عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الفقر والذل فى قرية الإمام "مالك" المحترقة بالبحيرة

بوابة الوفد الإلكترونية

رغم مرور عدة أيام على كارثة احتراق المئات من منازل قرية الإمام مالك بوادى النطرون ورغم عشرات التصريحات الوردية

التى تؤكد صرف التعويضات عن الخسائر التى تكبدها المزارعون والمواطنون الذين تهدمت منازلهم ونفوق رؤوس ماشيتهم وتفحم أطنان الحبوب التى يقوم المزارعون بتخزينها إلا أن كل تلك الوعود ذهبت أدراج الرياح ولم يحصل المضارون سوى على مبلغ خمسة آلاف جنيه للبعض منهم.
«الوفد» انتقلت إلى القرية التى تبعد عن مدينة وادى النطرون بحوالى 20 كيلومتراً، حيث لاتزال رائحة الأدخنة تسيطر على شوارع القرية التى يعيش أهلها تحت خط الفقر، حيث إنهم من المضارين من قانون المالك والمستأجر وقامت الحكومة بتسليم كل أسرة مساحة فدانين ونصف تعويضاً لهم على تركهم للأراضى الزراعية التى كانوا يستأجرونها وتركتهم الدولة فى وسط الصحراء دون أن توفر لهم البنية الأساسية أو الخدمات الضرورية، حيث لا يوجد مياه شرب نقية ويعتمد الأهالى على مياه الآبار التى تسبب لهم العديد من الأمراض، ومنها الفشل الكلوى وأمراض الكبد وكذلك عدم وجود صرف صحى أو مستشفى أو وحدة مطافئ وكذلك عدم رصف الطرق وعدم وجود مدرسة ثانوى.
أكد محمود الشعراوى أن بداية الحريق بدأت الساعة 12 ظهراً عندما سمعنا صرخات واستغاثات صادرة من المنازل الموجودة فى مدخل القرية وشاهدنا ألسنة اللهب تتطاير أعلى الأسطح وعلى الفور قمنا بتأمين محطة الوقود بالقرية، ثم توجهت إلى مسجد القريه وأعلنت من خلال مكبرات الصوت عن الحريق وطالبت الأهالى بالتجمع للسيطرة على النيران الكثيفة واتصلنا بوحدة المطافئ التى تأخرت حوالى ثلاث ساعات كانت النيران قد التهمت مئات المنازل.
ويضيف: قامت الوحدة المحلية بوادى النطرون بإرسال سيارة فنطاس لتوزيع مياه الشرب على الأهالى وفوجئنا بأعضاء الإخوان المسلمين يقومون بإلصاق شعار جماعة الإخوان على السيارة حتى يوهموا الأهالى بأن السيارة تابعة للإخوان ولكن قام العديد من الشباب بإزالة الشعار وسط حالة من الغضب الشديد.
ويقول رمضان محمد إبراهيم أثناء الحريق كنت متواجداً فى الحقل وفور علمى بالحريق عدت سريعاً إلى منزلى، حيث كانت الكارثة، حيث وجدت ألسنة اللهب تتصاعد من المنزل التى التهمت كل ما أملكه حتى شقة ابنى «سليمان» ضاعت فى لحظات وبداخلها الأجهزة الكهربائية والأثاث واحتراق مشروع الأرانب التى يقوم بتربيتها ويقول: أصبحت لا أملك من حطام الدنيا شيئاً وربنا يعوض علينا.
ويتدخل جابر إبراهيم جمعة قائلاً: أثناء الحريق كنت أقوم بإخراج أنابيب الغاز من داخل البيوت حتى لا تنفجر وتزداد الكارثة حتى علمت بوصول النيران إلى منزلى فأسرعت إلى المنزل ولكن النيران قد تمكنت من السيطرة على أرجاء المنزل.
ويقول على محمد الصافى كانت النيران تطير فى الهواء بشكل مخيف وتسقط فوق المنازل ويشير إلى أن خسائره تمثلت فى نفوق العديد من رؤوس الأغنام وكميات كبيرة من الحبوب و2 طن بصل.
ويصرخ عبدالغنى أحمد الضبع من يعوضنى عن الخسائر الفادحة التى لحقت بى، حيث احترقت 9 رؤوس من الخراف وجهاز ابنتى التى تستعد للزفاف وكميات كبيرة من الأسمدة الزراعية.
والأمر نفسه تكرر مع خميس فتحى الذى فقد جهاز ابنته العروس وتفحم المنزل الذى أصبح آيلاً للسقوط ويقول أصبحت فى العراء أنام فى الشارع انا وابنائى.
ويضيف سبق أن تقدمنا بالعديد من الطلبات إلى شركة المياه لتوصيل المياه النقية لأننا نعيش على مياه الآبار كل 500 منزل يشتركون فى بئر ارتوازياً ونشرب المياه من الآبار التى سببت لنا العديد من الأمراض مثل: الفشل الكلوى وأمراض الكبد ويختتم كلامه قائلاً: نفسنا نتذوق طعم مياه النيل حتى نشعر أننا مصريون
ويقول سلامة على عبدالحميد التهمت النيران منزلى فى لحظات وأسفرت عن نفوق اثنين من رؤوس الماشية و15 رأس أغنام وخزين المنزل من الحبوب، ويتساءل: هل تعوضنى الحكومة عن الخسائر التى تكبدتها؟!
ويتدخل محمد على كامل قائلاً: مع بداية الحريق ووصول النيران إلى منزلى لم أتمكن سوى من إنقاذ بقرة ولحقت النيران بـ4 رؤوس من الخراف وجهاز ابنتى التى كانت تستعد لزفافها الشهر القادم واحترق جهازها التى اشتريته بمبلغ 17 ألف جنيه بعد أن بعت المحصول.
ويقول محمد محمد عبدالحميد التهمت النيران خمسة رؤوس من الأغنام والحبوب التى أقوم بتخزينها وبعد الحريق فوجئت ببعض الأشخاص الذين ينتمون إلى التيارات الإسلامية يقومون بتوزيع بطاطين قديمة علينا ويقومون بتصويرنا أثناء تسليم البطاطين ولكنى نهرتهم ورفضت أن أتسلم أى شىء بعد أن شعرت بأنهم يستغلون المأساة التى نمر بها.
وتصرخ زاهية محمد موسى التى رسمت خطوط الزمن على تجاعيد وجهها قائلة: عقب نشوب الحريق حملت حفيدتى وخرجت بسرعة من المنزل قبل أن تصيبنا النيران التى أحرقت 20 من رؤوس الأغنام وبقرة تسلمتها من الجمعية الزراعية بالتقسيط ولم أسدد من ثمنها سوى ثلاثة آلاف جنيه فقط وباقى خمسة آلاف جنيه من أين أسددها؟
ويتدخل نجلها ياسر فارس مهدى قائلاً: أثناء الحريق كنت أعمل باليومية فى الحقول وعندما أبلغنى الجيران باحتراق المنزل رجعت ووجدته كومة من الفحم واحترق المبلغ الخاص بسداد قيمه أقساط الأرض، حيث تزيد مديونياتى عن

8 آلاف جنيه ويطالب بإلغاء هذه الديون تعويضاً عن خسائرنا الفادحة.
ويقول محمد محمود: من أسباب انتشار الحريق وارتفاع الخسائر الفادحة اختفاء المياه من الترع الموجودة بالقرية وكانت سيارات الإسعاف تنتقل إلى أكثر من خمسة كيلومترات لتحضر المياه من الترع البعيدة، مما كان يستغرق وقتاً طويلاً كانت النيران تلتهم المزيد من المنازل وترفع من الخسائر.
ويصرخ على إبراهيم قائلاً: رغم الوعود العديدة التى أعلنها المسئولون عن التعويضات والتبرعات لكننا لم نحصل على شىء والبعض منا حصل على مبلغ خمسة آلاف جنيه والبعض الآخر حصل على 100 جنيه فضلاً عن كراتين أغذية من القوات المسلحة.
ويفجر محمود حسن المفاجأة، حيث أكد نشوب حريق الأسبوع الماضى فى 6 منازل بالقرية وقمنا بالاتصال بوحدة مطافئ وادى النطرون حتى تنقذنا لكنهم قالوا لنا اتصلوا بمطافئ العامرية والتى أبلغتنا بأنه علينا الاتصال بمطافئ أبوالمطامير التى حضرت بعد ساعات من الحريق كان الأهالى خلالها قد تمكنوا من السيطرة على النيران وبعد حضور سيارة المطافئ قام العديد من الأهالى بقذفها بالحجارة احتجاجاً على تأخرها.
ويقول صبرى خليل القرية تعانى نقص الخدمات الأساسية، حيث لا يوجد وحدة مطافئ تساعدنا على مواجهة الحرائق المتكررة كما أن أقرب وحده مطافئ فى مدينة وادى النطرون تبعد أكثر من 20 كيلومتراً، ويضيف: كما أن القرية تعانى من عدم وجود مستشفى ولا يوجد سوى وحدة صحية تعمل لمدة ثلاث ساعات يومياً ولا يوجد بها سوى طبيب واحد.
ويتدخل على السيد قائلاً: لا يوجد مدرسة ثانوية بالقرية التى تضم أكثر من ألفى منزل ومئات الطلاب، كما أن المدرسة الابتدائية والإعدادية، حيث تصل كثافة الفصول إلى أكثر من 80 تلميذاً فى الفصل الواحد قرية ترابية وغير مرصوفة، مما يؤثر على استيعاب التلاميذ، كما أن عدداً كبيراً من المدرسين غير متخصصين.
ويقول خميس شحاتة شوارع القرية ترابية وغير مرصوفة ومليئة بالحفر والمطبات وكذلك عدم وجود صرف صحى بالقرية التى تعتمد على الأبيار التى تختلط بمياه الآبار المصدر الوحيد لمياه الشرب بالقرية، كما أن أسلاك الكهرباء تمر أعلى المنازل المسقوفة بالأخشاب وقش الأرز مما يهدد بتكرار الكارثة مرات أخرى.
ويشير عبدالرحمن خالد: نعانى من مشكلة مياه الرى التى تغيب أيام طويلة لا نتمكن خلالها من رى الزراعات التى تروى عن طريق الرش والتنقيط، ويضيف فى حالة انقطاع الكهرباء تتوقف تماماً أعمال الرى لأننا نستخدم مواتير الكهرباء فى رفع المياه.
ويتدخل محمد سعد قائلاً: فى حالة تعطل مواتير الكهرباء الخاصة بشبكة الرى نفاجأ برفض مسئولى الكهرباء صيانتها ويتركوننا لأصحاب الورش الخاصة الذين يبالغون فى تقدير قيمة الإصلاحات مما يعرضنا إلى خسائر فادحة رغم قيام كل مزارع بسداد 200 جنيه، فواتير شهرية للكهرباء مقابل خدمات مواتير رى المحاصيل.
ويشير أسامة محمد عبدالباسط، المحامى، ابن القرية، إلى كارثة لم يشعر بها أحد وهى احتراق أوراق وعقود الملكية للمزارعين التى احترقت منازلهم مما سيمثل لهم مشاكل كثيرة فى المستقبل كذلك وجود العديد من الفتيات اللائى تزوجن قبل السن القانونية بعقود زواج عرفية وقوائم منقولات الزوجية احترقت أثناء نشوب الحريق بتقديم التسهيلات من الجهات الرسمية، كما طالب بإلغاء الحجز الإدارى الذى تم توقيعه على المزارعين والقضايا المرفوعة من الجمعية الزراعية، نظراً للحالة السيئة والظروف الصعبة التى يمر بها أهالى القرية بعد الكارثة التى لحقت بهم.