رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عائشة قاهرة المستحيلات تستحق الأم المثالية بالمنيا

صورة للأم عائشة قاهرة
صورة للأم عائشة قاهرة المستحيلات بالمنيا

قالوا : لنجعل للأم عيدا ... قلنا : أ وا عجبا كيف يجعلون للعيد عيدا ؟؟؟هي الأهلّة إذا حلّت الأشهر الحُرُم، هي القناديل والمصابيح والزينة والأعراس، هي أهازيج وأغنيات واسراب فَراش يحترق بنورها من غاب عنها، يقولون إنه العيد... هي العيد تفصيل بسيط من تفاصيلها، استراحة محاربٍ يلوّح للأمجاد بحِنّائها ويكتب بكحل عينها تاريخه وهويته.

قالوا إنه عيد. الأم ... قلنا .. إمرأة تعجن الفرح بيديها كل صباح ، وتُطعِم أطفالها شهد الحرية والفكر والأصالة مع الخبز وزيت الزيتون، إمرأة تربي وتعلّم وتداوي وتُبرئ الجروح، تعلي صروح البلاد شامخة، وتطبع بصمتها بجد وكفاءة في كل المجالات، هذه المرأة التي تركت أثرا في تاريخ البشرية، تلك هي( الأم )، والتي وشمت اسمها في صخر التاريخ وأعمدته بأحرف راسخة، عندما كانت الشعوب تتحسس طريقها للوجود ولفرض هويتها، تستحق أكثر من عيد وأكثر من محفل، هي التي تعرف جيدا كيف تصنع الأفراح وتوقد مباهجها.

أريدك أنثى .. ولا أدّعي العلمَ في كيمياء النساءْ ..ومن أين يأتي رحيقُ الأنوثَهْ ...وكيف تصيرُ الظِباءُ ظباءْ ...وكيفَ العصافيرُ تُتْقِنُ فنَّ الغناءْ ..أريدُكِ أُنثى.. وأعرفُ أنَّ الخيارات ليست كثيرَه ..فقد أستطيع اكتشافَ جزيرَهْ ..وقد أستطيعُ العثورَ على لؤلؤَهْ ..ولكنَّ من ثامن المعجزاتِ، اختراعَ امرأهْ تدعي ( الأم ) ، هكذا تغنى الشعراء للأم وهكذا اعتبروها ثامن المعجزات وأجملها وأثمنها, لعلهم لم يبالغوا في شيء فالطبيعة أنثى, ومروج الورد أنثى ، والمطر والأنواء أنثى ، وباريس بين المدن أنثى, وأم الدنيا أنثى ، والقاهرة مهد الحضارات أنثى.

 

لا نستطيع ونحن نطرق موضوع ((الأم )) ، إلا أن نطل من هكذا شرفة : شغف القصيدة وسحر أنوثة لا حد له، هكذا فقط يتدفق الحب وتنطلق الحياة على غير مثال. فلم يكن نزار ، ولا من عاصره، ولا من لحقه، أو سبقه بحرف وإحسان, ليجد لشعره مقاما وكينونة ، لولا أن في عوالم المرأة منبع الأمومة من السحر ، ما يكفي كي تنساب المخيلة وتنهمر القصائد، كل الذين امتشقوا حروفهم وحتى سيوفهم وأقلامهم ، وجدوا في الأم أسبابا لا تحصى للحياة وللتفكير, ونحن اذ نراهن على قضية المرأة ونجدد طرحها بكل حماسة وشراسة, إنما لرهان خطير ومهم هو إعادة الاعتبار للذات الانسانية .

 

فالمرأة (أمّ ) وأخت وحبيبة وصديقة ورفيقة درب وزميلة بالعمل, موظفة وعاملة ومناضلة وكاتبة ومبدعة ومفكِّرة, عنوان لكل شيء جميل في حياة الرجل والأسرة والمجتمعات أجمع، المرأة الأم هيي السيّدة ،هي التي تخيطُ سنينَ العمرِ بعطرٍ لتتنشّقَ الأيامُ رائحةَ الأنوثة، وهي التي تمسحُ عن آهاتها عرقَ الاستسلام ليرفلَ الأملُ في ثوبِ النجاة، وهي التي تلدُ الحب بمخاض الشّوق وتسمّيه بأسماء الورود ليؤمن بالقيامة، وهي دمعةُ كِبَرٍ لا تلمحها إلا حُبَيبات النّدى فتسرقُ منها لألأةَ النَور.

 

لأنّكِ امرأة ولأنك أمي ، تدينُ لك الحياة بابتسامة وقبلة، تدلّلي ،فأنتِ أمانةُ الربيع.. والوفد اذ ترصد اليوم قصة كفاح لإحدي الأمهات والتي تستحق ان تنال تكريم الأم المثالية ، لاتقلل من اختيار الأجهزة التنفيذية ، لكنها تلقى الضوء علي آخريات استحقوا نيل لقب الأم المثالية ، وهناك اطروحات كثيرة لجمع من يستحقون التكريم وتكريمهم من قبل الدولة .

 

وقصة كفاحنا اليوم لإمرأة تدعي (عائشة ) عبده دمرداش ، من قرية السحالة بأبو قرقاص ، جنوب محافظة المنيا ، والتي تمكنت بجسارتها وصلابتها ، ان تقود دفة الاسرة ، عقب وفاة زوجها (خلف أحمد ) ، والذي كان بعمل مدرس بالتربية والتعليم ، وقفت علي رجليها ، شامخة معتزة بكرامتها ، بعدما لم يترك لها زوجها من حطام الدنيا شيئا ، سوي العزة

وتاريخ مشرف من السمعة الحسنة ، وبرغم ان الدنيا قد اكتست بالسواد بعد وفاة زوجها ، الا ان تلك المرأة ، نفضت عن نفسها غبار تراب الكسل ، وعملت بدار حضانة لكونها حاصلة علي مؤهل متوسط ، مقابل 500 جنيها شهريا ، حتي لقبت بقاهرة المستحيلات .

 

المدهش في الامر ، والذي يجعل كل من يقرأ قصتها ويطلع عليها ، ينحني لكفاحها اجلالا واحتراما وتقديرا ، نعم عائشة ، تلك العاملة بدار حضانة ، تمكنت من الحاق ابنتها الكبري، وتدعي ( اسماء ) ، بكلية الطب البشري جامعة المنيا ، وهي الآن في السنة الثالثة ، ثم تبعتها ، إبنتها الثانية ، وتدعي ، اسراء ، والتي التحقت بالسنة الثانية لكلية الطب البشري جامعة المنيا ، ثم الابنة الثالثة ، وتدعي علياء بالصف الثالث الثانوي (علمي ) ، ونجلها محمد ، بالصف الأول الثانوي ومن المتفوقين ، ثم أحمد ، بالصف الثاني الإعدادي ، ومن اوائل المتفوقين .

 

جاهدت الام (عائشة ) حتي توفر المناخ الأسري المناسب ، والذي يوفر التفوق الدراسي لكل اولادها ، ذرية صالحة شهد بها القاصي والداني ، علي سمعتهم الطيبة ، من اخلاق كريمة ، واخلاق حسنة ، كادت ان تلامس طهارة الملائكة ، أم تمسح عرقها بالنهار وتواصل الليل بالسهر علي راحة وتفوق اولادها في دراستهم ، توفر لهم كل مايلزم الانفاق علي مراحل التعليم المختلفة ، سواء في كليات الطب والثانوية العامة ، والمرحلة الاعدادية ، وكل مرحلة لها متطلبات جسيمة ، ونفقات الكليات ، وخاصة الطب البشري .

 

بخلاف مصروفات الانتقال من ابو قرقاص ، وحتي الجامعة ، جميعها تحتاج الي مبالغ مالية جسيمة ، تقوم بها الام في العمل بالحضانة ، ومن معاش ضئيل لا يغني ولا يثمن من جوع . وكان لقصة كفاحها ، وقفة اعتراف بالفضل والجميل في تماسك الاسرة وتفوقها ، ووقوفها ضد الازمات ومتطلبات المعيشة الكريمة ، حتي انها تستحق نيل شرف الترشح لتكريمها كأم (مثالية ) ، وبعيدا عن التكريمات الاخري ، هل يقف مسئولي المنيا ، امام قصة كفاح تلك المرأة ، مكتوفي الأيدي ، ادني شيئ هو منح المجانية لتعليم اولادها بكافة المراحل ، ومساعدتها قدر المستطاع في الانفاق علي اسرة مكونة من 6 أفراد ، لاتملك من حطام الدنيا شيئ سوي كرامتها وعزة نفسها وعفتها .