رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

المنصورة : شكراً للإخوان على مصنع الموت

بوابة الوفد الإلكترونية

خرج أهالى قرية الحوتة إحدى قرى مركز ومدينة المنزلة بمحافظة الدقهلية لتعلن عن اعتصام مفتوح أمام مصنع القمامة الجديد والذى تؤسسه مجموعة من المستثمرين الذين ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين

وجاء هذا الإعلان عن رفضهم هذا المصنع الذى سيدمر صحة مواطنى القرية والقرى المجاورة والتى يبلغ عددها أكثر من 114 قرية فى محيط زراعى مهدد بالدمار هو الآخر.
«الوفد» ذهبت إلى الأهالى لتقف على الحقيقة المأساوية حيث وجدنا صرخات مدوية يطلقها نساء ورجال وأطفال وشباب وشيوخ لتؤكد المعاناة بعد افتتاح المصنع مع أول يناير 2013.
شعبان محمد مدرس من أهالى قرية الحوتة قال إن تعداد سكان القرية يصل إلى أكثر من 100 ألف نسمة بخلاف القرى المحيطة بنا البالغ عددها 14 قرية وهى: (أولاد نور والخلايفة والزعاترة والمحارقة وأولاد صبور والضهير والقطشة والعربان وأولاد ناصر والقزاقزة والشريفية والأحمدية والطوابرة وبنى هلال) وتعداد كل قرية يقارب نفس تعداد سكان قريتنا.
وأضاف أن البداية كانت بإنشاء مصنع للقمامة أقامته شركة مصرية لتطوير المخلفات الصلبة بقرية الحوتة وأقنعتنا الشركة أنه لن يضر ولن نشعر به، بل سوف يساهم فى توفير فرص عمل لأبناء المنطقة وهذا الأمر كان صورة لشيء مجهول حتى بدأ العمل بالمصنع لنجد أنه يضر بالصحة العامة والبيئة المحيطة به، فبعد خمسة أيام من عمله فوجئنا بروائح كريهة ودخان كثيف يدخل إلى أطفالنا داخل مدارسهم ليرفض الأطفال الذهاب لمدارسهم بسبب الاختناقات، وهذا الأمر يعرض أطفالنا إلى الإصابة بأمراض سرطانية وصدرية ونحن مواطنون فقراء لو مرض طفل لن نستطيع علاجه، مشيراً إلى أن الإخوان فى دولتهم الجديدة أكدوا مشروع النهضة التى شملت التعليم والصحة والبيئة النظيفة وتلك العناصر تجمعت ليصبح تطبيقها عكس ما وعدونا به ليصل الحال بأن نوابهم عن مجلس الشعب المنحل علقوا لافتات تهنئة بمصنع الدمار والموت والذى يسمى بمصنع القمامة.
أما السعيد حسن مصطفى من أهالى قرية الحوتة فيقول: أريد أياً من المسئولين والذين ساهموا فى إقامة هذا المصنع الإقامة بقريتنا لمدة أسبوع واحد فقط مع أبنائهم أثناء شغل المصنع، وطالب حسن نواب الإخوان بنقل المصنع إلى قراهم.
ويضيف أحمد زكريا أن «أراضينا بتبور» وأصبحنا نعيش فى جو مسمم والخضار والفول والفواكه بالدخان السام الناتج من المصنع، فالمصنع يقع داخل كتلة زراعية، والدفن لتلك المخلفات كما علمنا سوف يجدون مياهاً موجودة يستحيل معها الدفن لأنها أرض زراعية خصبة يدمرونها الآن بهذا المصنع.
ويضيف أحمد العرابى بسام «مزارع» ببركة ولاد إسماعيل بجوار المصنع قائلاً: أمتلك قطعة أرض منذ 20 عاماً، ومع بداية شغل المصنع والذى لم نكن نعرف خطورته جاءت الصورة لتكشف عن أضرار كثيرة، فقد تم تجميع أكوام وتلال زبالة تحتوى على حيوانات ميتة تبعث منها روائح كريهة، كما أن الزبالة تحمل أكياساً بلاستيكية وورقا وغيرها من أشياء تتطاير لتصل إلى ترع الرى وتغلقه تماماً، مما أثر على رى الأراضى الزراعية والتى تحيط بهذا المصنع من كل اتجاه وتموت يوماً بعد يوم بسبب عدم وصول مياه الرى لتسقى بها تلك المحاصيل وبهذا نفقد جودة

المحاصيل وصلاحيتها، فهل هذا اتجاه الحكومة الجديدة!!
وتضيف عبير نسيم: زوجى يعمل باليومية ورزقنا الله بطفلين بنت وولد عمراهما من سن 4 و6 سنوات، وابنى مريض بالصدر ونحن نقيم على بعد كيلو واحد فقط، ومنذ أن بدأ العمل فى المصنع والرائحة الكريهة والدخان الذى لا يطاق يأتى لمنازلهم وكل يوم أذهب بابنى للطبيب لعمل جلسات على صدره متسائلة إن دخل زوجى لا يكفى للمعيشة.
وتستكمل أسماء على السادات - ربة منزل: عندى أولاد صغار من سن 6 شهور إلى 5 سنوات وتأثير المصنع منذ أن تم تشغيله لمدة خمسة أيام أثر على الأولاد وذهبنا بهم إلى الأطباء وظروفنا صعبة، فزوجى تاجر حبوب موسمى ولا نستطيع أن نعيش فى هذا الوضع السيئ ومطالبنا أن نعيش فى سلام ويغلق هذا المصنع حفاظاً على أرواح أطفالنا.
ويؤكد صابر الهادى وصل إلىّ من قرية أولاد ناصر - إحدى القرى المتضررة من مصنع القمامة أن الضرر فى الاستيلاء على خط مياه شرب قائلاً إن أهالى قريتنا بالاشتراك مع قرية العربان المجاورة لنا قاموا بتوصيل المياه من الخط الرئيسى للمطرية وبطول طريق 2 كيلو بمواسير قطرها 4 بوصات والذى تكلف مبلغاً كبيراً دفعنا فلوسه بالكامل من جيوبنا ولم نكلف الدولة شيئاً وجاء المصنع ليستولى على خط المياه وقام بتركيب مواسير من الخط الخاص بنا وبنفس القطر الذى يغذى القريتين لنجد أن المياه قد سحبت بالكامل، مما تسبب فى قطع المياه عن منازلنا ليصبح الحال أن المياه لا تصلنا سوى ساعتين فقط فى الليل ومختتماً كلامه قائلاً: إن المصنع حالياً لم يعمل بعد بكامل طاقته فما هو الحال لو عمل بكامل طاقته.
وأكد الأهالى أنهم مستمرون فى الاعتصام المفتوح وعدم السماح للمصنع بالعمل رافضين أى تهديدات وموجهين تساؤلاتهم إلى كل مسئولى الدولة: هل أرواح الناس لا تساوى شيئاً عندكم وهل استثمار بهذا الحجم ينشأ على حساب منطقة زراعية خصبة تزيد على 21 فداناً ويدمر إلى جانبها آلاف الأفدنة ولماذا لم تنشأ فى صحراء جمصة.