رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سيدة من حديد .. " أم هاجر" تكتوى بنيران الفرن من أجل تربية الأبناء

في عيد الأم من كل عام نستعيد الحديث عن نماذج " السيدات الشقيانة " التى تقهر الظروف الصعبة التي تمر بها ، منهن من تعول أسرتها بعد وفاة زوجها أو مرضه ، تصممن على تربية الأبناء تربية حسنة  وتعليمهم تعليم جامعي وحتى ما بعد الجامعي، حتى لو كان ذلك ثمنه من حياتها وتعبها وانتقالها من محافظة لأخرى.

عن الألقاب و الصفات و السمات البطولية تحدث كيفما شئت فهي نموذج من النماذج البطولية للسيدة المصرية التي تعمل بمهن شاقة و تثبت دومًا أنها " " سيدة بـ 100 رجل " قادرة على فعل المستحيل من أجل أسرتها وأبنائها ، إنها أم هاجر ، عاملة بأحد مخابز العيش البلدى ، توفى زوجها إثر حادث سير عام عام 2009 وترك لها ثلاث بنات لتتحمل المسئولية بمفردها.

رغم التركة الثقيلة التي ورثتها " ام هاجر " بعد وفاة رب الأسرة إلا أنها لم تستلم ولم تيأس ، وإمتهنت العديد من الحرف و المهن التي تتحصل منها على قوت يومها هي وأبنائها،  عاملة نظافة بجامعة الفيوم ثم تنقلت بين محلات المواد الغذائية والمنظفات والعيادات الخاصة حتى إنتهى بها المطاف في المخبز البلدى  بمنشأة البكري مدينة الفيوم أمام موقف بنى سويف منذ عام 2012 وحتى الآن

تذهب الى العمل فجراً بالرغم من أنها تسكن في منطقة شعبية على أطراف مدينة الفيوم وتسلك خلال ذهابها طريق غير آمن وتحملت كل هذا من أجل تعليم بناتها وهنا كان لابد أن نزورها ونظهر قصة كفاحها للجميع. 

إنتقلت عدسة الوفد إلى هناء محمد عويس الشهيرة بأم هاجر نسبة إلى إبنتها الكبرى للتعرف عن قرب رواية رحلة كفاحها وفي البداية قالت تزوجت عام 2001 وجئت من بلدى محافظة بنى سويف للعيش رفقة زوجى بالفيوم ، ورزقنا الله بثلاثة بنات هاجر 19 سنة حاصلة على دبلوم التجارة وتوأمها فاطمة الطالبة بالفرقة الأولى بكلية الآداب جامعة الفيوم وملك 15 سنة طالبة في الصف الثالث الإعدادي وكان زوجي يعمل سائق بالأجرة وتوفى عقب تعرضه لحادث سير وتركنى أواجه المجهول بمفردى ولم أتمكن من صرف أي تعويضات عقب الحادث سوى معاش نقابة السائقين مبلغ وقدره  230 جنيه فقط.

فى حين أن الشقه التى نسكن فيها كان إيجارها الشهرى 250 جنيه بالإضافة إلى الزيادة السنوية وأصبحت الحياة صعبة للغاية ولم أجد من يمد يده إلينا من الأقارب الأمر الذى  إضطرنى الى البحث عن العمل لمواجهة أعباء الحياة وتعليم بناتى وبدأت العمل مع عاملات النظافة بجامعة الفيوم ثم توجهت إلى العمل في سوبر ماركت وبعدها بأحد محلات المنظفات ثم بأحد العيادات الخاصة حتى وجدت فرصة عمل بأحد المخابز بالرغم من أن الجميع نصحنى أنها مهنة الرجال فقط لما بها من تعب ومشقة وخاصة أن العمل يبدأ مع صلاة الفجر ولكنى تمسكت بها حتى أتمكن من تعليم بناتى رغم المضايقات التى كانت تحدث معى حول عملى في المخبز كونه عمل خاص بالرجال وكذلك الطريق من مسكنى الى العمل فجرا وكنت أضطر أن أحمل عصا حديدية في يدي لأدافع بها عن نفسي أثناء ذهابي الى عملى فجرا وتحملت طول هذه السنوات وحتى الآن من أجل

لقمة العيش ورزق بناتي وكان عملى أن أحمل الخبز من على السحلة إلى خارج المخبز لتسليمه إلى المواطنين

هاجر الإبنة التي تتشرف بكفاح أمها تتحدث إلى محرر الوفد و الدموع تنمهر من عينها قائلة: أمى لا يوجد مخلوق على وجه الأرض شاف التعب والمعاناة طوال السنوات الماضية مثلها " علشان تعلمنا وتربينا وعندما توفى والدى كانت في ريعان شبابها ، رفضت الزواج ورفضت تركنا لأهل والدى وأثرت كل شيء من أجل تعليمنا وتربيتنا ، ودفعت الغالي و النفيس من أجل حياة كريمة لنا ، مهما رويت لك ومهما تحدثت لا أوفيها حقها دائمًا ما تقول لنا " أنتم تطلبوا وأنا أنفذ فقط "

وقالت ملك 15 سنة طالبة بالصف الثالث الإعدادى أنها تفتخر أن هذه السيدة العظيمة هى والدتها التى تحملت الكثير من المتاعب من أجلهن وأضافت أن والدى توفى وعمرى ثلاث سنوات وكانت أمى هى الأب والأم في آن واحد وعملت بالمخبز ليلاً ونهاراً علشان تربينا وتعلمنا

فيما حرصت لجنة المرأة بحزب الوفد بالفيوم بزيارة أم هاجر في منزلها لتقديم هدية عيد الأم لها وتكريمها على رحلة الكفاح وسنوات المعاناة التى خاضتها من أجل بناتها بحضور علا عبدالجواد رئيس لجنة المرأة بحزب الوفد بالفيوم وابتسام بريك ونجلاء حسين وجيهان حرازة وأماني حسين عضوات اللجنة

موضوعات ذات صلة .. 

أم محمد الاسوانية : بفتخر بأولادي وبحمد ربنا ولم أشعر بمعاناة

عائشة قاهرة المستحيلات تستحق الأم المثالية بالمنيا

"صفاء" تنتصر وتعلن: "لا يأس مع الحياة"

فى عيد الأم.. سيدات من ذهب خارج حسابات التضامن

وأختتمت أم هاجر حديثها قائلة أن فاطمة ابنتها عقب حصولها على الثانوية العامة ذهب بها مكتب التنسيق الى كلية الآداب بجامعة المنيا وكانت تتمنى ان تلتحق بقسم المساحة فى آداب المنيا لأن هذا القسم غير موجود بالفيوم ولكن الظروف الصعبة جعلتها تقوم بالتحويل إلى قسم الجغرافيا بآداب الفيوم وأناشد الدكتور أحمد جابر شديد رئيس جامعة الفيوم الدكتور أحمد عبدالسلام عميد كلية الآداب أن يتم إعفاء فاطمة من المصروفات بسبب الظروف الصعبة وأمنيتي بعد إتمام تعليم بناتي هى آداء فريضة الحج أو العمرة.