رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انتشار الجرائم وتجارة المخدرات في عشوائيات المنيا

بوابة الوفد الإلكترونية

المنيا من أكثر محافظات الجمهورية تركزًا للعشوائيات، والتي تظهر بصورة واضحة في القري، ويصل عدد القري الأكثر فقرًا إلي 55 قرية، تعاني نقص الخدمات وانعدامها حتى أنها تخلو من أدني متطلبات الحياة

وتدخل أغلب تلك القري ضمن المناطق العشوائية وأكثرها خطورة علي المجتمع، نظرًا للظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها المواطنون، سواء في الخدمات التعليمية أو الصحية أو أقل احتياجات المواطنين البسطاء، وعدم تمكنهم من إدخال مرافق حيوية لمنازلهم مثل دورات المياه والكهرباء.
وقد أصيب مواطنو محافظة المنيا بصدمة كبيرة بعدما ترددت فى الأيام الماضية أخبار عن نية الحكومة إصدار قرار بعدم توصيل المرافق للمبانى المخالفة المقامة على أراض زراعية، وذلك للحد من الزحف العمرانى على الأراضى الزراعية، والتى قدرت حتى الآن بما يقرب من 4 آلاف فدان تم التعدى عليها من قبل الأهالى بمختلف قرى ومراكز المنيا، لمواجهة التكدس الأسرى فى مساحات عقارية أصبحت لا تلبى احتياجات المواطنين فى الزواج وإنشاء أسر جديدة خاصة أن مصر من أكثر الدول العربية والدولية من حيث زيادة عدد المواليد وأصبح معدل الأسرة يتراوح بين 8 و 10 أفراد للأسرة الواحدة، وقد عبر غالبية مواطنى المحافظة عن جم غضبهم من قيام الحكومة بإصدار مثل تلك القرارات، دون إيجاد وطرح البديل المناسب فى إنشاء المجتمعات العمرانية الجديدة، وكذلك تحديد كردون مبان جديد يتفق مع النسبة السكانية المتزايدة، والتى لا تجد بديلاً آخر مقدماً سوى التعدى بالبناء على الأراضى الزراعية، بعد أن فشل التوسع الأفقى عن استيعاب الكثافة السكانية بالمحافظة.
وتعتبر المنيا من المحافظات الريفية حيث يسكن 82% من سكانها بالقري، مما يصنفها، علي أنها من أكثر المحافظات التي تضم مناطق عشوائية إذ يوجد في المحافظة 142 منطقة عشوائية تضم مليون وحدة سكنية علي الأكثر من بينها 2500 وحدة سكنية، تم تصنيفها من قبل المسئولين علي أنها مناطق شديدة الخطورة، أو غير آمنة علي حياة المواطنين، أما باقي المناطق فتقع ضمن المناطق العشوائية بسبب وجود عيوب في المنشآت وخطوط التنظيم، أو أنها غير مطابقة للمواصفات وأخري مقامة تحت الضغط العالى الكهربى، أو مشاكل في التربة التي تم البناء عليها، حيث تعد تلك المناطق العشوائية الأقل خطورة، وتتركز المناطق العشوائية بصورة واضحة في مدينة المنيا – مركز سمالوط - مغاغة – مركز المنيا – مركز بني مزار وأخيرًا مركز أبو قرقاص.
ويوجد بمحافظة المنيا ثلاثة أنماط من العشوائيات ويعد النمط الأول وهو مناطق الإسكان الشعبي وهو نمط تم بناؤه فى  الخمسينيات والستينيات، وتدهور حالة لغياب الصيانة والامتداد العشوائى للمبانى لتلبية الاحتياجات من المسطحات الإضافية للسكان مثل منطقة أبو هلال  والسلخانة  بالمنطقة الجنوبية، ويمثل ذلك النمط حوالى 35% من الإسكان بالمدينة.
والنمط الثاني يتمثل في مناطق الإيواء العاجل وهى وحدات سكنية فى حدود 20 متراً مربعاً مجمعة فى 24 مبنى كل مبنى 6 طوابق وذات دورات مياه مشتركة، وتسكن بالوحدة ذات الغرفة الواحدة عدة أسر ممتدة، ويضم ذلك النمط حوالى 21% من سكان المدينة.
بينما النمط الثالث هو إسكان العشش ويمثل سكانه 8.5% وأشهرها منطقة عشش محفوظ بمنطقة أبو هلال، وبرغم إعلان ديوان عام المحافظة عن إنشاء وحدات سكنية لتطوير عشش محفوظ، إلا أن هذا الأمر لا يعد حلاً جذرياً لمشاكل المناطق العشوائية بمدينة المنيا.
ويبلغ عدد سكان العشوائيات بمنطقة أبو هلال 66.723 ألف شخص، وتغطى مساحة 1.5 كم مربع وبها 4 مدارس ابتدائى ومدرسة ثانوى، تضم تلك المنطقة ثلاثة أنماط من العشوائيات، وتعتبر تلك المنطقة من أشد المناطق فقرا وترتفع معدلات البطالة بها إلى 80%، كما أنها تعانى من ضعف ضغط المياه، وعدم صعودها للأدوار العليا كما تعانى من مشاكل بيئية نظرا لمشاكل التخلص من القمامة، كما تعانى من تدهور الظروف الصحية لانعدام

الخدمات الصحية بالمنطقة.
بالإضافة إلي أن بعض المناطق مثل (عشش محفوظ) تعتبر بؤرًا للجريمة فى ظل انتشار الفقر والبطالة وغياب التواجد الأمنى، فضلا عن ضعف ضغط المياه بالشبكات بتلك المناطق، وظاهرة عدم وجود وثائق رسمية للزواج أو الميلاد والوفيات، وارتفاع معدلات وفيات الأمهات والأطفال أقل من 5 سنوات، وتدهور الظروف الاجتماعية والصحية نظرا لنقص  الخدمات الصحية.
ويقول خالد عبدالحميد أحد أبناء قرية السرارية بسمالوط علي الرغم من أننا قرية تابعة لمركز المنيا، إلا أننا نعانى من إهمال شديد وعدم اهتمام من المسئولين، فنحن نعانى من ارتفاع أسعار الكهرباء، بالرغم من عدم استخدامها بشكل كبير وعدم وجود أجهزة كهربائية بمنازلنا، وكذلك نعانى من قلة جودة الخبز ونقص صارخ فى الخدمات التعليمية والصحية، وعند تقدمنا بالشكاوى لا نجد رداً لنا والحال يزداء سوءاً ولم يحدث أى تغيير للأحسن ومن الواضح أننا أناس مجهولون لدى الحكومة.
ويضيف عثمان خلف من قرية السرو أقدم قري أبوقرقاص، أن القرية لا توجد بها حياة آدمية ولا تصلح للمعيشة لعدم توافر الخدمات والاحتياجات الأساسية بها فنحن نعيش فى قرية معدمة لا يوجد بها صرف صحى، مما اضطرنا لحفر بيارات كجزء من حل الأزمة، أما مياه الشرب فهى مشكلة أخرى كبيرة فأكثر من ربع سكان القرية يعانون من أمراض الكبد والفشل الكلوى، وعند تقديم الشكاوى للمسئولين يقدمون لنا الوعود  دون تنفيذ أى شىء منها بالإضافة إلى عدم توافر الخدمات بالوحدة الصحية.
ومن جانبه أكد المهندس «نيازي مصطفي» - مدير التخطيط العمراني بالمحافظة - أن قانون 119 سهل عملية البناء علي المواطنين، بينما ألقي علي عاتق المهندسين بالتخطيط العمراني مسئولية كبيرة تضاف إلي أعبائهم الأخري.
وأوضح «مدير التخطيط» أن أكثر المناطق خطورة علي أرواح المواطنين تتركز في 9 أماكن أهمها عدة مناطق بسمالوط يليها الكيلو شرق وغرب والحي الشرقي بمدينة مغاغة، بينما تتركز مأساة منشأة الفكرية بأبوقرقاص في عشش محفوظ بالمنيا، ومنطقة الأشراف والشيخ ناصر وخط الكهرباء بمدينة ملوي.
والعجيب أن سكان العشوائيات قد تآلفوا مع الخطر، وأطمأنوا لما هو أهم من خطر هدم مبانيهم السكنية، وهي لقمة العيش الغالية من مصادر الدخل المتوفرة لديهم هناك، مخدرات وبلطجة ودعارة وسلاح، وما خفي كان أعظم ففى ظل الفقر والانفلات الأمنى كل شىء مباح ومستباح، وتعد المناطق العشوائية والفقيرة جرس إنذار لمسئولى المحافظة فى علاج المشكلة الخدمية والاجتماعية، وعلى الأمن أن يبسط ذراعه الطولى، من خلال التواجد بعد أن أصبحت المناطق العشوائية مفرخة للإرهاب والبلطجة وتجار السلاح والمخدرات.