رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"صفاء" تنتصر وتعلن: "لا يأس مع الحياة"

بعد انتهاء مراسم العزاء ورحيل المعزين، جلست صفاء الحميد التى لم يتجاوز عمرها 29 سنة تنظر إلى عيون أطفالها الثلاثة الكبرى فى الصف الأول الإعدادى، والأخرى فى الصف الرابع الابتدائى والولد الأصغر فى الصف الأول الابتدائى تفكر طويلا فى كيفية تربية هؤلاء الأطفال، لعدم وجود مصدر دخل بعد وفاه زوجها خاصة أنه ليس له أى معاش؛ إذ كان عاملا بمحطه بنزين، وسعى أولاد الحلال فى إجراءات معاش الضمان الاجتماعى الذى لم يزد على جنيهات قليلة لا توفى بالخبز الحاف، حتى المسكن كان بالإيجار، بالإضافة إلى أنها لم تخرج للعمل قبل وفاة زوجها.

لكنها لم تستسلم للأحزان وعاهدت نفسها على تربية أبنائها أحسن تربية وإلحاقهم بمراحل التعليم، وبالفعل قررت العمل بائعة ملابس جاهزة، حيث كانت تشترى الملابس بالجملة من أصحاب المصانع لتبيعها لعملائها.

كما قامت بالاتجار فى الدواجن التى تقوم بتربيتها وكانت تستيقظ فى الساعات الأولى من الصباح لتجهيز الدجاج الذى سوف تقوم ببيعه فى السوق تم توقظ أطفالها الثلاثة وتعد لهم الإفطار قبل التوجه إلى مدارسهم، ثم تحمل الدجاج والبيض وتذهب إلى السوق ومع ساعات الظهيرة تسرع بالعودة إلى منزلها وهى تحمل الطعام والحلوى وأشهى الأطعمة لأبنائها الذين تفوقوا فى دراستهم لرد الجميل لوالدتهم، حيث كانت تراجع لهم الدروس ولا تنام إلا بعد الاطمئنان على أبنائها فى فراشهم، ومع نجاح الأبناء فى دراستهم كانت تمنحهم الهدايا لتحفيزهم على

تحصيل الدروس والحفاظ على التفوق.

ومع مرور السنوات، زادت تجارتها بسبب أسلوبها الطيب فى التعامل مع الجميع، وحصلت الابنة الكبرى على الثانوية العامة والتحقت بكلية التجارة، بينما التحقت الثانية بكلية الحقوق، وكانت تشترى لهما أرقى الملابس حتى لا تشعرا بأنهما أقل من زميلاتهما، ومع اقتراب الابنتين من السنوات النهائية فى الجامعة، قررت الأم الاشتراك فى «جمعيات» مع الجيران من أجل توفير مبالغ مالية كافية للجهاز وبالفعل مع انتهاء دراستهما كان الأم قد تمكنت من توفير المبالغ اللازمة لتجهيزهما وتم خطبة الابنتين وتمكنت الأم المكافحة من شراء أفضل جهاز وجميع الأجهزة الكهربائية ووفقها الله فى زواج الابنتين، ثم تفرغت للابن الثالث والذى تمكن من الحصول على بكالوريوس الزراعة وقامت بتجهيز شقة له بعد أن تقدم لخطبة إحدى الفتيات لتقترب من استكمال رحلة كفاحها عبر السنوات الطويلة، ولتسطر قصة رائعة للمرأة القادرة على قيادة دفة الأسرة حتى الوصول إلى شاطئ الأمان.