رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سوق الجملة بطور سيناء بؤرة إجرام

بوابة الوفد الإلكترونية

كارثة بمعنى الكلمة تحدث تحت سمع وبصر مسئولى محافظة جنوب سيناء، فقد تحولت مساجد الله التي أنشئت من أجل التقرب الى الله وصفاء القلوب وإعلاء ذكر الله، وإقامة الصلاة

وتعليم الناس أمور دينهم، الى مكان خصبا لممارسة الرذيلة ومكانا لتعاطي المخدرات، فقد وصل الانحطاط الأخلاقي لفئة من الناس أقل ما يوصفوا بأنهم فاحشين فقد تخلو عن إنسانيتهم ويرتدون ثوب الرذيلة ويتبعوا غريزتهم.
هكذا هو الحال داخل مسجد سوق الجملة بحي الطور الجديد، الذي يبعد عن العاصمة طور سيناء نحو 5 كم، ذلك السوق خارج نطاق الخدمة منذ إنشائه في عام 1999 أي قرابة 15 عاما لم يستفد منه أحد سوى البلطجية واللصوص وأصحاب الرذيلة ومدمني المخدرات والكلاب الضالة.
فقد تم إنشاء هذا السوق النموذجي على مساحة 2 فدان، يحتوي على 60 محلا تجاريا، فعندما تراه من الخارج تشعر وكأنه حديقة عامة، وعندما تقترب من بوابته الرئيسية لتجد نفسك امام مأساة حقيقة فهذا المكان ما هو إلا وكر للمجرمين والخارجين عن القانون وتجار السلاح.
وكشف عدد كبير من المواطنين بمنطقة حي مبارك القديم المجاورة لسوق الجملة أن هذا المكان اصبح مرتعا للفاحشة ومدمني المخدرات واللصوص، فبمجرد أن يحل الليل تظهر خفافيش الظلام من اللصوص وأصحاب الشذوذ، وتنتشر مئات السرنجات التى تستخدم فى تعاطى كافة أنواع المخدرات فى كافة أرجاء المكان، والملابس الداخلية الحريمى الملطخة بالدماء داخل أروقة المسجد، وانتشرت اللصوص الذين لم يتركوا شيئا إلا وسرقوه وأصبحت المحلات بدون أبواب صاج  بعد سرقة معظمها, ودورات المياه لم تعد سوى حائط فقط وجميع الأحواض والمواسير حتى قاعدة الحمام والكشافات وأسلاك الكهرباء تم سرقتها.
وأكد أهالي المنطقة أن كل المسئولين غضوا البصر عن وضعية هذا السوق ولم يتحركوا لإعادة عمارته, والحجة أن محلات السوق تم بيعها في مزاد علني فلم تعد للمسئولين أية وصاية عليها, وهكذا يبدو أن الهدف الرئيسي من بناء السوق ليس تحقيق تنمية ورواج تجاريا ينعش العاصمة والمدن المجاورة أو حل أزمة أو إنشاء

سوق يليق بالعاصمة بقدر ما كان الهدف هو «سبوبة»، حيث بلغت تكلفة المحل الواحد 17 ألف جنيه وتم بيعه بــ 37 ألف جنيه، وأصحاب المحلات تركوها لتسقيعها وبيعها فيما بعد لحسابهم الخاص محققين أرباحا طائلة.
أهالي المنطقة بعد أن ضاق بهم ذرعا من المسئولين الذين لم يتحركوا لوضع حل لهذه الوضعية الكارثية لم يجدوا بد سوى قيامهم بأنفسهم لإعمار السوق, فجمعوا من بعضهم كل على قدر استطاعته مبلغا من المال وقاموا ببناء زاوية بجوار المسجد الأصلي للسوق, وتقدموا أكثر من مرة للأوقاف وناشدوهم بضرورة ضم المسجد للأوقاف لإعمار المكان ولم تستجب الأوقاف بحجة أن هناك عجزا في عدد الأئمة.
وقام الأهالي بإزالة الأشجار الكثيفة الواقعة بمنتصف السوق والتي تحولت لغابة وساتر للمجرمين لكشف المنطقة, كما قاموا ببناء جدار خلفي كان يستخدمه المجرمون ممرا لسوق.
وأكد الأهالي أنهم يعيشون في رعب مستمر ويخشون على أبنائهم من الخروج ليلا أو الاقتراب من السوق. وهددوا بأنهم جمعوا توقيعات من أهالي المنطقة وتقديمها للمسؤولين إما بإعمار السوق أو إزالته من المكان، وفي حالة عدم الاستجابة سوف يتقدموا ببلاغ للنائب العام ومقاضاة المسئولين.
وفي الوقت الذي نمتلك فيه سوق جملة خارج نطاق الخدمة منذ 15 عاما تعالت صيحات المزارعين بالمدينة بتشغيل السوق وتسويق منتجاتهم، فضلا عن الأسواق العشوائية التي ملأت شوارع العاصمة.