رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رغم الغرق والحبس.. شباب الدقهلية يستقلون مراكب الموت نحو المجهول

مساكن قرى الدقهلية
مساكن قرى الدقهلية

شباب ولى وجهة شطر خارج البلاد واتخذ قبلته إلى بلاد أوروبا  هربًا من واقع مرير يتمثل فى قلة فرص العمل وانخفاض الأجور وتدنى المستوى المعيشة؛  ليلقى مصيرًا ينتهى بالموت المحقق ناقمين على ظروف معيشية جعلتهم فريسة لميلشيات ومافيا الهجرة غير الشرعية وباتت مصائرهم تنتهى برحلة موت بحثا عن الحياة فى بحر متلاطم الأمواج.


وأكدت 13 أسرة من قرية ميت فضالة  التابعة لمركز أجا أن الشهور الماضية مرت عليهم بصعوبة بسبب تغيب 13شباب الذين خرجوا فى رحلة هجرة شرعية عن طريق البحر بإتجاه إيطاليا منذ 6 شهور، ولكنهم اختفوا فى ظروف غامضة.

 

وتبين أنه تم القبض عليهم من قبل السلطات الليبية، وتم الإفراج عنهم بعد تدخل السلطات المصرية.

وفى  مارس الماضى  اتشحت قرية الترزى التابعة لمركز بلقاس بالسواد بعد مصرع شابين من القرية وهما السيد عبدالعليم عز الرجال 35سنة، وعبدالله عبدالفتاح صالح 42 سنة فى حادث سيرحادث سير بمنطقة المخيلى جنوب مدينة البيضا بليبيا  إثرإنقلاب سيارة كانت تقل 23شخصًا من جنسيات مختلفة بينهم 17مصريًا فى حادث هجرة غير شرعية.
واشتهرت بعض قرى محافظة الدقهلية بالسفر إلى أوربا وفيها قرى نوسا الغيط نوسا البحر وميت العامل ميت مسعود التابعين لمركز أجا  ميت الكرما وميت زنفر التابعين لمركز طلخا وبساط كرم الدين التابعة لمركز شربين وأويش الحجر التابعة لمركز المنصورة  ولقى عشرات من أبناء هذه القرى مصرعهم غرقًا فى البحر المتوسط فى رحلة الهروب إلى إيطاليا عبر ليبيا عن طريق مراكب شراعية صغيرة لاتتجاوز حمولتها 50 فرد يتم شحن المئات بعد دفع آلاف الجنيهات للسماسرة وتجار الموت الذين يحصلون على 180ألف جنيه مصرى من كل شاب بعضهم يبيع كل ما تملكه أسرته لكى يوفر هذا المبلغ وبعضهم يحصل على قروض من البنوك وبعضهم يوقع على إيصالات أمانة بقيمة المبلغ يفعلون ذلك وهم يعلمون أن الموت المحقق ينتظرهم.
وفى الدقهلية سجل كامل بقرى لها جاليات قوية ومؤثرة ومنها قرية ميت الكرما  التابعة لمركز طلخا الزائر لتلك القرية لايصدق أنه فى قرية تقع فى حضن الدلتا المصرية لايوجد منزل بالقرية إلا وبه مندوب فى فرنسا أو إيطاليا أو ألمانيا أو كوريا  بأيدى أبنائها الذين هاجروا ثم عادوا ليقيموا القصور والفيلات جعلوا منها نموذجًا معماريًا يخطف الأنظار وحولوا ميت الكرما  إلى مايشبه المدينة غير أن سعر الأرض فى القرية يعتبر الأغلى فى محافظة الدقهلية.

 وتعتبر ظاهرة المغالاة في مهور الزواج من المظاهر الطاغية هناك حيث يتنافس الشباب العائد من الغربة فى تقديم الهدايا الثمينة فى صورة شبكة للعروس والتى تصل فى بعض الأحيان لمئات الألوف من الجنيهات فالقرية  تضم مائة ألف نسمة وبرغم خسارة شبابًا يافعًا  فى مغامرات السفر الغير محسوبة، إلا أن رحلات السفر لاتتوقف فالشاب الذى أغلقت جميع أبواب الحياة فى وجهة بعد الحصول على المؤهل ودخل فى طابور العاطلين فى الوقت الذى يجد نموذجًا ناجحًا فى قريته سافر عبر البحر وبعد فترة عاد وإستطاع تحقيق أحلامه

يصعب إقناعه بخطورة الهجرة عن طريق البحر.
شقيق عثمان إبراهيم النواجى من أهالى محافظة الدقهلية  يقول أخى عثمان كان يبلغ من العمر25 عامًا وأبى كان أبى  يعمل بمصنع طوب  وعندما أراد أخى السفر قام أبى ببيع مصوغات والدتى وأخواتى البنات وكتب على نفسه إيصالات أمانة بالباقى وكان أمله أن يصل أخى عثمان إلى إيطاليا ويجد عملًا ولكن عثمان سافر منذ2006 ولم يعد، ولانعرف عنه شيئا حتى أن والدى مات من الحسرة .
ويلتقط السيد محمد معوض سائق من قرية نوسا الغيط طرف الحديث ليقول:" أخى محمدخرج  مع صديقه أيمن السيد شهبة ودفعة من الشباب من أماكن أخرى  رحلة النهاية فى عام 2005 خرجوا جميعا فى رحلة نظمها لهم سمسار يملك أحد المراكب الشراعية وتحطمت المركب وغرقت بكل من فيها".
أما سماح السيد المسيرى من الدقهلية فتقول:"زوجى كان مدرسا وراوده حلم السفر كبقية الشباب وبعت له مصوغاتى وجزء من أثاث الشقة وقد سافر منذ 2008 ومنذ ذلك الحين لم أعرف عنه شيئا وترك لى بنتين فى عمر الزواج وأنا لاأملك أى دخل سوى عملى بصيدلية ب700 شهريًا".
يروى  إبراهيم سبع  مقيم بالدقهلية تفاصيل المأساة قائلًا:"حاولت مثل الآلاف من الشباب السفر إلى إيطاليا وتعرفت على سمسار فى مجال الهجرة الغير شرعية وبالفعل اتفقت أنا ومجموعة من الشباب معه على تسفيرنا مقابل 60ألف جنيه لكل فرد ويضيف فى النوعد المحدد تم تجميعنا وسافرنا إلى ليبيا عن طريق البحر وهناك تم تجميعنا فى أحد الشقق وظللنا يومين لنجد السمسار يحشرنا مع آخرين داخل مركب متهالك ألقانا قرب السواحل الإيطالية؛ لنواجه الموت غرقًا، قبل أن ينقذنا حرس الحدود الإيطالية ويقبضوا علينا".


وبرغم هذه المأساة التى تعرضنا لها إلا أننى فوجئت بهذا السمسار يقاضينى وزملائى بموجب إيصالات أمانة لمطالبتنا بباقى المبلغ المتفق عليه.