عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عذراء الحرية.. سيدة من المنيا(دولت فهمى) فدائية ثورة 1919

صورة لفدائية ثورة
صورة لفدائية ثورة 1919 دولت فهمي

عذراء الحرية ، هكذا لقبوها ، إنها دولت فهمي ، إبنة محافظة المنيا ، بصعيد مصر المحروسة ، عشق الكثيرون مصر ، ضحوا من أجلها ، بالمال والنفس والروح . . أصيب الكثيرون ، و استشهدوا فداءا للوطن ، لكن تميزت دولت فهمى عن الجميع ، فما حدث معها و ماحدث منها هو شئ نادر الحدوث ، فقد ضحت بسمعتها لتنقذ الثوار ، و جهازهم السرى أثناء ثورة 1919 ، و قدمت صورة من أعظم صور التضحية و الفداء التى من النادر تكرارها .

 

فالتاريخ لايصنعه الرجال فقط، فكثيرا من النساء لعبن ادوارا عظيمة فى خدمة الوطن ، بل ان بعضهن كن أعظم وطنية وبطولة من كثير من الرجال ، ومن هولاء العظيمات الفدائية " دولت فهمى" بنت محافظة المنيا، منقذة ثوار وابطال ثورة 1919، التى كان للمنيا ادوارا  مشهودة فيها، فمن العلامات النسائية البارزة بمحافظة المنيا ، خلال ثورة 1919 ، كانت دولت فهمى ، إحدى بطلات ثورة 1919 .

 

والتي كانت رفيقة هدي شعراوي ، ودولت فهمى سيدة مصرية من قرية أبوعزيز ، إحدي قري القطاع الشرقي لمركز ومدينة مطاي ، شمال محافظة المنيا، والتي انتقلت للعيش فى القاهرة ، وعملت ناظرة بمدرسة الهلال الأحمر القبطية للبنات، وبجانب عملها بالمدرسة، كان لها دورا كبيرا فى ثورة 1919، حيث كانت تعمل مع التنظيم السرى للثورة، والذى أطلق عليه اليد السوداء، وكان عملها السرى سبباً أساسياً ، فى أن أحداً لم يعرف من هى دولت فهمى، فقد كان العمل كله يتم فى سرية تامة.

 

وكان ذلك التنظيم السرى أو اليد السوداء ، تحت قيادة عبد الرحمن فهمى،  وأحمد ماهر، وهدفه الأساسى ، تمثل في بث الرعب والذعر في نفوس المحتلين الإنجليز والخائنين من المصريين، وذلك عن طريق اغتيال بعض جنود الاحتلال وإرهاب بعضهم وإرسال التهديدات لهم،  وكان من معتقدات الثورة ،أنه لا يجوز لمواطن مصرى أن يقبل رئاسة الوزراء ، فى ظل الحماية البريطانية ، لأن ذلك يعتبر خيانة للوطن، لكن فوجئت الثورة بأن محمد شفيق باشا ، قبل أن يكون وزيراً للأشغال والحربية والزراعة ، فقرر التنظيم السرى قتله .

 

لذا اصدر  الجهاز السرى تكليفا لطالب مصرى عمره 21 عاما، يدعى " عبد القادر شحاته" للقيام بعملية فدائية ، بغرض (إرهاب) الوزير" محمد شفيق باشا" الذى كان قد سبق له قبول تولى "ثلاثة" وزارات فى ظل الاحتلال،  قام اثناءها بنفى زعماء الوفد ،وتطوع الطالب عبدالقادر شحاتة ، لتنفيذ تلك المهمة ، وبالفعل قام بإلقاء "قنبلة"على الوزير لإرهابه، وقد نجا الوزير وكلف عبد القادر شحاتة بتلك المهمة.

 

وكان "شحاتة" شاباً فى الحادى والعشرين من عمره ، وكان له دور فى أعمال ثورية سابقة ، منها ،  طبع المنشورات ،وإشعال الثورة فى المنيا، وفى اليوم الثانى والعشرين من فبراير عام 1920 ، قام عبد

القادر شحاتة بتنفيذ العملية متنكراً فى ملابس عامل العنابر، وجاء زميل له وسلمه القنبلة ومسدسين ، لكن بعد أن رمى القنبلة لم يمت الوزير.

 

ثم هرب شحاتة إلى شارع النزهة ، ووصل إلى مدرسة قبطية ، فجاءت دولت فهمى ناظرة المدرسة ، وطلبت مسدسه ، وقامت بإخفائه، وكتب شحاتة بعد ذلك فى مذكراته أنه تعجب من شجاعة تلك السيدة ، والتى أظهرت ثباتاً فى ذلك الموقف الصعب، ليتم  القبض على شحاتة،  واعترف أنه كان ينوى قتل الوزير لقبوله الوزارة، وعندما أراد المحقق أن يعرفوا أين كان يبيت قبل محاولة الاغتيال، فوجئ برسالة تصله من التنظيم السرى ، تخبره أن دولت فهمى ستأتى وتشهد بأنه كان يبيت فى بيتها ، ويجب عليه أن يعترف بنفس الشىء.

 

وبالرغم من خطورة هذه الشهادة على سمعة دولت فهمي ، إلا أنها قبلت تلك التضحية، حيث اصدر  النائب العام  قراراً فورياً بالقبض على دولت  فهمي ، وعندما دخلت عليهم أقبلت على شحاتة وقبّلته ، وأعلنت أنه كان يبيت عندها ، لأنه عشيقها وأنهما كانا يكتمان هذا الأمر خوفاً على سمعتها، والحقيقة أن دولت  فهمي ، لم تكن رأت شحاتة قبل يوم محاولة الاغتيال، لكنها مع ذلك رفضت أن تغير أقوالها حتى بعد أن هددها الإنجليز بوسائل مختلفة.

 

ليخرج شحاتة من سجن طرة عام 1924 بعد أربع سنوات، وبعد خروجه، بحث عن دولت فى كل مكان وسأل عنها زعماء التنظيم السرى، وكان يشعر أنه يحبها بعد موقفها معه ويجب أن يتزوجها، وفى النهاية علم أن أهلها قتلوها عندما سمعوا بإعترافها بأن رجلاً كان يبيت عندها، ولم يعلموا أن ابنتهم بريئة وهناك ذبحوها، انتقاما لشرفهم ، وليغسلوا عار العائلة، ولم يعلم أشقاء دولت فهمى أنهم قتلوا واحدة من أعظم فدائيات ثورة 1919، كل ذنبها انها قامت بتضحية من أجل وطنها الحبيب (مصر) ، انها" دولت فهمى" بنت المنيا المنسية