عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أمن دمياط يُعيد بحيرة المنزلة للحياة.. والصيادون: السيسي وعد فأوفى

وزير الداخلية
وزير الداخلية

 منذ ثلاثة أعوام، كانت قرية أبو جريدة التابعة لمركز فارسكور، مُحافظة دمياط، أحد أخطر بؤر المخدرات وتجارة الكيف فى دمياط، تسيطر عليها عصابات تجارة المخدرات، وتروع النساء والأطفال، ومنذ أسبوع، بدأت القرية مرحلة جديدة، حيث انتفضت مديرية أمن دمياط، وشنت حملات لتطهيرها، وإعادة الأمن والأمان لمواطنيها، وألقت القبض على أباطرة تجارة المخدرات بها، وأشهرهم المدعو "طه د ر ا ع"، الذى روع أهل القرية وأطفالها ونساءها لسنوات طويلة، وبعد أسبوع  من التطهير، بوابة الضمير تتجول داخل قرية أبو جريدة، لنرى عن قرب كيف تغيرت طبيعية الحياة داخل القرية، وإلى أى مدى وصلتها يد التنمية، وكيف أصبح حال أهلها؟

 تقع قرية أبو جريدة الأشهر فى مركز فارسكور فى محافظة دمياط، ويقطنها أكثر من ٤٠ ألف نسمة، تعاني مثل غيرها الفوضى والإهمال والفقر ونقص الخدمات.
 تجولت الوفد داخل القرية لرصد مشاكلها وأزماتها، و تشتهر القرية بصيد الأسماك ببحيرة المنزلة.

 

 كيف تحولت قرية أبو جريدة من تجارة مخدرات البانجو لتجارة الشابو المدمر؟

 يقول محمد سليم من أهالي القرية، القرية كانت من أشهر القرى فى صيد الأسماك من بحيرة المنزلة.

 وتابع، انتعشت هذه التجارة لسنوات، فى ظل غياب الأمن خصوصًا منذ اندلاع ثورة ٢٥ يناير، وتوسع تجار المخدرات بشكل كبير، وظهرت أسماء معروفة فى سوق الكيف، خاصة مخدر الهيروين والايس المسمي بمخدر الشابو المدمر، الذي يصل سعر الجرام إلى ١٠٠٠ جنيه.

 أباطرة المخدرات تختبيء ببحيرة المنزلة قرب أبو جريدة 

 الحديث عن تجارة المخدرات فى قرية أبو جريدة ، بات جزءًا من تاريخ هذه القرية، حيث روى محمود حمودة، كان من أبرز أباطرة تجارة المخدرات المدعو "طه د ر ا ع"، الذى تم القبض عليه مؤخرًا خلال حملات تطهير القرية من تجار الصنف، وهناك أسماء أخرى، أنهت أجهزة الأمن إمبراطورياتهم فى تجارة الكيف، حثى تم ضبط نحو ١٢٠ تاجرًا للمخدرات أثناء حملة الداخلية على القرية.
 
 طه الزعيم أسطورة الهيروين والشابو المدمر بقرية أبو جريدة.  

 لايزال اسم طه الزعيم أسطورة الهيروين والشابو المدمر بقرية أبو جريدة، يتردد حتى الآن داخل القرية، فما زالت جلسات السمر المسائية لا تخلو عن الحديث عن هذا الرجل، الذى هدد الأمن العام لسنوات، بحسب ما قاله إسلام حمودة، أحد مواطنى القرية.

 أوضح أن طه الزعيم كان من الأساطير التى مازال أهالى القرية يتحدثون عنها، وكانت النساء تخوف الأطفال باسمه، فتقول السيدة لطفلها: هتنام ولا أجيب لك الزعيم؟

 وأضاف: كان لديه مجموعة من البلطجية مدججين بالأسلحة النارية الخفيفة والثقيلة، مُتحديًا هيبة الدولة، حيث أقام بها حصونًا وأبراجًا مرتفعة، لإرهاب أهالى القرية وإثارة الفزع والخوف فى قلوبهم.

 كما تابع: لم يكن أحد لديه الجرأة ليقف أمام الزعيم، وظلت قرية أبو جريدة لمدة ٤٠ عامًا، أحد أكبر أوكار تجارة المخدرات فى دمياط، عانى خلالها الأهالى من غياب الأمن وسطو وظلم تجار الكيف، حتى عاد إلى دمياط مرة أخري، مساعد الوزير لأمن دمياط، حيث كان يشغل منصب مدير المباحث الجنائية من عامين بدمياط، ومنذ مجيئه بمنصب مدير أمن دمياط، قاد خطة محكمة وحملات لتطهير قرية أبو جريدة، ثم بحيرة المنزلة الواقعة بمركز فارسكور.
 قال محمد جمال، كان يتم استغلال بيع المخدرات بداخل القرية علنًا، فضلًا عن أنهم تعاقدوا مع أصحاب مركبات التوك توك لنقل الزبائن من خارج أبو جريدة لداخلها، وتبين وجود دواليب مخدرات متحركة وأخرى ثابتة.

 وتابع قائلًا: كانت العصابة تقوم بتوصيل المخدرات ديليفرى بالدراجات البخارية، وكان الزعيم يصطحب معه دائما ٢ سلاح آلى، و٦ خزائن من ذات العيار، حيث كان دائم الجلوس ببحيرة المنزلة، وبعد ضبطه أكد أنه أشترى هذه الأسلحة عقب ثورة ٢٥ يناير.

 بعد التطهير أبو جريدة تعود لبحيرة المنزلة لصيد الاسماك.

 بعد تطهير قرية أبو جريدة، حلم الأهالى أن أمتد إليهم وإلى قريتهم بيد التطوير والتنمية، حيث كانت القرية محرومة من الخدمات.

 وقال أحمد عيسي، إنه بعد تطهير القرية من تجار المخدرات، عادت مياه بحيرة المنزلة كما كانت، وعاد إليها الصيادين من جديد، وأضاف، ساعد ذلك على تحسين دخل الكثيرين من أهالى القرية.
 ثم تابع: نحتاج المزيد من التطوير والتنمية فى القرية، التى حرمت لسنوات من أى خدمات، وهو ماتسبب فى إهمال ملف التعليم، ونقص المدرسين، فمن الناحية التعليمية لا يوجد بالقرية سوى مدرستان أحدهما للتعليم الابتدائي والأخرى للتعليم الإعدادي، وبها عدد قليل جدًا من الفصول قد يصل إلى ٦  فصول في كل مدرسة، وبذلك لا يكفي عدد الفصول لاستيعاب الطلاب أبناء القرية، مما يضطر الأهالي لتعليم أبنائهم في مدارس القرى المجاورة لعدم وجود أماكن داخل مدارس القرية.
مؤكدًا على ضرورة الاهتمام بالإدارة الصحية، وتطوير المبانى الخدمية حتى تعود الروح مرة أخرى للقرية، وأصبح الوضع بالقرية مختلفًا تمامًا بعد تطهير القرية من تجار المخدرات، مؤكدًا أن الهدوء عاد لشوارع القرية، وأصبحت المحال التجارية تفتح على مدار ٢٤ساعة، عكس ما كان يحدث قديمًا، فالأجهزة الأمنية قامت بدورها على أكمل وجه، وننتظر دور المسؤولين فى التنمية وتطوير القرية بشكل يتناسب مع طبيعتها، خصوصًا أن هذه القرية ظلمت على مدار ٤٠ عامًا.

 بسبب  الإهمال وتجار المخدرات، أمن دمياط يُعيد بحيرة المنزلة للحياة 
 الصيادون: السيسي وعد فأوفى
 رجع البحيرة زى ما كانت، وعد قطعه الرئيس عبدالفتاح السيسى على نفسه، لتطوير بحيرة المنزلة.

 ويؤكد الصيادون ببحيرة المنزلة أن قرية أبو جريدة خلال السنوات الماضية، تحولت لتجارة المخدرات والآثار، حيث تجرى أعمال بيع المخدرات وأعمال تنقيب غير شرعية ليلًا، كما تعقد بها صفقات بيع الآثار، ولا يمكن للشرطة دخولها لأنها وسط البحيرة.

 وقبل وصول أى حملة للمكان يهرب تجار الآثار بلانشات سرعاتها كبيرة تفوق سرعة شرطة المسطحات، ولكن مع عمليات التطهير التى تتم بالبحيرة وتواجد قوات من الشرطة والجيش باستمرار، اختفت عمليات التنقيب والاتجار.

 حيث تم تطهير ٧  آلاف فدان في محافظة دمياط، وتم إزالة ٢٧٠٠ حالة في دمياط فقط، كما تم إزالة جميع التعديات على بحيرة المنزلة، حيث كانت بحيرة المنزلة تنتج حوالي ٤٤ ألف طن من الأسماك خلال ٢٠١٣ و٢٠١٤و٢٠١٥، بينما في عام ٢٠٢٢ أصبحت البحيرة تنتج حوالي أكثر من ٩٠ ألف طن  من الأسماك.

 السيسي يوجه بإنتاج مراكب صيد بديلة للقوارب الخشبية المستخدمة في بحيرة المنزلة.

 يقول عمر حسان، من أهالي القرية، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتطوير وتصنيع وإنتاج مراكب صيد تستخدم محليًا لصالح فئات الصيادين في بحيرة المنزلة، وذلك كبديل للقوارب الخشبية البدائية المستخدمة حاليًا، على أن تكون مزودة بالآلات الحديثة والمبردات لتخزين الأسماك، وذلك دعمًا للصيادين ولقدرتهم على مضاعفة الإنتاج من الصيد، كما تم إزالة التعديات والمزارع غير المرخصة علي بحيرة المنزلة.

 كما تم تعميق البحيرة وتطهيرها وإزالة الرواسب والحشائش الموجودة بها، وتم تطوير البواغيز التي تصل البحيرة بالبحر المتوسط باستخدام أحدث الكراكات العملاقة.
 تم وقف تدفق مياه الصرف إلي بحيرة المنزلة، وذلك من خلال تنفيذ محطات معالجة ثلاثية، وتم إنشاء طريق دائري حول البحيرة لحمايتها وضمان سلاسة النفاذ إليها، وتسهيل حركة النقل والتجارة والأفراد.
 كما شهدت بحيرة المنزلة تغييرًا كليًا ونقلة نوعية، وتم استعادة الحالة الطبيعية والتوازن البيئي للبحيرة.
 وتم زيادة مساحة بحيرة المنزلة الكلية إلى ٢٥٠ ألف فدان، و الآن تحتوي على مياه نقية ساعدت على الإنتاج السنوي من الأسماك الفاخرة بها، ووجه الرئيس السيسي باستكمال أركان الدورة التنموية الخاصة ببحيرة المنزلة بواسطة استراتيجية متكاملة الأبعاد، تضيف على ما تم تحقيقه.

 كما وجه الرئيس السيسي، بضرورة استثمار جهود الدولة التي تم بذلها لاستعادة الطبيعة البيئية للبحيرة، وذلك من خلال تطوير قدرات وآليات الصيد بها، وتعزيز فرص العمل ومساعدة الصيادين من أبناء قرى المحافظات المطلة على البحيرة مثل قرية أبو جريدة، للاستفادة من الحد الأقصى من إنتاج الأسماك من البحيرة.