رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أم هاجر عاملة المخبز بالفيوم وكفاحها لتعليم وتربية بناتها

بناتى كل حياتى هكذا تحدثت  أم هاجر التى تعمل بأحد المخابز بمدينة الفيوم والتى تركها زوجها منذ عام 2009 عقب تعرضه لحادثة بالسيارة التى يعمل عليها فقد على أثرها حياته وترك لها ثلاث بنات لتتحمل مسئولية رعايتهن بمفردها وبالفعل بدأت بالعمل ضمن عاملات النظافة بجامعة الفيوم ثم تنقلت بين محلات المواد الغذائية والمنظفات والعيادات الخاصة حتى إنتهى بها المطاف في المخبز البلدى  بمنشأة البكري فى مدينة الفيوم أمام موقف بنى سويف منذ عام 2012 وحتى الآن وتذهب الى العمل فجراً بالرغم من أنها تسكن في منطقة شعبية على أطراف مدينة الفيوم وتسلك خلال ذهابها طريق غير آمن وتحملت كل هذا من أجل تعليم بناتها وهنا كان لابد أن نزورها ونظهر قصة كفاحها للجميع.

 

تحدثت إلينا هناء محمد عويس الشهيرة بأم هاجر نسبة إلى إبنتها الكبرى قائلة تزوجت عام 2001 وجئت من بلدى محافظة بنى سويف للمعيشة في الفيوم مع زوجى ورزقنا الله بثلاثة بنات هاجر 19 سنة حاصلة على دبلوم التجارة وتوأمها فاطمة الطالبة بالفرقة الأولى بكلية الآداب جامعة الفيوم وملك 15 سنة طالبة في الصف الثالث الإعدادي وكان زوجي يعمل سائق بالأجرة وتوفى عقب تعرضه لحادث وتركنى أواجه المجهول بمفردى ولم أتمكن من صرف أي تعويضات عقب الحادث سوى معاش نقابة السائقين بمبلغ 230 جنيه فى حين أن الشقه التى نسكن فيها كان إيجارها الشهرى 250 جنيه بالإضافة إلى الزيادة السنوية وأصبحت الحياة صعبة للغاية ولم أجد من يمد يده إلينا من الأقارب مما إضطرنى الى البحث عن العمل لمواجهة أعباء الحياة وتعليم بناتى وبدأت العمل مع عاملات النظافة بجامعة الفيوم ثم توجهت إلى العمل في سوبر ماركت وبعدها بأحد محلات المنظفات ثم بأحد العيادات الخاصة حتى وجدت فرصة عمل بأحد المخابز بالرغم من أن الجميع نصحنى أنها مهنة الرجال فقط لما بها من تعب ومشقة وخاصة أن العمل يبدأ مع صلاة الفجر ولكنى تمسكت بها حتى أتمكن من تعليم بناتى رغم المضايقات التى كانت تحدث معى حول عملى في المخبز كونه عمل خاص بالرجال وكذلك الطريق من مسكنى الى العمل فجرا وكنت أضطر أن أحمل عصا حديدية في يدي لأدافع بها عن نفسي أثناء ذهابي الى عملى فجرا وتحملت طول هذه السنوات وحتى الآن من أجل لقمة العيش ورزق بناتي وكان عملى أن أحمل الخبز من على السحلة إلى خارج المخبز لتسليمه إلى المواطنين.


وأخذت طرف الحديث ابنتها هاجر قائلا ماما ...... وراحت في نوبة طويلة من البكاء ثم رددت ماما لايوجد مخلوق على وجه الأرض شاف التعب والمعاناة طوال السنوات الماضية مثلها علشان تعلمنا وتربينا وعندما توفى والدى كانت هى صغيرة في السن ومن محافظة أخرى وكان من الممكن أن تتركنا لأهل والدى وتذهب إلى أهلها وتتزوج ولكنها رفضت ذلك وتحملت مشقة العمل يوميا وحتى بعدما كبرنا قليلا وطلبنا ان نبحث عن عمل لمساعدتها رفضت نهائيا أن نعمل وعندما تمت خطبتى قامت بتجهيز وتوفير كافة المتطلبات الخاصة بالزواج وكانت تقول انتى تطلبي وانا أنفذ ولم تجعلنا يصل إلينا الإحساس

بفقد الأب ونحن أطفال وتعاملنا كأصدقائها وتستمع لمشاكلنا يوميا وتسألنا عن مايحدث معنا وتأتى إلى المدرسة وتسأل المعلمين عن مستوانا التعليمي وتقدم لنا النصائح بصفة يومية
وقال عمار عبدالظاهر معلم اللغة العربية بمدرسة الشهيدة منة الله سيد للتعليم الأساسى التى تعلم بها بنات أم هاجر بمنطقة الحواتم أن أم هاجر مثال مشرف للسيدات المكافحات التى قامت بتعليم وتربية بناتها على أكمل وجه وطوال فترة الدراسة لم نرى منهن سوى الإلتزام واحترام المعلمين وحسن الخلق داخل وخارج المدرسة وكانت أم هاجر دائمة التردد على المدرسة لمتابعة بناتها وأضاف عند ذهابي إلى صلاة الفجر في المسجد كنت أشاهد ام هاجر تذهب إلى المخبز ﻹستلام عملها في ظلام الليل وتحت الأمطار في فصل الشتاء بالرغم من أنها تسكن فى منطقة طريقها وعرة ومظلمة وبعيدة عن المخبز إلا أنها واصلت رحلة الكفاح لتربية وتعليم بناتها
وقالت ملك 15 سنة طالبة بالصف الثالث الإعدادى أنها تفتخر أن هذه السيدة العظيمة هى والدتها التى تحملت الكثير من المتاعب من أجلهن وأضافت أن والدى توفى وعمرى ثلاث سنوات وكانت أمى هى الأب والأم في آن واحد وعملت بالمخبز ليلاً ونهاراً علشان تربينا وتعلمنا
وقامت لجنة المرأة بحزب الوفد بالفيوم بزيارة أم هاجر في منزلها لتقديم هدية عيد الأم لها وتكريمها على رحلة الكفاح وسنوات المعاناة التى خاضتها من أجل بناتها بحضور علا عبدالجواد رئيس لجنة المرأة بحزب الوفد بالفيوم وابتسام بريك ونجلاء حسين وجيهان حرازة وأماني حسين عضوات اللجنة
وأختتمت أم هاجر حديثها قائلة أن فاطمة ابنتها عقب حصولها على الثانوية العامة ذهب بها مكتب التنسيق الى كلية الآداب بجامعة المنيا وكانت تتمنى ان تلتحق بقسم المساحة فى آداب المنيا لأن هذا القسم غير موجود بالفيوم ولكن الظروف الصعبة جعلتها تقوم بالتحويل إلى قسم الجغرافيا بآداب الفيوم وأناشد الدكتور أحمد جابر شديد رئيس جامعة الفيوم الدكتور أحمد عبدالسلام عميد كلية الآداب أن يتم إعفاء فاطمة من المصروفات بسبب الظروف الصعبة وأمنيتي بعد إتمام تعليم بناتي هى آداء فريضة الحج أو العمرة.