رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مدفع رمضان.. 30 يومًا من السعادة على كورنيش النيل بسوهاج

مدفع رمضان بسوهاج
مدفع رمضان بسوهاج

 مدفع رمضان، الذي يقبع بكورنيش النيل الغربي أمام تمثال جمال عبدالناصر بمحافظة سوهاج، أحد أهم المعالم والمظاهر الرمضانية التي تشهدها المحافظة طوال شهر رمضان المبارك، حيث أعادت مديرية الأمن تشغيل مدفع الإفطار الخاص بشهر رمضان المبارك العام الماضي، عقب توقفه بسبب أزمة فيروس كورونا عام 2019م، وسط مظاهر الاحتفال والبهجة التي ظهرت على وجوه المواطنين.
 بدأ العمل بمدفع رمضان بالمحافظة منذ أكثر من 100 عام وكانت مديرية أمن سوهاج تقوم بتشغيله خلال شهر رمضان حتى عام 2019 وظهور فيروس كورونا ما دعا الأجهزة الأمنية بالمحافظة بإيقاف تشغيله خوفًا من تجمعات المواطنين الذين يصطحبون أطفالهم لمشاهدة لحظة إطلاق المدفع بتوقيت آذان المغرب غير عابئين بتناول الطعام في منازلهم وقت الإفطار.
 
 ومنذ بداية شهر رمضان العام الماضي 2022 عادت الحياة والروح تم لمدفع رمضان مرة أخرى مكانه بكورنيش النيل الغربي، حيث يتجمع العشرات من المواطنين كبارًا وصغارًا لمشاهدة لحظة إطلاق المدفع بالتزامن مع أذان المغرب في تمام الساعة السادسة و10 دقائق بتوقيت المحافظة.
ومدفع إفطار رمضان يعد من أبرز الأدوات التي ظهرت بمصر ارتباطًا بالشهر الكريم والقاهرة هي أول مدينة أطلق فيها مدفع رمضان عند المغرب في عام 859 هجرية 1455 ميلادية.
وتقول الروايات أن السلطان المملوكي "خوش قدم" أراد تجربة مدفع ألماني جديد وصل إليه وقد صادف تجربته وقت آذان المغرب فظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى موعد الإفطار فخرجوا إلى مقر الحكم ليشكروا السلطان فقرر الاستمرار في إطلاق المدفع كل يوم في وقت المغرب تذكيرًا للصائمين ثم استحدث بعدها مدفعي السحور والإمساك .
 وهناك رواية أخرى تقول إن المدفع تم اعتماده بطريق الصدفة عندما كان ينظف بعض الجنود أحد المدافع فانطلقت منه قذيفة تصادف أنها كانت في وقت المغرب فصدر فرمان بعدها من الحاجة فاطمة زوجة السلطان خوش قدم بأن يستمر ذلك وسُمي المدفع من حينها باسم الحاجة فاطمة، كما تذكر المراجع.
وتداولت الكتب رواية أخرى شهيرة تقول إن والي مصر محمد علي الكبير كان اشترى عددًا من المدافع الحربية، وفي أحد أيام رمضان انطلق صوت المدفع في نفس لحظة غروب الشمس من فوق القلعة فتخيل الناس أن هذا تنبيهًا لهم بوقت الإفطار، ومن هنا أصبحت عادة مرتبطة بالمصريين كل رمضان.
وكان بمحافظة القاهرة حتى وقت قريب 6 مدافع في 4 مواقع اثنان في العباسية واثنان في القلعة وواحد بحلوان وآخر بمصر الجديدة ولا تخرج من مكانها إلا في خمس مناسبات فقط وهي شهر رمضان والمولد النبوي وعيد الأضحى ورأس السنة الهجرية وعيد الثورة.

 وحاول المسلمون على مر التاريخ ومع انتشار الإسلام أن يبتكروا الوسائل المختلفة إلى جانب الآذان للإشارة إلى موعد الإفطار إلى أن ظهر مدفع الإفطار من مصر ومع مرور الوقت انتشر المدفع إلى باقي البلدان العربية والعالم الإسلامي.
وبعد ولادة الفكرة بمصر وتطبيقها بدأت تنتشر

في بلاد الشام ثم بغداد في أواخر القرن التاسع عشر وبعدها وصلت إلى الكويت في عهد الشيخ مبارك الصباح ثم انتقلت إلى باقي دول الخليج وكذلك اليمن والسودان إلى أن وصلت لدول غرب إفريقيا مثل تشاد والنيجر ومالي ودول شرق آسيا وكانت تعمل بالذخيرة الحية حتى عام 1859 وبعد ذلك ظهرت مدافع تعمل بالذخيرة غير الحقيقية بعد أن تكررت شكاوى من تأثير الذخيرة الحية على مبنى القلعة ولذلك تم نقل مدفع القلعة إلى نقطة الإطفاء بالدراسة بالقرب من مشيخة الأزهر.
وقال الأمين كرم المكلف من قبل مديرية أمن سوهاج بالعمل على المدفع أنه يعمل على مدفع إفطار رمضان منذ 16 عامًا ويقوم بوضع البارود الخاص به ويتم الإطلاق في موعد أذان المغرب حسب التوقيت المحلي للمحافظة وأن القذيفة التي يتم إطلاقها مع بدء أذان المغرب من نوع الدانة .
 وأوضح الأمين كرم أن هناك أماكن محددة يستخدم فيها المدفع، حيث يتم استخدامه في الأماكن المفتوحة فقط نظرًا لخطورة سقوط القذيفة التي يتم إطلاقها وما تسببه من خسائر معربًا عن ساعدته للقيام بهذا العمل كل عام من شهر رمضان قائلًا: كفاية فرحة الناس لما المدفع يضرب .
وأعرب المسؤول عن المدفع عن سعادته هذا العام لأنه استطاع أن يدخل الفرح على مواطني سوهاج محافظة، مضيفًا بأن الكل كان ينتظر مشاهدة انطلاق قذيفة مدفع الإفطار علشان يفرح وأنه سعيد جدًا لعودة صديقه إلى العمل عقب توقفه وبعده عنه سنتين وأنه ينتظر شهر رمضان كل عام من أجل رؤية الفرحة في عيون الأهالى .
وعبّر مواطني المحافظة عن فرحتهم وسعادتهم برؤية مدفع الإفطار وعودته للعمل من جديد خلال الشهر الكريم عقب توقفه بسبب جائحة كورونا مؤكدين أنه يعتبر من أهم الأجواء والطقوس الرمضانية التي تشعرهم ببهجة الشهر الكريم، وأن صوت قذيفة المدفعية تُوجِد الفرحة في نفوس الصائمين ويوحي لها بتوقيت مغرب مختلف عن الأيام العادية.