رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مواقف إنسانية.. "بلشة" ينقذ المئات من ضحايا كورونا فى عزل مستشفى ابشوا

الدكتور أحمد بلشة
الدكتور أحمد بلشة

فى بداية جائحة "كورونا" فى مصر العام الماضى قررت محافظة الفيوم تخصيص مستشفى ابشواى المركزى لتكون مستشفى عزل ضحايا مرض "كورونا" بالرغم من انها تخدم 3 مراكز ادارية هى ابشواى والشواشنة ويوسف الصديق بالاضافة الى العديد من قرى  مركزى سنورس واطسا ..وبالرغم من ذلك وربما لموقعها وتطرفها الى حد كبير عن  مدينة ابشواى تقرر تخصيصها كمستشفى للعزل.

 

وشهدت المستشفى توافد مئات الضحايا من ابناء المحافظة المصابين بالفيروس وقامت ادارة المستشفى برئاسة الدكتور محمد نصر الله مدير المستشفى باستقبال الضحايا وبذل الطاقم الطبى الجهد الكبير فى تخفيف الام المرضى وعلاجهم.

 

الطبيب الشاب  أحمد بلشة واحد من الجيش الابيض فى  مستشفى ابشواى الذى كان ومازال يواصل العمل ليل نهار فى انقاذ وعلاج ضحايا فيروس كورونا ..

فى لقاء معه قال :  بداية الجائحة العام الماضى كانت صعبة وكان هناك رعب حقيقى من  التعامل مع مصابى الفيروس وكان الخوف يمتلك الفريق الطبى سواء الاطباء او التمريض وتم اختيارى من ضمن فريق الاطباء بالمستشفى الذين سيتواجدون فى العزل وبدأت العمل وكان "الشفت"بالنسبة لى يستمر ثلاثة ايام متواصلة وقررت عزل نفسى عن اسرتى وخصصت لى مقرا فى شقة بالدور العلوى بمنزلنا الذى لا يبعد غن المستشفى قرابة 300 متر وكنت لا ارى والدتى او اشقائى واحيانا كانوا يأتوا الى المستشفى للاطمئنان على.

ويضيف"بلشة"  فى العزل اخالط المرضى ولا ارتدى كمامة او" ماسك" او حتى "جوانتى" بل و اقاسم بعضهم الطعام كناحية نفسية  تساهم فى رفع روحهم المعنوية وفى نفس الوقت كنت ارفض ان يصاحبنى احد من الفريق الطبى دون ارتداء ملابس الوقاية الكاملة  و نسمح بوجود مرافقين للمرضى من ذويهم خاصة للذين يرتدون" ماسكات " الاوكسجين حتى يساعدوا الفريق الطبى فى عدم رفعه من على وجوههم وهناك مفارقة  عجيبة وغريبة ان جميع من رافقوا المرضى فى العزل لم يصاب اى واحد منهم بالفيروس !!!

ويستطرد "بلشة" انه خلال فترة تواجده فى العزل حدثت مواقف يندى لها الجبين من اسر ترك ابنائها ابائهم وامهاتهم على ابواب المستشفى وفروا هاربين وبعضهم رفض تسلم  جثث موتاهم بل ان اسرة دفعت 10 الاف جنيه لبعض العاملين بالمستشفى من اجل تغسيل وتكفين ميتهم المصاب بالفيروس  ودفنه .

وعلى العكس تماما هناك ابناء لم يتركوا ابائهم وامهاتهم لحظة واحدة اعرف احدهم ظل اكثر من 40 يووما ينام فى طرقات المستشفى وعلى الرصيف طوال فترة تواجد امه فى العزل وكنا نسمح له بزيارتها وكان يجلس تحت اقدامها ويقبل قدميها وجبينها حتى اكرمها الله بالشفاء .

ويشير الدكتور احمد بلشة الى ان فيروس كورونا غريب فهناك العديد من المعمرين تم شفائهم واخرين شباب توفاهم الله  ...اكثر من

سيدة عمرها فوق 95  عاما تم شفائها من الفيروس واخرين يعانون من امراض الكبد والسرطان تمكنا بفضل الله من علاجهم من الفيروس .

ويضيف ان الهلع والخوف من الكورونا وما بثته القنوات ووسائل الاعلام  اوصلت احدى السيدات عمرها 57 سنة ان تتناول اقراص مكافحة تسوس القمح وماتت   خشية ان يصاب احد من اولادها بالفيروس بعد ان توهمت ان الفيروس يصيب كبار السن ومن الممكن ان ينتقل لاسرهم ومن المواقف الغريبة ان احدى الفتيات اصيبت بالفيروس قبل حفل زفافها بيوم واحد وتم الغاء الحفل بل تم طلاقها من زوجها !!! ومن المواقف المؤسفه ما حدث  قرية قصر الجبالى  عندما توفى رجل من القرية متأثرا باصابتة بالكورونا  فقام الاهالى بالاعتداء على اولاده وحاولوا طردهم من القرية . واتذكر ان احدى الفتيات احضرت امها للمستشفى ولم تزرها على الاطلاق وبعدها باسبوعين دخلت الابنة المستشفى مصابة بالفيروس وتوفت فى حين نجت الام وتم شفائها .

اما القصة التى يعرفها جميع من فى المستشفى فهى قصة عماد عبد الحليم سرحان ذلك الشاب الذى يبلغ من العمر 37 سنة ويعمل سباك وكان يعانى من الام فى الظهر و دخل والده المريض بالكبد ويعانى من السرطان  فى العزل ورافق والده حتى شفى من الفيروس بعد 27 يوم فى المستشفى الا انه توفى بعد ذلك متأثرا بالاورام السرطانية وبعدها دخل شقيقه وزوجته العزل ولم يترك عماد المستشفى ولا المرضى كان لا ينام يساعد المرضى فى العزل ويقوم على خدمتهم ويسهر على راحتهم وكان يتبرع للمرضى بما يملك من اموال فيقوم بشراء ما يحتاجونه وكان يقوم باحضار طعام للمرضى ولم يترك المستشفى قرابة ثلاثة اشهر كان يجد راحته فى تخفيف الام المرضى ولم يعد يشتكى من الام الظهر .