» الذي مات إكلينيكياً، وسقط في بئر من الإهمال مما يتسبب في  إزهاق أرواح الكثير من المرضى الفقراء بعد ان سيطرت عليه حالة من التسيب والإهمال، وسوء حالة المرضى وجوانب المستشفى، والعنابر، وخلو المستشفي من جهاز للأشعة المقطعية رغم أنه يستقبل العشرات من الحوادث يومياً لوقوعه بالقرب من طريق قليوب شبين والطريق الزراعي مصر - الإسماعيلية.
قوة المستشفي تصل لـ 100 سرير لا يغطي احتياجات مركز شبين القناطر ويعمل به 150 طبيباً و250 ممرضة مسجلين في الدفاتر الرسمية ولكن لا وجود لهم علي أرض الواقع، لدرجة أن لجنة تفتيش من الوزارة فاجأت المستشفي منذ عدة أيام لتجد 92 طبيباً متغيبين لا يذهبون إطلاقاً ما دعاها لنقل مديره الحالي، وكذا نقل عدد من الأطباء المتغيبين، بالإضافة لمشاكل أخري كثيرة كشفت عنها اللجنة.
أكدت نوال أحمد، ربة منزل ومريضة بالسكر، أنها تتردد على المستشفى كل شهر لصرف العلاج، وتتأخر كثيراً لمدة تصل بالشهور حتى يتم الصرف، مشيرة إلي أن جهاز قياس السكر نادراً ما تجده بالمستشفى.
ويضيف عبدالرحمن مصطفي، مدرس: المستشفي يعاني من نقص شديد في الإمكانيات، حتي ثلاجة الموتي قديمة ومتهالكة وتعمل بالتبريد فقط مما يتسبب في تحلل الجثث المحفوظة بها، بالإضافة لعدم وجود الأطباء وترك مهمة العلاج لهيئة التمريض، مشيراً إلي أن قسم العظام من يقوم فيه بالعمل وعمل الجبس للحالات عمال وليس ممرضات.
أما حمدية السيد، ربة منزل، فأكدت أن صيدلية المستشفي مغلقة باستمرار ولا يوجد فيها العلاج، مشيرة إلي أنها قامت خلال حجزها بشراء الأدوية علي حسابها من الخارج.
فيما أكد رمضان حسين، موظف، أنه لا يوجد جهاز للأشعة المقطعية ولا رسم المخ ولا أشعة الرنين مما يجعل المستشفي غير مهيأ لاستقبال حالات الإصابة في الحوادث وغيرها‏,‏ مما يودي بحياة المرضي والمصابين‏,‏ وأن قسم المناظير مغلق تماماً، بالرغم من وجود الأجهزة والمعدات بالداخل، إلا أنه لا يتوافر بالمستشفي طبيب مختص لأداء تلك المهمة‏,‏ وأن غرفة العناية المركزة مجرد لوحة مكتوب عليها‏ (‏غرفة العناية المركزة‏)‏ وهي من الداخل مجرد حجرة أقل من عادية لا يوجد بها أي شيء سوي سريرين ومونيتور لا يعمل.
بينما اتهم أحمد سعد، عامل، المسئولين عن المستشفي بالإهمال، خاصة أطباء العظام، قائلاً: إنه جاء إلى المستشفى منذ شهر بنجله الذي تعرض لكسر فى ذراعه، ولم يقم طبيب متخصص بذلك ما تسبب في مضاعفات خطيرة لنجله واحتياجه لجراحة في الذراع بسبب الجبس الخطأ، واختتم حديثه بـ «حسبي الله ونعم الوكيل».
أضاف محمود علي، موظف: المستشفي يعاني من عدم تواجد أطباء متخصصين لاستقبال الحالات الخطرة ولا توجد استجابة من الأطباء عن الاتصال بهم في مثل هذه الحالة، ما يعرض المرضى للموت، مشيراً إلي أن العيادات الخارجية تعمل من الساعة 8 صباحاً حتي 11 ظهراً وباقى اليوم لا يوجد خدمات, ولا يوجد غير طبيب امتياز فى الاستقبال ويكون

تخصص واحد، كما أن الحجرات غير مهئية لاستقبال المرضى ولا توجد أغطية للأسرة, مما يضطر المريض لجلب احتياجاته من البيت, كما أن الأسرة محطمة وملقاة أسفل السلالم.
الأدهي والأمر الذي أجمع عليه الجميع أن المستشفي يعاني مشكلة خطيرة وهي أن ثلاجة حفظ الموتي به غير صالحة وتعمل بنظام التبريد فقط، وليس التجميد ما يساعد في تحلل الجثث، وآخرها جثة طفل لقيط تم وضعه بالمستشفي منذ شهر، ولم يتم التصرف فيها فتحللت لتنتشر رائحة الموت في كل أرجاء المستشفي تزكم الأنوف وتعمي منها الأبصار.
الأمر لم يقتصر علي المرضي وزوار المستشفي فقط ولكن كشف لنا العديد من العاملين بالمستشفي وأحد الأطباء رفضوا ذكر أسمائهم خشية التنكيل بهم عن مهازل حقيقية، حيث لفت أحد العاملين ويدعي «محمد. ا» إلي أن سلالم المستشفي محطمة وتتسبب في حوادث كثيرة للزوار والمرضي، مشيراً إلي أن المستشفي تم تجديده منذ عدة سنوات بمنحة فرنسية بلغت 8 ملايين جنيه، وبعد استلامه بشهر واحد ظهرت تشققات خطيرة في السقف والحوائط، مشيراً إلي وجود كمية كبيرة من الأجهزة الطبية بالمخازن بسبب عدم معرفة كيفية تشغيلها.
وأضاف أن الأطباء يقومون بتحويل المرضي لعياداتهم الخاصة ومستشفيات القاهرة وبنها وعين شمس بسبب نقص الإمكانيات وتكاسل بعضهم عن العمل.
من ناحية أخري كشف أحد الأطباء بالمستشفي أن المستشفي لا يوجد به طبيب للمخ والأعصاب أو حتي استشاري، رغم المطالبة أكثر من مرة وآخرها خلال زيارة المهندس محمد عبدالظاهر محافظ القليوبية للمستشفي وافتتاح استقبال المستشفي الجديد الذي أغلق عقب انصرافه فوراً، وتمت إعادة الأجهزة للكراتين مرة أخري.
الأخطر أيضاً ما كشف عنه تقرير لجنة من وزارة الصحة قامت بإجراء تفتيش مفاجئ علي المستشفي بناء علي عدد من الشكاوي حيث رصدت اللجنة وجود إهمال جسيم وغياب عدد كبير من الأطباء عن العمل، بلغ 92 طبيباً من أصل 150، وتبين أن أطباء قسم العظام تركوا العمل للعمال والممرضين بجانب تهالك مباني المستشفي وطفح المجاري في مداخله والمنطقة المحيطة بمبانيه.